لَو كنتِ لي
مَن كانَ مثلي في الشبابْ؟
لَو كنتِ لي،
هل كانَ يعرفني العذاب؟
لو كنتِ لي،
لبدأتُ عمري،
كلَّ عُمري،
من جَديدْ...
وجعلتُ أقوالي غِناءً
وقصيدًا ونشيدْ
وسخرتُ مِن كلِّ القواعدِ والحواجز والقيودْ
وضفرتُ من أحلى النجومِ لكِ القلائدَ
والعقودْ
وسرقتُ من شمسِ الغروبِ اللّونَ
أهديهِ الخدودْ
لو كنتِ لي،
لاجتزتُ أفاقَ المحالْ
وفتحتُ أبوابَ الخلودِ
لكلِّ مَن يخشى الزوالْ
ونسجتُ من نورِ الصباحِ لكِ الوشائحَ
والرّداء
وفرشتُ أهدابَ الجُفونِ لكي تنامي
في المساء،
وجعلتُ من كبدي الأرائكَ
والوسائدَ
والغطاءْ
وكنزتُ أنفاسي لدفئكِ يا حبيبةُ
في الشتاء
لَو كنتِ لي،
لكتبتُ مزمورًا كبعضِ الأنبياءْ
وحفرتُ في الصخرِ القديمِ مخلِّدًا
معنى الوفاءْ
وتركتُ للأجيالِ ما يحلو
لأبياتِ الغناءْ
لو كنتِ لي...
لو كُنتِ لي...
لو كنتِ لي...
لو أنَّ تسمعُني السَّماءْ


لو كنتِ لي
بقلم الشاعر / جورج جريس فرح