[align=center]عبـدالرحمـن صـقر absmutairi@gmail.com
في قصتة الفذه (من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟) التي قرأها ملايين الأشخاص و دفعت به ليتربع على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وجعلته من أكثر الكتاب شعبية على مستوى العالم يروي الطبيب النفسي الدكتور سبنسر جونسون في كتابه الصغير حكاية فأرين و قزمين داخل متاهة يختفي (جبنهم) فجأة مما يضطرهم لمواجهة التغيير بأساليب مختلفة. الطريف أنه وقبل أن يختفي الجبن كتب القزمان على الحائط "إمتلاك الجبن يشعرك بالسعادة !!!"
وحتماً ستبتسم إذا ماقرأت ما كتبه القزمان و تذكرت أن لكل وزارة لدينا جبناً طرياً غير متشابه وأن الوزير الأقدر على الأداء هو الأقدر على الاحتفاظ بمكاسبه الجبنية لأطول فترة ممكنة ولوكان ذلك على حساب فاتورة تقدم وطنه وإزدهاره و تطورأبناءه في أي مجال كان.
خذ مثلاً – على عاهنك - وزارة التربية عندما وبعدما استلمها الوزير السابق , الذي أخذ يحدثنا – ثمان عجاف - ان التعليم ليس كبناء العمارة ولاترى شواهد تطوره إلا بعد ردح من الزمن ولا أدري ان كان " تدني مستويات توظيف المعلمين" أو " تدني مستويات التحصيل لدى الطلاب" أو " فقدان هيبة المعلم" هي شواهد لتطور كان يستهدفه أم "نعم".
المهم أن للوزارة آنفة الذكر قطعة جبن أثيرة لا تكاد لها فكاكا الا وهي " أسئلة الوزارة" ففي كل عام ترصع الوزارة الكريمة طلاب الثانوية العامة بأسئلة موحدة على مستوى المملكة دعي لإعدادها كل باحث عليم و حشر لنا فيها ما يزعم أنها أسئلة تقيس الفوارق البسيطة بين أربعة ملايين طالب و طالبة !!!!
وعندما يتسائل كائن ما.. لماذا لا يسمحون بأن تضع المدارس أسئلة الفصل الدراسي الثاني كما تضع –المدارس نفسها - أسئلة الفصل الدراسي الأول .. يتصدى له جهابذة الوزارة و يحكونه عن أهمية العدل بين الطلاب .. وعندما يسألهم – الكائن – ذاته : ألا يعد هذا إنتقاصاً من أمانة المعلمين لديكم الذين أعدوا أسئلة الفصل الأول ؟ يتصدى له الجهابذة مرة أخرى و يحدثونه أي مدى يأتمون فيه معلميهم ولكن القياس الدقيق لمدى تحصيل طلاب الثانوية هو – و ياعيني عليهم -مطلب ملح لأنهم أي الطلاب – وانهمرت دموع جهابذة الوزارة – سيغادرونا الى جامعات هامة ولابد أن يكونوا سفراء لنا هناك ....
هم لا يريدون أن يعلمون أن الجامعات القت بنتائج إختباراتهم إلى مزبلة التاريخ و أعتمدت بشكل كبير على إمتحان " قياس" من المركز الوطني للقياس والتقويم ولم تبقى لهم من النسبة إلا ما يحفظ ماء الوجه وما يردع عنهم مقولة " يقولون".
وريثما يدركون هذه الحقيقية أو ريثما ينتهي طلاب دبلوم الإنجليزية من سلخهم في ساحات المحاكم..أو ريثما ينتهي الطلاب من هم مطاردة حل مسالة التجاذب .. أوريثما يرقى الفكر نبقى أنا و أنت وهم في انتظار " حريق مدرسي" آخر .. ربما يحرق الجبن معه أيضاً...
------------------------------
منقول[/align]