هذيان
أكتب إليك الآن ...
كسراج خافت في بحر الليل
يصيد أحلامي واحداَ.... واحداَ
ودون أن أدري يسقط ما تراكم من تفاصيل النهار ..
وإذا الوقت استدار ..يصحو هاجس الجرح ...
وتمطر غيوم في داخلنا ...
تغدو دهاليز المكان ضباباَ ...
لا وجه يطلّ ليلقي تحيته الأولى للورد ...
آلمه أنك أحضرته بيديك..
ثمّ غفا في ركن كئيب ...
أكتب إليك .. لا لأضيء نجمة عينيك ..
في سطر وحبر وظلال قلم...
ولا لأصير فوق دفاتري طفلاَ ..
يلاعب فبك الأنف والعين والشعر واليدين ..
ولا لأحترق فوق الورق ... كأي عاشق يؤمن بسلطة الورق ...
ولا لأستعيد الذكرى ...
فطائر الطريق وضحكاتنا أن جيوبنا قد عشش فيها العنكبوت ...
وجوعنا لذيذ الطعم ...
يشبعنا أن أيدينا تحاور بعضها نصف الطريق ..
ثم تنسى نصف الطريق وتغفو ..
والنادل المسكين ... نسرق في غفلة منه قبلة ..ثم نفزع ... ونبتسم
كأننا وصلنا حدود السماء
وتركنا له الأرض ليضع عليها شايه ..ونرجيلته ..
لا أكتب في هذا الهزيع الأخير من الليل ..
والذي أسميه الهزيع المطارد ..
لأنه يهرب من سخافة الكائنات ..ويغافلهم نياماَ ليأتي ..
وقبل أن يفتحوا عيونهم يعدو هارباَ ..
لا أقول أني أحبك ..
وأن شجراَ كثيفاَ يعتريك ..لتعبر سمائي مطمئنة أن شيئاَ لن يمزقها ..
ويسرق لونها ويبيعها على الطرقات ..
ولا أقول .. أن بهاءَ تنفسه الصبح في وجهك ..
فغدا وجهك وريث الصباح ..
وقطعة من شمسه الواعدة ...
ما أحلاه ... يقطر براءة وخيثاَ طفولياَ .. وعسلاَ
أسميتك الربيع..
لأنني الخريف المعتق في خرافته وتخلفه وتعتقه وجهله ..
المتهالك على أبواب الشتاء ...وأنا..وإن كنت خريفاَ ..غامق اللون ..
حزين المزاج .. رمادي العقل ..
أن وإن كنت متخلفاَ عن زماني ومكاني ..
محارباَ دونكيشوتساَ من العصور الوسطى ...
وأنا وإن كنت أفضل أن أهدي من أحب السنابل ..
ملفوفة بطرف الكلام ...
وأنا وإن كنت من عهد نوح .. رفضت النزول من السفينة إلى عالم الأحلام ...
وأنا وإن كنت حطام ...
لكنني لست حجراَ متحجر التكوين ..
لا أكتب لأقول كل هذا ...
كنت سأقول شيئاَ آخر ......