العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-06-06, 09:10 pm   رقم المشاركة : 1
فراشة النوور
عضو






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فراشة النوور غير متواجد حالياً
قصة الحب


[align=center]يحكى في قديم الزمان ... أن الفضائل و الرذائل كانتا تطوفان العالم معا ً ... و كانتا تشعران بملل قاتل جدا .. و ذات يوم و كحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح ( الابداع ) لعبة ظريفة و أسماها " الاستغماية " .. طرح الفكرة أمام الرذائل و الفضائل فأُعجب الجميع بالفكرة و وافقوا عليها .... و فجأة صرخ من بينهم ( الجنون ) و أخذ يقول : أنا من سيبدأ .. أنا من سيبدأ بالعد ... أرجوكم اسمحوا لي بذلك .. أنا من سيغمض عينيه و يبدأ العد و أنتم عليكم بمباشرة الاختفاء .. ثم اتكأ بمرفقه على شجرة جميلة و بدأ العد : واااااحد .... اثنااااان ... ثلااااااثة ....
تفرق الجميع بسرعة و أخذ يبحث كل واحد عن مكان جيد له ليختفي فيه ..
وجدت ( الرقة ) مكانا لنفسها فوق القمر الذي سعد بحضورها .. و أخفت ( الخيانة ) نفسها في كومة قمامة .. و دلف ( الولع ) بين الغيوم .. و استقر ( الشوق ) في باطن الأرض .. ( الكذب ) بصوت عاااال : سأخفي نفسي تحت الحجارة ... ثم توجه لقعر البحيرة و اختبأ هناك !!! ..
طار ( الصدق ) نحو الشمس و اختفى بداخلها ... لم يجد ( الخداع ) بدا من البحث عن مكان له و بدون تفكير قفز نحو مستنقع نتن تطفو عليه القذارات و سقط فيه ...
همست ( البراءة ) و هي تغطس في خجل شديد : اووه .. أين أذهب ؟ .. آآآه من يرشدني ؟ .. أييين ؟ أيييين ؟ ...... فسمعها أحد الأطفال فصاح و هو يشير بأصبعه الصغيرة إلى وجهه : هنا .. هنا .. هنا .. ابتسمت ( البراءة ) بعذوبة و قفزت الى صفحة الطفل ..
قالت ( القسوة ) لبعض الصخور الكبيرة بخشونة : أتسمحين لي ؟ قالت الصخور : أهلا , هلمّ بك إلى عمقي ..
فتح ( الحنان ) عينيه بنتهى الرقة و أخذ يجول بنظراته ساهما شاردا .. فهمست إحدى الزهور القريبة : تعال هنا و استقر بين براعمي .. رحب ( الحنان ) بالفكرة و غاص بين الزهور ..
و استمر الجنون : تسعة و سبعوووون .... ثمانووون ... واحد و ثمانووون .. خلال كل تلك المدة الطويلة كانت الفضائل و الرذائل منشغلة بالاختباء ما عدا (الحب ) !!
كعادته لم يكن صاحب القرار و بالتالي لم يستطع أن يقرر أين يختفي !! و بالطبع فهذا غير مفاجئ فكلنا نعلم كم هو صعب اخفاء الحب ..
أخذ ( الحب ) المسكين يتخبط يمنة و يسرة .. يركض للأمام ثم يعود للخلف .. يتلفت هنا و هناك عله يجد من يساعده و علامات الخجل بادية عليه ... وجد قناعا ً ألقاه أحدهم على الأرض فالتقطه و حاول وضعه على وجهه ليخفي تعابيره و ملامحه .. و لكن القناع خنقه و أطبق عليه النفس و منعه من الاستمتاع باستنشاق الهواء العليل .. و بعصبية شديدة قذف ( الحب ) القناع على الأرض و هو بغاية الاستياء .. كان بمنتهى الحيرة .. لم يكن يعرف كيف يتصرف .. كم هو مسكين هذا ( الحب ) ..
و فجأة أتم ّ الجميع عملية الاختفاء و لم يبق َ في المكان أي فضيلة أو رذيلة ..
تابع الجنون عدّه : خمسة و تسعووون ... سبعة و تسعووون ... و عندما وصل الجنون في تعداده إلى مائة .. شهق ( الحب ) برقة و قفز وسط أجمة من الورود و اختفى بداخلها ..
