خلال الأسبوعين الماضيين انتشرت ثقافة البلاك بيري.. او كما أحب أن أسمها.. ” حمى التوت الأسود”.. الكثير من الصديقات والقريبات أصبحن من مستخدمات البلاك بيري.. وأصبحوا يتبادلون ما يسمونه بالـ BB Pin على موقع الفيسبوك.. رغم أن الأغلبية ليست من محبي التقنية والتطور.. ولكن من باب التقليد والتجمل!
قد لا يعلم البعض أن قيمة البلاك بيري حوالي الـ 3000 ريال سعودي.. ورسوم شهرية تتراوح بين الـ 120 – 200 ريال.. غير قيمة المكالمات والرسائل وغيرها! وكل هذه المبالغ ليست منطقية حين يكون أقصى ما تتحدث به المستخدمة هو.. كيف الحال وإلي أين سنذهب اليوم ؟!
سامحوني ولكن بصراحة من سيدفع هذا المبلغ وهو لا يستفيد من قيمة الجهاز كاملا.. هو انسان غبي وابله ( وملقط فلوسه من الشارع!)
آخر من اقتنى او أصيب بهذه الحمى ابنة خالتي ذات الإثناعشر سنة! لا أعلم ما الذي كانت تفكر فيه خالتي حين ذهبت بقدميها وكامل عقلها إلى محل الجوال لتشتري لهذه الطفلة هذا الجهاز! ألم تكن قبل شهر لا تسمح لها بتجاوز ال200 ريال شحن سوا ؟؟ أم لأن جميع صديقاتها يملكن بلاك بيري؟؟
أي شخص عاقل يعرف لماذا وكيف يستخدم هذا الجهاز يعلم تماما أن الفكرة من البلاك بيري هي ان تتابع “اعمالك” الكترونيا.. سواء بالإيميل او بالتصفح إلى حد ما.. وأيضا يساعدك على ترتيب مواعيدك وأشغالك.. ولهذا حين تبحث عن معلومات عن البلاك بيري من شركتي الإتصالات تجدها مصنفة تحت قائمة خدمات الأعمال وليست تحت قائمة الاستخدام الشخصي!.. كما هنا وهنا !!
لا أعلم إلى متى نحن نسيء استخدام التقنية او بالأحرى نتفنن في التفاخر بأننا نملك الأفضل في كل شيء ولو أننا أمعنا النظر فيما نملكه من ادوات وقدرات لوجدنا انها ليست ما نحتاجه بحق!!
ولكن كم أتمنى أن تكون مجرد هذه مجرد حمى وتأخذ مجراها من الإلتهاب الشديد إلى البرود والشفاء!!