قد كان في صدر الإسلام الإعلام الشعري الذي يتضمن نظاماً إعلامياً
كاملاً بقصد التأثير على الناس من خلال تناوله للقضايا الراهنة
في ذلك العصر وقد هاجم القرآن شعراء المشركين الذين كانوا يهجون
الرسول صلى الله عليه وسلم ويثبطونه عن دعوته حيث كانوا يرمون
الرسول عليه السلام في بداية دعوته تارة بإنه شاعر وتارة بإنه
كاهن وما إلى ذلك من تلك الأوصاف الكاذبة!!
قال تعالى:
{والشعراء يتبعهم الغاوون}.
{ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون}.
{وأنهم يقولون مالايفعلون}.
إلا أن القرآن لم يهاجم الشعر كله وإنما هاجم شعر المشركين الذين
آذوا الإسلام والمسلمين.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع الى الشعراء ويثبتهم وكان
شعراء المدينة ينافحون عن النبي الكريم ويردون على شعراء المشركين
ومنهم /حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبدالله بن رواحه وغيرهم.
وقد أهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بإستخدام الإعلام كوسيلة للحرب
النفسية لإحداث التفرقة بين صفوف الأعداء وكان يعتبر (الإعلام الشعري)
من أهم وسائل الحرب النفسية.