أهلا أبا عبد الله .. واصلح الله ابنك وأنبته نباتا حسنا ..ومباركا عليك وعلى أمّة محمد .صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم .
أسمح لي بالتعليق مع إطالة بعض الشيء ؛؛ من أجل الفائدة .. مع أشياء حصرية 
لو تأملنا بهذا الدين العظيم الذي أكرمنا الله تعالى بأن جعلنا من أهله لوجدنا أنّ الاهتمام بالطفولة أو بالولد عموما تتم قبل الزواج .. وذلك باختيار الزوجة الصالحة .. ثم الاهتمام به أثناء مباشرة المرأة بالدعاء المعروف .. ثم التخفيف على المرأة الحامل بترك الصيام إن خافت على رضيعها أو على نفسها .. ثم تحنيكه بعد ولادته .. وكذا حلق شعره .. وكذا صبغ رأسه بالزعفران(سنّة مهجورة) [وفي تلك أسرار علمها من علمها وجهلها من جهلها] .. وقبل ذلك الأمر باختيار أحسن الأسماء له .. إلى غير ذلك مما يطول بسطه مما يكون في مراحل الطفولة الأولى .. وما بعدها من مراحل حتى سنّ التكليف ..
وعليه أعتقد أنّ أصول التربية الموجودة عند من سبقونا في هذا العصر هي في الحقيقة منا إلينا .. ولا يعني هذا الاستكانة للماضي والإغماظ عن الواقع المزريء بحال ..
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
هل يجد احدكم حرجاَ في النزول الى عقلية الطفل ومحاولة محاكاة طريقة تفكيره ؟! |
|
 |
|
 |
|
هذه سنّة تركها من تركها .. وأقرب مثال على ذلك السلام عليه وبدءه بالتحية .. وهكذا كان يفعل المربي الأول ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ مع الأطفال في الطرقات .. فما بالنا نستثقل هذا الأمر ونستصعبه ؟
ثم اسمح لي أن استطرد بذكر شيء من السيرة النبوية مما يدل على أنّ هذا المبدأ : النزول لعقليات الطفولة :
- قصة أخي أنس مع طيره النغير (صعوة) المعروفة .. حتى إذا دخل النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يوما إلى بيت أنس .. سأل عنه : ماشأنه ؟ قالوا: مات نغره .. فأتى إليه يقول: يا أبا عمير ما فعل النغير [البخاري ومسلم ]
^ ولهذا الحديث من الفوائد والأحكام ما يصل إلى الأساطير رقما حتى أوصلها بعضهم إلى 400 فائدة .. وفيه كتاب لابن القاص قال في مقدمته : بعض الناس عاب على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة فيها.. ومثّل بحديث أبي عمير .. ثم قال:
وما درى أن في هذا الحديث من وجوه الفقه .. وفنون الادب .. والفائدة ستين وجها .. ثم ساقها مبسوطة .. ثمّ لخصها الحافظ ابن حجر في فتح الباري .. فلينظر
- أخباره ـ صلى الله عليه وسلّم ـ مع ولده الحسن والحسين المعروفة والمشتهرة .
- خبره مع محمود بن الربيع إذ جعل حبيبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ الماء في فيه ثمّ مجّه في وجه محمود [البخاري] .. فلم يزل أثر تلك المجّة في بقيّة عمره نضَارة ..!
- تعيينه عمرو بن سلمة إماما لحيّه ؛؛ إذ لم يوجد من يحفظ القرآن غيره وعمره ستّ سنين حتى قال عمرو : وعلي بردة لي فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي .. فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية : غطوا عنا عورة قارئكم.. .. [البخاري]
- أخباره مع ابن حبّه أسمة بن زيد التي لا تحصى ..
وإلى غير ذلك من الأخبار التي لا تحصى في هذه العجالة ..
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
* لو حصل أن قال طفلك فكرة كبيرة قياساَ بعمره الصغير هل تتجاهل ذلك وتقول كما يقول الرجعيين : ( انت بزر وش عرفك ).!! |
|
 |
|
 |
|
لعلك تقصد يرجعون بأفكارهم إلى بيئتهم هم .. وههنا مثالان أسمح لي بسوقهما .. الأول من عصر أول .. والثاني من عصر حاضر ..
فمثال الأول خبر عدي بن حاتم مع ولده الصغير إذ قال له مرّة : أقم على الباب وأذن لمن تعرف .. وامنع من لا تعرف .. فقال :
والله لا يكن أول شيء وليته من أمر الدنيا منع أحد عن طعام .. فقال عدي : والله يا ولدي أنت أكرم مني وأفطن ؛؛ افتحوا الباب
فمن شاء فليدخل ؟؟!
ومثال الثاني عن
ابن باز رحمة الله عليه . فقد جاء في كتاب (
جوانب من سيرة ابن باز) عن الموسى (مدير مكتب الشيخ) ما يلي: في يوم من الأيام اتصل شاب صغير بسماحة الشيخ .. وقال: الناس بأشدّ الحاجة إلى علماء يفتونهم .. واقترح على سماحتكم أن تجعلوا في كلّ مدينة مفتيا ,,
فقال سماحة الشيخ ... كم عمرك ؟
فقال: 13 عاما !
فقال لي سماحة الشيخ : هذا اقتراح طيّب .. يستحق الدراسة .. أكتب إلى الأمين العام لهيئة كبار العلماء بهذا .. ا. هـ صفحة : 136
^ وأترك التعليق لكم
ولشيخي واستاذي الشيخ محمد بن عثيمين مواقف لا تحصر من هذا القبيل مبثوثة في سيره رحمه الله ..
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
سوف يعرف الفرق لماذا نحن أمة دائماَ تأتي في آخر الطابور .!! |
|
 |
|
 |
|
لعلّ السرّ في ذلك أنهم أخذوا ما يحتاجه الطفل من الطفل نفسه .. وأقرب مثال على ذلك كتيّب من كتب الجيب لاأعلم هل وصلت الدقيقة السادسة أولا حال انهائي له منذ بداته بعنوان:
أو
قبلني قبلة المساء دائما ..!!
من هنا
ذكر فيه نصيحة 147 طفلا .. سأذكر ـ إن شاء الله ـ شيئا منها بعد ذكر شيء من مقدمة الكاتب :
يقول J.S. Salt : سافرت (يقصد من أجل إعداد الكتاب) إلى حوالي 14 مدرسة ابتدائية .. والتقيت بما يزيد عن 1000طفل ذوي خلفيات مختلفة .. وطلبت منهم كتابة كيف يريدون من آبائهم أن يربوهم وما ستقول لهم .. ثم ذكر أنه حصل على إجابات مضحكة مثل أمنية أحدهم : أن يسكب اللبن على بنطلون أخته .. ثم قال :
لكني حصلت على نتائج ونصائح كنت أبحث عنها ؛؛ إن الأطفال أكثر حكمة مما أتخيّل .. وهم يعرفون ماذا يريدون من أسرهم وأصدقائهم ....
على العموم قسم الكتاب إلى ثلاثة فروع
- الرعاية
- الإرشاد والاستقلالية
- الأسرة والأصدقاء
وفيه : لعلّي أجعل هذا في ردّ مستقل....