هل استوجب عليها أن تقبل شخصا لا تريده وهي بيدها القرار والخيار !
هل أصبح الانتحار حلا لتُخلص نفسها منه ؟
هل انتهى زمن التوقيت لتضع انتحارها في رمضان وفي العشر الأواخر تحديدا ؟
هل كان انتصارها لنفسها بقتلها قبل الزفاف بخمسة أيام فقط !
هل كان لزام على زوجها أن يستقبل الخبر ؟
كل هذا ما دار في ذهني حال وصول خبر انتحار إحدى صويحباتي في الدراسة
( نهى .. انتحرت وربطت نفسها بحبل وعلقت نفسها وماتت منتحره لأنها مغصوبة على زوجها
يقولون إنها أصلا فيها حاله نفسيه .. ) ولم اعد اسمع سوى وكالة يقووولووون !!
اعرف نهى أشد المعرفة فهي فتاة هادئة الطبع تجبرك على احترامها لأدبها الجمّ , توفي والدها حينما كانت في المتوسطة , وقد كانت _ آخر العنقود _ فلم نتفك أبدا عن الجلوس دائما مع والدتها .
ازدادت ظروفهم صعوبة بعد سجن أخيها . فاضطرت لترك الدراسة ولم تكن ذات معدل جيد وقتها .
تفاقمت المشاكل داخل الأسرة _ وان كان لا يخلو بيت من مشاكل _ مما جعلني لا أرى نهى إلا في بعض المناسبات صدفة .
لازلت ألقي لومي عليها حتى بعد وفاتها رحمها الله لم اختارت طريق الانتحار , لم تقطع نياط قلب والدتها , بل فوق ذلك لم تكافئ محبة زوجها لها بهذه الطريقة !
لكن الصدمة الكبرى حينما عرفت السبب!
حيث اثبت الطب الشرعي بعد معاينة الجثة أن نهى ماتت مقتولة ! وقد سحبت من سجادتها وخنقت بسلك الهاتف ثم ربطت على حالها بعلاقة الباب , والجثة مازلت لينة طرية ولم تزّرق خلافا لما يحدث للمنتحر !
زادت دهشتي فوق ذلك كله حين عرفت أن القاتل أخوها !
طوال حياتي كنت أظن ما اسمعه من قصص القتل نوع من الخيال وحتى وان وصل الأمر للقتل فلا يمكن أن يقدم الأخوة على قتل بعضهم حتى وان طغى الحقد واستشرى الطمع .
لكن أن يتم التوقيت للجريمة في رمضان وقبل الزفاف بخمسة أيام فهو بحد ذاته جريمة فكيف بتنفيذها !
والطمع في مهرها ورد طلبه بالرفض منها ومن والدتها كان السبب في قتلها !
حتى هنا لن أقدم على ذكر المزيد من التفاصيل لكني سأضع بعضا مما يكون خلف الكواليس ..
هدية بسيطة تحمل سواكا وسجادة ومصحفا وعطر مغلف ببطاقة نقشت عليها عبارات الود قد تركت على منضدة نهى .. والتي كان من المقرر أن تهديها لزوجها يوم العيد !
لن أصف موقف الزوج حال رؤية الجثة لكن يكفي أن أقول أنه يعاني صدمة نفسية قوية !
الأم في ذهول فلا الحزن يعيد حياة نهى ولا الصفح عن القاتل يحل المصيبة !
نهاية ..
رحم الله نهى وأسكنها فسيح جناته وأجزل لها الصفح والغفران , وأنعم الله على فاقديها بالصبر و السلوان ..