بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا عاجلا بشأن مصدر عدوى مرض الجمرة الخبيثة، الأنثراكس، لمعرفة إذا كان ظهور حالة ثانية من المرض بولاية فلوريدا له صلة بوقوع هجوم إرهابي بأسلحة بيولوجية أو عمل جنائي.
وقال لانديس كروكيت، مدير قسم السيطرة على الأمراض في وزارة الصحة الأمريكية في ولاية فلوريدا، لوكالة الأسوشيتيد بريس إن نسبة إمكانية ظهور حالتين من مرض الجمرة الخبيثة على مقربة من بعض تبلغ واحد من المليار.
وأضاف: أنه في هذا الحالة يجب أن يكون هناك تفسيرا آخر مشبوها.
وقد أغلق مكتب التحقيقات الفيدرالي المبنى الذي توجد فيها الشركة الإعلامية التي كان يعمل فيها الرجلان من أجل تحديد مصدر العدوى.
وقد توفى شخص واحد بعدوى المرض ويخضع زميل له للرقابة الطبية في المستشفى في الوقت الراهن.
ولا يستبعد كروكيت من أن يتحول التحقيق إلى تحقيق جنائي، تسخر له كافة الوسائل المتاحة.
وقد أكد المسؤولون الصحيون من أن مرض الجمرة الخبيثة غير معد، بالرغم من وجود فترة زمنية بين الإصابة بالمرض وظهور أعراضه.
حالات المرض
وكان الرجل الثاني الذي أصيب بالبكتريا القاتلة، أرنستو بلانكو البالغ من العمر الثالثة والسبعين، زميلا سابقا للشخص الذي توفى بالمرض الجمعة الماضية.
ولكن لم تظهر على بلانكو الذي عمل أيضا في الشركة الأعلامية ميديا أماريكان أعراض المرض بعد، لكن اختبارا لمسحة من أنفه بين وجود بكتريا المرض. ويخضع بلانكو حاليا لعلاج بالمضادات الحيوية في المستشفى.
وكان روبرت ستيفنس، البالغ من العمر ثلاثة وستين عاما، قد توفي من نوع نادر من المرض.
وقد أثارت الحالة الأولى مخاوف وقوع عمليات إرهابية بايولوجية لأنها كانت أول حالة لمرض الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة منذ عام 1978 .
ويخضع مبنى المكاتب في الوقت الراهن لحراسة شديدة، وأرسل العاملين البالغ عددهم 300 شخص لمنازلهم مع نصيحة بضرورة الاتصال بالطبيب فور شعورهم بتوعك في الصحة.
وكان العلماء قد حذروا من خطر حرب بايولوجية في أعقاب الهجمات على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وقام مسؤولو الصحة بإجراء تفتيش دقيق لمنزل وسيارة المصاب الأول ستيفنس من أجل العثور على آثار البكتريا، أو مايسمى بالسبورات، التي وجدوها على لوحة المفاتيح الكومبوتر الشخصي الذي يستعمله في المكتب.
ماهو مرض الجمرة الخبيثة؟
وتوجد آثار بكتريا مرض الجمرة الخبيثة عادة في التربة وتنتقل عن طريق الماشية، ولكن منذ بداية القرن الماضي عثر على 18 حالة من النوع الذي ينتقل عبر الاستنشاق.
يعتبر مرض الجمرة الخبيثة مرضا معديا للغاية تسببه بكتريا يطلق عليه باسيلوس آنثراسيس.
ومن أكثر أنواع المرض شيوعيا تلك التي تنتقل بين أنواع من الحيوانات الفقرية مثل الماشية والجمال، ولكنه يمكن أن ينتقل أيضا بين البشر عند تعرضهم لحيوانات مصابة أو لأنسجتها.
وتعود سبب المخاوف من المرض بأعتباره عنصرا محتملا في الحرب البايولوجية، لذا بدأ الجيش الأمريكي بتطعيم العاملين في الخدمة العسكرية الذين يمكن أن يشاركوا في صراعات.
وتبدأ أعراض المرض بعد أسبوع من التعرض للبكتريا التي تدخل عبر خدش في الجلد عند ملامسة أصواف أو جلود الحيوانات المصابة.
وتترك الإصابة خدشا يشبه لسعة الحشرة تتحول بعد ثلاثة ايام إلى تقرحات غير مؤلمة، لها لون اسود مميز، ويمكن أن يصاحبه تورما في الغدد اللمفاوية القريبة من المنطقة.
وتؤدي نحو عشرين بالمئة من مرض الجمرة الجلدي إلى الوفاة، ولكن حالات الوفاة نادرة عند تناول العلاج الذي يتضمن مضادات للبكتريا.
ويمكن أيضا علاج مرض الجمرة الخبيثة الذي يصيب جهاز التنفس في مراحله الأولى عن طريق تناول البنسلين، ولكن إذا لم يعالج يمكن أن تسوء حالة المريض مسببا صعوبة في التنفس ويؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات.
العرض العادي
