بسم الله الرحمن الرحيم
تتوه بنا الخطى ونكبوا على طول الطريق وفي كل كبوة نتذكر بأن لكل حصانٍ كبوة فنهب على أقدامنا واقفين بعد أن استفدنا من السقوط سبب السقوط فعليه ينبني السير والتوقف والحنكة وسبر أغوار الدروب وكشف أسرار القلوب فبالشدائد تبلى المعادن وبالتجارب تصاغ النفوس فكل نفسٍ تجرعت من كؤوس التجارب لابد وأن يظهر عليها تأثير تلك الكؤوس ،فتنظر لحاضرها بعينٍ بصيرة قد علمت هذا ورأته وعاشت أحداثه في زمنٍ مضى وعانت منه ماعانت تنضر إليه وهي تقول في سريرتها لن ألدغ من جحرٍ مرتين تقول هذا وهي بنفس الوقت تتأسف على من يرمي بنفسه في تلك البحور المهلكة التي قد ينجوا منها وقد يهلك في محيطاتها بعد أن تجرفه تياراتها وأمواجها العاتية .
فتتحسر نفسه وتتألم لحال غيره ، وفي هذه الأثناء يتمثل له قول الشاعر :
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً
....................ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فيمضى في طريقه بعد أن وصفوه بالجهل والغباء وجمود المشاعر .
يمضي دون أن يبالي بما جرى لأنه قد عرف متاهات الطريق وسبر أغواره