فتح الجنون عينيه بمتعة و وحشية و بدأ البحث صائحا ً : أنا آت إليكم ... أنا آت إليكم ...
الظريف بالموضوع أن (الكسل) كان أول من انكشف أمره فهو كعادته لم يبذل أي جهد في اخفاء نفسه .. ثم ظهرت ( الرقة ) المختفية في القمر .. و بعدها خرج ( الكذب ) من البحيرة مقطووووع النفس .. سبحان الله الكذب حبله قصير دائما ً .. و أشار الجنون إلى ( الشوق ) أن يعود لباطن الأرض .. صاحت ( القسوة ) بقوة و هي ترفع يديها لأعلى بشموخ مصطنع : أنا هنا و قد خرجت قبل أن تقبض علي حتى لا أتعبك في البحث عني .. و كهذا هي القسوة دائما تتظاهر بالمثالية لتخفي جلافتها و صلابتها القاسية ..
قال ( الخداع ) : لقد تعبت .. سأخرج من لعبتكم فهي مملة .. سأبحث عن لعبة أكثر إثارة في مكان آخر !! و مضى ...
قال ( الصدق ) بانزعاج : سيهرب الوقت مني بدون فائدة علي أن أعود للأرض لأكمل أعمالي المهمة ... و هو يسير قابل في طريقه ( الحنان ) و ( البراءة ) فعرض عليهما فكرة أن يذهبا معه فوافقا بكل سعادة .. أمسك ( الحنان ) يمين الصدق بقوة .. و تسللت أصابع ( البراءة ) بكل خفة بين شمال الصدق بمحبة ..
وجدهم الجنون جميعا واحدا تلو الآخر ما عدا ( الحب ) .. وكاد يُصاب بالاحباط و اليأس في بحثه عن الحب .. إلى أن اقترب منه ( الحسد ) و همس في أذنه بوحشية و بكلمات قليلة موزونة : ( الحب ) مختف ٍ في شجيرة الحب ..
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح الحاد و بدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش في كل الأماكن و هو يضحك باستمتاع شديد و لم يتوقف إلا عندما سمع بكاء يمزق نياط القلوب .. ظهر الحب و هو يحجب عينيه بيديه و الدم الأحمر القاني يقطر من بين أصابعه بمنظر ٍ يقشعر الأبدان ..
صاح الجنون بندم هائل : يا الهي ماذا فعلت ؟ أنا آسف بصدق .. ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟!!
همس الحب بألم : لن تستطيع إعادة النظر لي بعد اليوم ..
لكن لا زال هناك ما يمكنك أن تفعله من أجلي .. ما رأيك أن تكون دليلي ؟

و هذا ما حصل من يومها !!
يمضي الحب أعمى يقوده الجنون !!!!



" مقتبسة "[/align]







قديم 02-06-06, 01:41 am   رقم المشاركة : 2
الـمـهـاجـر
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الـمـهـاجـر غير متواجد حالياً

شكرا لك .

اقتباس رائع .







التوقيع

قديم 03-06-06, 02:35 pm   رقم المشاركة : 3
رشيده الحسين المختار
عضو مميز






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : رشيده الحسين المختار غير متواجد حالياً
شكرا


فراشة النور
لعبة الاستغماية علاج وامتحان
ربما يوما ما نكتشف ان احساسا مهما اختفى لاننا لم نبحث عنه فقط بداخلنا
فكرة مهمة ان نبحث عن سعادتنا الضائعة اولا بداخلنا قبل ان تضيع بمحيطنا
المزيد فراشتي







التوقيع

[align=center]
التصميم من اهداء اخي المبدع الرمادي[/align]



[align=center]رسائل خاصة جداً [/align]


[align=center]نســــــــــــــــــائم الحــــــــبيب المصطفى [/align]

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 06:19 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة