أنتِ والقانون
تولد الإجابات من الاسئله … ولكل إجابةٍ سؤال … ولكن هل لكل سؤال جواب … !!!؟
أسئلة كثيرة تجوب نفسي ابحث لها عن إجابات ، ولكن يوجد سؤال واحد يؤرقني ، يشغل تفكيري ، وقد يشلّه بعض الأحيان ... وهو هل القوانين التي نعيش في ظلها ثابتةً ، أم تتغير تبعاً للزمان والمكان ، أم أنها يا ترى تتشكل في شكل آخر … لا ادري ولعلي اكتب إليكِ لأجد الجواب … !!!؟؟؟
عشت حياتي وأنا اتبع قوانين من صنع يدي … صنعتها بما يلائم حياتي ونصحتها فترة من الزمن وسميتها قوانين الكون التي تعمل على توصية حياتي ولربما حياة الكثيرين غيري …
وكان أهم قانون فيها بان تلك القوانين لا تكسد ، شاملةً ، لا تمتزج كالماء والزيت ، وعلقتها بعقلي ببرواز حديدي ، ومع مرور الزمن … ازدادت قناعتي بها وأخذت أدافع عنها بكل شراسه ، فالصدق صدق ، والكذب كذب ، والصداقة صداقه ، والحب حب .
عشت حياتي راضياً … حياةً كانت واضحة الخطى … واثقاً لا يعرف الشك طريقاً لها ، ولم أتخيل نفسي تائها أو حائرا في ظل قوانين الكون .
وفي يوم من الأيام تعرفت عليكِ … في البداية وبصراحة لم اكترث لأن القوانين واضحة وصريحة ، فكل شيء له قانونه الخاص … وأخبرتكِ في أول حديث لنا بأن تختاري بين الصداقة والاخوة ، أما عن الحب فلا مجال له ، ووافقت على الصداقه …
دارت بيننا الأحاديث وكان أول حديث لنا بارداً ، وبعد أن تفارقنا ، دخلت مكتبتي ولذت بالصمت برهة وأنا انظر إلى مكتبتي وكتبي مرصوصة على رفوفها وكأنها قوانيني … ابتسمت !!
وقلت في حالة افتخار لكل سؤال جواب ورُبتُ بشكل طريف على مكتبتي وأنا أحيي قوانيني .
لم أفكر في الأمر كثيراً ، ولم أفكر في كلام سأقوله لك … ولكأن الأمر عابر أو لا يعنيني أو إن الأمر برمته متروك لقوانيني الكونيه .
دارت بنا الأيام … وجمعتنا أحاديث كثيرة ، وكنا نضحك ونمزح ، ونتبادل الأحاديث والأفكار وفي نهاية كل حديث جمعنا ، كنت أفكر في كلامك … كنت أحاول أن أجد لكل كلمة من كلامك الف معنا ...
ومع مرور الوقت أصبحت انتظرك ، وقد جمعت أوراقي وأفكاري لأجدها قد تناثرت مع أول كلمة تهمسين بها لأجد نفسي مشتتاً … حائراً .
أحببت فيك كل شيء … بل كل شيء … أحببت صوتك … هيئتك وبراءة الطفولة التي تعطر ابتسامتك .
