اعتدت ان أزلق مقالاتي بينكم بظهاري الجُمع
عادةً أقتفي أثرها لتأتيكم كلماتي مغموسة ببركة هذا اليوم
عدا هذه المره سبقت زمن عادتي وإعتيادي لتواكب حدث حديثي ..,
المتتبع لتواتر خُطب الجمع بين مقام ابراهيم وقامة النُساك العلميه بباحات الحرم الشريف
يدرك بأن بين زوايا الورقه اسفل أيدي أولئك العلماء أصحاب الجُبب وروائح عنبر البحر
تستقر دورة حياة نقل أسطول ثقافه إسلامية وعربيه كامله ولم تعد فرصه للوعيد والتذكير بخزنة النار|
لسان الناسك ذاك المكان الضيق والذي نخاف منه سابقاً تحول الى عالم جديد من الفخر اللغوي نريده ان يستمر بالحركة و جوس الفصحى
ويُخشى على حركته من التجاهل بين من فقد فهم العربية ,
سألت صديقتي الجزائريه أواضحة لكِ مفردات الخُطبه رغم عجلة الامام وإدغام متعمد ببعض حروفه ؟
ضحكت وقالت أوتُخطئني الأبجديه وأُخطئها !
خجل سؤالي وتوارى خلف فنجان قهوه عربيه
مددته لها بيميني متعمدةً إمساكه بطريقة عشائيريه أصيله |
خطبة الحرم المكي الشريف عُمقنا الأدبي والديني أمام المترصدون من كل القارات
تحول رائع من هموم المحلية الى العربية بل هي بشرية الهدف كما سمعتها آخر مره
تعمد مجاهر به من الخطيب تحويل اشعاعات الأحرف السماوية الإيجابيه الى ارواح حاضروه
ومستمعوه لتحل السكينة والتدبر والحوقلة حيناً
وفي احيان أخرى تتسارع الانفاس خلف ملاحقة
ذلك السجع المُختار بعناية من يريد التأثيروالعلاج |
أسطول من الزُخرف الكلمي المُفسر لما جاءت به الكتب السماويه
الاستماع لها فقط اقوى تأثيراً من التحديق بالشاشه مخافة تشتت تحدثه تركيز اللقطات التلفزيونيه |
أجراس عذبه لتناغم اللغه العربيه المسموعه مغلفه لأوامر ونواهي بعيداُ عن النواح
وتراتيل صنوف العذاب والوجوه المكفهره واخرى ترهقها غبره ..,
مرسول دبلوماسي تُشبع جوعى اللغه من كل المشارب
وأبناءنا غارقون بتشويه مخارج حروفهم
بلهجةٍ جديده عربنكليزيه تُكال بها الشتائم بالفصحى الواضحه هاهم يعرفون قوتها بإيصال المعنى !!
لا أعرف مايدور بباقي المساجد بظهيرة الجُمعه ولاأتشارك السكن مع من يصلي الجمعه
لأتبين أثرها في جبينه .. أصدقوني القول هل بكل جمعه يلقى بين أسماعكم ماتمتليء به أرواحكم ؟
الموضوع تذكيري ولاأنتظر الردود
وان أُرغمتم فلتكن هداياكم بالفصحى ممتنة لصنيعكم مقدماً