ام الستائر المغلقة..كنت أجلس على كرسي أمام طاولة صغيرة..
حوت فنجان قهوة..جاهدت في إبعاد المرارة عنه..
نسيت خلال تحريك الفنجان كم ملعقة سكر أضفت
لم يكن الفنجان الأول..بل سبقته ثلاثة بنفس المرارة..
كنت أرتشف القهوة .وأحاول إستحضار شريط قديم..خانتني الذاكرة في إسترجاعه..
قد يكون العامل النفسي لعب دوراً في الهروب من الرجوع للخلف..
فبعض ذكرياتنا ..نود نسيانها ..للأبد..
بقدر ماكانت تلك اللحظات تحمل تجارب إستفدنا منها بقدر ما حملت مآسي أثرت بقلوبنا..
..
هنا تعجز الذاكرة عن إسترجاع ما مضى ..وإن كانت قدمت شئ من الماضي وسربت شئ آخر..
......
تحاملت على جسدي المنهك..ووقفت أمام النافذة..
أزحت الستائر..فلم أجد سوى السحاب حولي يلف المكان..
قطع هدوء حجرتي صوت الرعد..المخيف لي..
يالله....
كم كنت أخاف صوت الرعد....منذ طفولتي..
وأعتدت عند سماعه أن أختبئ في سريري..أغطي جسدي الخائف وأنام..
المضحك أني مازلت أحمل نفس الخوف..
رغم كل السنين التي مرت..
ومازلت ألتجي للنوم كلما زارتني الهموم والمخاوف..
.....
طال وقوفي على النافذة..أنتظر..
أنتظر رؤية شئ خلف السحاب..
فلم أجد...!!
.....
شعرت برعشة تسري في جسدي ..لقد عاد البرد يتسلل للدخول لعظامي..
أرخيت الستائر..وعدت أدراجي..
جلست على الكرسي..وأغمضت عيني.
وأبتسمت......
لقد زارني طيفك...!!
خاطره منقولهرجاء ياعزيزي ذكر المصدر واسم الكاتب وذلك حفظا للحقوق000 وشكرا