رائعة شوقي «سلوا كؤوس الطلا»، وقصتها أنه دعا أم كلثوم وصفوة من أصدقائه الى بيته «كرمة ابن هانيء»، فغنت لهم وأشجتهم. وفي اليوم التالي أهداها شوقي قصيدة من وحي تلك الليلة الجميلة، يقول فيها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلوا كؤوس الطلا: هل لامست فاها؟ =واستخبروا الريح: هل مست ثناياها؟
سل أم كلثوم: من بالشدو طارحها؟=ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها؟[/poem]
وأعجبت ام كلثوم بهدية أمير الشعراء، واعتزت بها، ولم تجد وسيلة للتعبير عن ذلك أجمل من أن تغنيها، بعد استبدال «حمامة الأيك» بعبارة «سل ام كلثوم».
وهناك درة أخرى للشاعر الكبير محمد عبدالمطلب، كتبها من وحي تأثره بغناء أم كلثوم لقصيدة «أفديه ان حفظ الهوى أو ضيعا»، وقال فيها:
وقفت، فكان على الدجى ان يخشعا
وعلى الحمام الورق ان تتسمعا
تشدو وقد ملك الوفاء فؤادها:
«أفديه ان حفظ الهوى أو ضيعا»
ومثل شوقي وعبد المطلب، شغف الشاعر عبد الرحمن صدقي بفنها.
فكتب يناجيها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وصفت الحب للناس =فذاب الناس في حبك
جمعت قلوبهم حزبا=فكل الشرق من حزبك[/poem]
وفي سنة 1932 زارت ام كلثوم العراق، وملأت اجواءه بعبير فنها البديع، فانبرى الشعراء يتفنون بصوتها وفنها العبقري.
قال الزهاوي في مطولة رائعة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اميرة الفن، إنا من رعاياك=نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي
في صوتك الفن قد لاقى سعادته=فإنه كل يوم لاثم فاك
كنا اذا ما تمنينا لعاطفة=في النفس لا نتمنى غير لقياك[/poem]
اما الرصافي، فكان مما قال
ام كلثوم في فنون الاغاني
امة وحدها بهذا الزمان
حسن صوت، يزينه حسن لحن
فيه للسامعين حسن بيان
ومن سوريا ولبنان وتونس والمغرب والسودان وغيرها، تدفق نهر من الشعر الجميل في ام كلثوم ويضيق المجال عن عرض ولو قطرات منه، ويكفي قطرة من شاعر السودان الكبير محمد مهدي المجذوب، الذي قال في قصيدته:
يا أم كلثوم هذا النيل خضرته
فيض بصوتك اعطاراً والوانا
فرقرقي اللغة الفصحى بشاطئه
وزودي العرب الاحرار بستانا
اما شاعرها الصفي العاشق احمد رامي، فقد وهبها جل فنه، ويكاد ديوانه كله يكون قصيدة متصلة تعبر عن احوال قلبه معها، وهو في الواقع يستأثر بافتتاح ديوانها الذي نتحدث عنه، وذلك حين رآها اول مرة واستمع اليها وهي تشدو بقصيدته «الصب تفضحه عيونه»، وكان ذلك عقب عودته من بعثته الدراسية الى باريس. ليلتها جاشت نفسه بعاطفة طاغية صاغها قصيدة قال فيها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,tomato,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صوتك هاج الشجو في مسمعي =وارسل المكنون من ادمعي
سمعته فانساب في خاطري =للشعر عين ثرة المنبع[/poem]
ومنذ تلك الليلة من عام 1924، وقف رامي شعره عليها، حتى رثاها بقصيدة باكية، قال في مطلعها:
ما جال في خاطري اني سأرثيها
بعد الذي صغت من اشجى اغانيه