[align=justify]قصة الحاجز - من تأليفي
بطلاها طفلان صغيران ترعرعا في قرية صغيرة هادئة وادعة بعيدة عن ضوضاء المدينة وانوارها
بعد صلاة (العشاء ) تطفأ السرج والاتاريك وتبقى ازقتها تحتضن الظلام عدا انصاف الشهر فإن اشعة القمر تسعف القرية بخيوط فضية تنير طرقاتها الضيقة وبيوتها الطينية الحالمة الداكنة
شاءت قدرة الله ان يكون بيت بطلي قصتنا نوره وعبد الله بجوار بعض ( عبدالله 8 سنوات ) ونوره (7 سنوات )
في ذلك الوقت الاباء لم يهتما بتعليم ابنائهما عدا بعض التعلم البسيط عند كتاتيب القرية
في الصباح الباكر وبعد صلاة الفجر يصحو والد عبدالله ويصطحب معه ابنه لمسجد ( القرية )
وبعدها ينام الطفل قليلا حتى تشرق الشمس
بينما والديه يحتسيان فنجالا او فنجالين مع قليلا من التمر ويفطر قليلا من الصبيبات ثم يتحزم ويذهب الى حقله الصغير ( النخل ) يفلح ويزرع ويبذر
هكذا كان رجال ونساء القرية قلوبهم مع بعض لاحسد ولاتباغظ فكل اسرة تمد الاخرى بالذي ينقصها من اوان مطبخ او ملابس او غير ذلك
فكلهم في القرية على قلب واحد
اما بطل قصتنا عبدالله فتوقظه امه مع اشراقة الشمس فيفطر ويخرج بالغنم يسرح بها في البراري
كذلك نوره تستعد للذهاب بغنم اهلها لتسرح بها مع عبدالله
خرج عبدالله بأربعة رؤوس من الاغنام وكذلك نوره خرجت بخمسة رؤوس من الاغنام
وذهبا بقطيعهما الى تلة لاهي القريبة ولا هي البعيدة وكذلك بعض صبيان وبنات القرية الصغار يجتمعون في هذا المكان
تزود عبدالله ونوره بقطع من الخبيزات ومطارة جلدية من الماء ولا يحميهما من لظى الشمس الحارقة الا ان يتظلالا تحت جذع شجيرة او اثلة
هكذا ديدنهما يوميا
ويعودا يوميا مع بلوغ الشمس كبد السماء
وفي العصر يذهب عبدالله الى المسجد ( الكتاتيب ) ليتعلم على يد مطوع القرية اصول دينه واهم شيء فيه حفظ وتعلم القران الكريم وبعض الامور
وكذلك نوره تذهب بعد صلاة العصر الى احد بيوت المطوعات لتقرأ عند بعض كبيرات السن( المتعلمات) القران الكريم
مرت السنين
اصبح عبدالله يبلغ الثالثة عشرة
ونوره الثانية عشرة
في احد الايام الممطرة اصر عبدالله ونوره على الخروج للمرعى
ولم يخرجا الا بعد ان حلفت عليهما امهما بعد الابتعاد عن الدار لان في ذلك خطرا عليهما من المطر
وهما في منتصف الطريق بدات السماء تمطر وبدأت البروق والرعود وانشقت السماء وامطرت سيلا عظيما
في الدار خافت ام عبدالله وكذلك ام نوره عما سيحصل لابنائهما من خطر
هربت احدى ( الصخال) وصعدت فوق راس الركيّة ( البئر ) واصبح عبدالله يصيح عليها ان تعود
غضب منها وصعد لاحضارهما ولكن شاءت قدرة الله ان تنزلق ( الصخلة ) وتسقط (بالقليب )
اخذ عبدالله يصيح عنزي عنزي ولكن كانت مشيئة الله هي الاسرع والانفذ
نزل عبدالله وهو يبكي واتت اليه نوره لتواسيه وهما يبكيان
لم ينقطع عبدالله عن البكاء وهو في طريقه الى الدار وهو يردد ويندب حظه
انا السبب.. كله مني .. اميمتي قالت لاتطلع .. لاتطلع .. بس انا اللى عييت.. كله مني
بعد جهد جهيد عاد عبدالله ونوره الى دارهما بعد ان اسدل الظلام ردائه على القرية
عاد عبدالله للبيت وامه خائفة ووجله
اين ذهب ؟ ما مصير عبدالله مع هذه الامطار والارض موحلة وبعض الطرق بها برك وبحيرات كيف سيقطعها ؟
ماذا ستفعل ام عبدالله ؟ ووالد عبدالله لا يعرف ان انبه قد خرج في هذا الجو الممطر
سمعت ام عبدالله صرير الباب الخشبي يصدر صوته الموسيقي المألوف
قامت من سجادتها المصنوعة من الخوص وذهبت لتستطلع من الداخل هل هو ابو عبدالله ام ابنها ؟
عرفت انه ابنها عندما سمعت ثغاء الماعز وصوت نحيب ابنها
- ام عبدالله : وش فيك عسى ماشر ؟
وش فيك تصيح؟
ركض عبدالله نحو امه وضمها بقوة
- ام عبدالله : وش فيك تصيح عسى نوره ماصار لها شيء ؟
- عبدالله : لا . نوره ماصار لها شي الحمدلله
بس الصخلة زلقت من على الركية وطاحت بالقليب
وجلس عبدالله يحكي لأمه ماحدث له منذ بداية خروجه هو ونوره حتى العودة
[/align]
-----------------------------
تابعوا الجزء الثاني قريبا جدا