العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-06-05, 08:51 pm   رقم المشاركة : 1
شيمه
عضو محترف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : شيمه غير متواجد حالياً
(ليست القضيه متى سيأتي....القضيه هل يبقى حين يأتي؟) ·°?


[align=center]لتقته وهي في الثلاثين من عمرها
في وقت ظنت انها فقدت المقدره على الحب والحلم والامل
واشياء اخرى تحتاج اليها المرأه في منتصف العمر
وبعد ان ذاقت من الاشياء امرها
وبعد ان مرت بظروف حملتها من الالم فوق طاقتها
وبعد ان اتسعت الفجوه بينها وبين الفرح
واصبحت السعاده من مستحيلات حياتها
(2)
عندها
جاءهو
بقلبه الكبير
وببحور حنانه الباحثه عن انثى تكون نصف قلبه الاخر
واقترب منها كالاحلام الهادئه
عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمه
وطرق بابها في اشد مراحل عمرها ظلمه ليمنحها باقة من النور
لك يطن اخر اطواق النجاة بالنسبه اليها
بل كان الشاطئ والقبطان والسفينه
(3)
غيّرها تماما
نسفها داخليا وخارجيا
لوّن كل المساحات السودا في داخلها
فتعلقت به تعلق الام بطفلها
وتعلق الانسان بوطنه
وشعرت معه بامان لم تشعر به طيلة سنواتها
(5)
اقترب من اعماقها اكثر
ملاء احساسها كالدم
وملأ حياتها كالهواء
كانت تنام على وعوده
وتستيقظ على صوته
وتمادت معه باحلامهما
منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت باطفال بعدد نجوم السماء
وبقدرة الهيه تهديه إياها
وبليلة من العمر تجمعهما في جنة فوق الارض تعيش فيها معه
(6)
كان رجلا رومانسيا شفافا
بادلها احلامها بنقاء
لم تكن بالنسبه اليه حكاية يسعى الى انهاء دوره فيها
ولم يكتبها رقما في اجندته
ولم يسجلها موعدا قابلا للانتهاء
كانت شيئا اخر
احساسا مختلفا
وامرأه لا يمكن تصور حياته دونها
(7)
اعتادت وجوده في حياتها
تماما كما اعتاد هو وجودها في عالمه
كان احساسهما طاهرا نقيا
لم تدنسه مواعيد الغرام
ولم تلوثه اللقاءات المحرمه
كان يصونها كعرضه
وكانت تحفظه كعينيها
(8)
سألها يوما :ماذا لو خنت؟
قالت: سأقتلك
قال: وماذا لو مت؟
قالت: ستقتلني
عندها ادرك انها امرأه ترفض الحياة بغير وجوده
فتمسك بحياته اكثر
وتمنى ان يعيش الى الابد كي يجنبها الم فقدانه وفجيعه رحيله
(5)
منذ ان عرفته وهي تعشق المساء جدا
ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله
ويعيدها رنين هاتفه الى الحياة التي تفارقها حين يفارقها
وما ان ترفع سماعة الهاتف حتى يبادرها متسائلا:
من تحبين اكثر؟ انا؟ ام انا؟
فتجيبه بطفولة امرأه عاشقه:
احبك انت اكثرمن انت
ثم يتجولان معا في عالم من الاحلام الجميله
(10)
وهذا المساء انتظرت صوته كالعاده
ومرت الدقائق
وتلتها الساعات
شئ ما في قلبها بدا يشتعل
شئ ما تتجاهل صوته لكنه يلح
شئ ما يصرخ فيها انه لن يعود
وشئ ما يوقظ في داخلها كل شكوك وظنون الانثى في لحظة الانتظار
تُرى هل نسي؟
هل خان؟
هل رحل؟
ومع اول إشعاع نور الصباح
حادثها احدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفى
لان احدهم يصر
على رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات
(11)
وهناك التقته
باسما في وجهها كعادته برغم الالم
قال لها:
سامحيني
اعلم ان رحيلي سيسرق منك كل شئ
واعلم كيف ستكون لياليك بعدي
واعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
واعلم انه لا شئ سيملاء الفراغ خلفي
واعلم كم ستقتلك البقايا
واعلك كم ستكسرك الذكرى
واعلم تحت اي مقاصل العذاب ستنامين
وفي اي مشانق الانتظار ستتعلقين
واعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
واعلم اني قد خذلتك واعلم انك ستغفرين
(12)
ومضى الى مصير تجهله
كانت رائحة الوداع تملاء حديثه
لكنهاتعلقت باخر قشه للأمل
وانتظرت
انتظرت
انتظرت
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لو رحل؟
ماذا سيكون لو حياتها؟
بل ماذا سيتبقى من حياتها؟
لم تحتمل ثقل سؤالها
فجلست فوق الارض
ما عادت قدماها تقويان على حملها
استندت الى الجدار في انتظار حكم الحياة عليها
(13)
ومن بعيد لمحته يأتي
يتقدم نحوها
انه الطبيب الذي اجرى له العمليه
تمنت ان يقف مكانه
ان لا يتقدم اكثر
ان لا يفتح فمه بنباء رحيله
دقات قلبها تزداد انفاسها تتصاعد
تُرى هل رحل؟
أغمضت عينيها
ووضعت يديها على اذنيها
لا تريد ان تسمع
لا تملك القدره على ان تسمع نباء كهذا النباء
(14)
لا احد يعلم كم من الوقت مر قبل ان يصلها الطبيب
ربما لحظات
ربما سنوات
لكنه اخيرا وصل
وقف امامها باسما قائلا:
كُتب له عمر جديد يا سيدتي
نجحت العمليه وسيعيش
وانتظر ان ينطلق منها صوت الفرح
لكنها صمتت
لم تنطق
ولن تنطق ابدا
لقد رحلت
قتلها الانتظار والخوف والترقب
(15)
عفوا انها امرأه
وصلت بتعلقها به الى درجة رفض الحياة في غيابه
هل توجد مثل هذه المرأه الآن؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟

( وبعد ان ارعبنا المساء )
تُرى؟
من قتل من؟
[/align]

من اختياري اعجبتني فأحببت مشاركتكم بها







التوقيع

[align=center][/align]

قديم 12-06-05, 02:10 am   رقم المشاركة : 2
دمعــة أمـل
عضوه قديره





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : دمعــة أمـل غير متواجد حالياً

اختي شيمة..........

كلماتك اوقفتني عاجزة عن البحث عن كلمات توفي ماكتبتيه........

اختيار اكثر من رائع.............وقصة تفتح علينا الكثير من المواجع.........

فعلا وفاء بمعنى الوفاء ...........

اختي شيمه شكرا لك .......وشكرا لذوقك الرائع في الاختيار

تحياتي واحترامي لكِ







التوقيع




[align=center][/align]


((إذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم ,وإذا لم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك فكن مع الله كما يريد يكن لك فوق ماتريد.وإذا اردت أن يكون الله لك كما تحب فكن له كما يحب))>>>ماأعظمها من حكمة..

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 09:03 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة