( التحدي الخفي )
إمتدت الأنامل الخفية تجذب بقوة تلك الإبتسامة الوردية , تنتزعها
بوحشية , وتترك مكانها جرحا"نازفا" لا يلتئم أبدا", ذلك الجرح الذي ترك
صدى قوي في نفسها, صدى يكررّ نفسه بنغمات موجعة لا تمل التكرار.
هربتْ نحو الأطلال ...غاصتْ بين رمالها.. ضاعتْ بين سهولها....
ركضتْ في طريق طويل بدا لها إنه لن ينتهي أبدا"...
طريق يزداد ُ ظلما" وظلاما" كلما ازدادت ركضا"...
كانتْ تهرب من شريط الذكريات الذي يتلذذ بملاحقتها أينما ذهبت وأينما
كانت...
كان في متناول نظرها دائما"...كان كالظل ملازما"لها و لخطواتها.
هروب...هروب...هروب...
لكن إلى متى؟؟ و إلى أين؟؟
لا تعلم إلى أين سوف يقودها؟؟وماذا سيكون مصيرها؟؟
تمنّت في أشد لحظات يأسها أن يقف الشريط عن اللحاق بها...تمنّت
أن يختفي تماما" من حياتها...
أن يحترق ......
أن تحل به لعنة من أعلى السماء...
توقفتْ عند منتصف الطريق..!!!!
نظر إليها بخبث ثم قهقه بأعلى صوته...
لقد إستسلمتْ له أخيرا"!!!!
بعد الركض والتعب المستمر طوال السنين ...
لقد تحقق حلمه الأول والأخير وهو أن ’ يشعرّها بالعجز و الضعف
أمامه...
أغمضتْ عيناها...
كان مندهشا" من الهدوء الواضح على ملامحها...!!
من الإبتسامة المرسومة على شفتيها...!!
إمتعض قليلا"لهذا التغيير المفاجئ والغير متوقع...!!!
تساءل خفية...يا ترى ماذا حل بها؟؟
فكّر قليلا".. بخطة...بحل جذري...يضمن سيطرته عليها... وعدم
محاولتها للهروب منه مرة أخرى...
عدّل لفائفه...إستعد للعرض كالعادة...أيقظها من نومها...ليقلق راحتها.
بدأ بالعرض...لكنه عرض من نوع متميز ...
فقد قام بتجهيز أكبر شاشة...لعرض ذكرياتها المريرة والمؤلمة
أمامها...فمهمّته محصورة في إتعاسها وتذكيرها بآلامها بدل أحلامها...
إبتسامة النصر على شفتيه...الألوان الثًمانية إستقرت على سطح
شاشته بصوت صفير عال معلنا"الحد الفاصل قبل العرض
(طووووووووووووووط)
لم تمر ثواني معدودة...إلا أن بدأت الألوان بالتلاشي وحل محلها نقاط
بيضاء وسوداء صغيرة تملأ الشاشة هنا وهناك يصاحبها صوت تشويش
(تش تش تش تش) بدا لها مريحا"جدا"
لم يكن هذا الصوت إلا أصوات صراخه وإستغاثته معلنةٌ نهايته الأبدية..
لقد توصلتْ إلى الخيار المريح
.......(محته وبدأتْ التسجيل من جديد).........
ولكم تحياتي .................................................. ............