كم من اللحظات التي استرجعت فيها بعضاً من كلماتك … فابتسمت … لأجد من كان حولي يسألوني عن سر ابتسامتي ، فاهرب من الإجابة لكي لا افضح سري الصغير …
كم من اللحظات التي اجلس فيها أطالع كتبي ، لأجد بين السطور كلمات شذا بها صوتك العذب ليجري خيالي يرسمك بين سطور دفاتري …
وكم من اللحظات … رسمت فيها أرضا تجمعنا نحن الاثنين فقط … في مكان لا يعرفه أحد … في مكان لا يصله البشر … كطفلين يملكان الدنيا … بابتسامه … بضحكه … بهمسه …
تكون فيها الابتسامة نسمات نتنفسها … تكون فيها الضحكة أنشودة عذبة نرددها … ويكون فيها الهمس وسيلة الأحاديث الوحيدة …
نتهامس بالأحاديث لكي لا يسمعنا الطير فيطير … ولا الورود فتذبل … ولا النهر فيجف … ولا يسمعنا الشمس والقمر فتغيبان خوفا … وخجلا … وغيره …
تكونين أنت النهار فيه …
النهار الذي أرى به … انشد الدفء منه … وتزهر من ابتسامتك ورود الحياه …
وأكون أنا الليل فيه …
الليل الذي تلجئين إليه في ساعة سكون وصفاء …
نحيا في عالم خُلق لأجلنا … تكونين أنت الطفلة الملكة ، وأنا الطفل الملك …
أفيق من أحلامي لأنظر إلى كتبي الشامخة كالجبال وأتسائل أي قانون يصلح بهذه الحاله !!!؟؟؟ …
وفي النهاية … ابتسم ! … واكمل يومي ما بين الحقيقة والخيال .
وفي يوم من الأيام أخبرتني بأنك ( ) …
لا ادري ماذا كان شعوري في تلك اللحظه …
هل هو شعور الخيبة أم اليأس … !؟
شعور الضعف أم اليأس … !؟
أم ترى شعور العاجز الحائر …
بعد ذلك الحديث نظرت إلى كتبي وتحدثت معها :- ما هو هذا الشعور … أيتبع قانون الصداقة !؟ … لا والف لا … أيمكن أن يكون الحب !؟ … لا … لا يمكن أن تكسر قوانيني … لم يكن أن تمتزج !! …
أخذت ابحث في قوانيني عن حل لأحد المشاكل … كدت أجن … ورحت أقذف بكل قانون لأجد فيه الحل ، إلى أن نفذت قوانيني وامتزجت ...
وأخذت أتسائل … صداقه … أم حب !؟ ليست هي الصداقة التي اشعر بها بل انه الحب ، حب حقيقي ، حب بدأ على انه صداقه ونمى وكبر واصبح حب اشغله شعور الفقدان !!!
انتابني شعور اليأس وقلة الحيلة والتدبير …
هي ليست لي أنها لشخص آخر … كل أحلامي كانت له … لست الملك …
لربما كنت في أحلامي نهراً يجوب ارض أحلامي لتبدوا خضرةً نضرةً تدخل البهجة في نفسها …
أو لربما كنت في أحلامي طائراً جريحاً … التقطته بيدها ، فاحسن بدفئها … واسر بجناحنا … واستعبدته ابتسامتها … واعتاد على ملمس ساعديها الناعمين وعندما يشفى ، تطلقه ليطير بلا رجعه …
تطايرت الأسئلة من أمامي …
هل أعيد ترتيب قوانيني وارجع إلى حياة الوحدة التي تحيطها تلك القوانين التي لا تعرف الرحمه !!؟؟ …
لا … لا أستطيع وقد أعطتني إحساس الدفء … الحنان … الحب .
هل أتنازل عن ارض أحلامي له !!؟؟
وكيف وأنا من صنعها !!
إليكِ سيدتي … يا من تهدمت عند قدميها قوانين الكون …
................... يا من أيامي قبلها هدراً ،،، وبعدها عدما …
لا تأخذي أحلامي مني … ولا اطلب بان أكون أنا الملك …
اعتبريني الشجر … تستظلين بظله …
اعتبريني النهر … تشربين من صفوه …
اعتبريني طيرا … تسعدين بصوته …
اعتبريني أي شيء في ارض أحلامي … أي شيء …
سيكفيني أن أرى ابتسامتك العذبه ، وأسمع صوتك الحنون …
ويكفيني بان تكوني أنتِ أنتِ ، وأنا أنا كلٌ قائم بذاته ،،،
كنجمان يسبحان في الفلك الشاسع لا يتحدثان إلا بهمس الأضواء …
أمــــــيـــــرتـــــي أيـــــن أنـــــتِ ...!؟!؟!