زهر ربيع يَذّبُل .. يتبعه صيف يُقحل .. وتَسَاقُطٌ من خريف يتلوه جمود شتــاء ..
تتحس موضع صدره .. فترفع يدها بقوه مذعورة !
تنصت لسماع نغمة صوته .. فيطول إنصاتها دون سماع !
تنتشي رائحة بخوره .. وتختفي الرائحة !
تطالع اسمه ( الغالي ) في هاتفها .. لكن !! لم تصلها أي رسالة ولم يسجل أي اتصال ..
تنتظر قُبلة العيد .. فيفزعها العيد بمجيئه دونه !
تتذكر تفاصيل حياتها وإياه ..
فيجبرها القدر أن تحاول مسح التفاصيل ..
أريده أن يعود لي !
ليس من أجل الأطفال .. أريده لي أنا !!
أريده لأني .. أحــ بــ هـ
وقطع كلمتها الأخيرة بكااء مرير
ثم أردفت أتفهمين معنى الحياة بلا من أحب
أتشعرين بمرارتها بدون ( ... ) وأطبقت شفتاها عن ذكر اسمه !
أن تكوني أميرة على عرش قلب رجل أشبعه بحبك
أن يكون لك أم .. وأب .. وأخ .. وزوج .. في كيان رجل واحد
أن تنامي مطمئنة بوجود يد ترفع لحافك لتعيد إليك الدفء
أن تعيشي ثمانية عشرة سنه بمعيته !
ثم بعدها ترفعي عينيك لتبصري حُلما قد تلاشى ......
ودعها قبل عيده الذي لم يحضره !
حدثته قبل وداعه قائله :
رأيت البارحة حُلما غريبا ومضت في سرد تفاصيله
طالعها وابتسم .. وماذا يعني ذلك ؟ هل سأموت !
حبيبتي : إن فقدتني فلست الأول المفقود
و ما لذي سيعنيه فقدي ؟
بكت ليلتها .. لن أتخيلها دونك ( بإذن الله لن يكن أكثر من كابوس )
ثم سامرها في حديث رائع ...
وقبل أن يكتمل الأسبوع ..
تدخل وقد اجتمع إخوتها في مجلسهم
صُوبت نحوها النظرات ..
الكل يتهامس .. من سيتحدث الأول
... يطلبك الحِلّ !
ودخلت في حالة من اللاوعي !!
مضى ما يقارب الـ 6 أشهر
غدت كعود أصابته قطرات مطر اتبعها ريح ألصقت غباره عليه فأكتسى لون الجدب ..
الآن .. يقتلني قولهم عنها ( أنها تبتسم كأنما لم يكن موجودا ..
أو جلسنا وإياها ولم تردد سوى _ الله يرحمه _ )
كنتم ترددون عليها ( الله ينسيك إياه ) فكانت تقول : إن نسيته فلن أدعو له
لن أذكره بصدقة .. لن أتطوع له بعمره ..
حينما ابتسمت لكم لم تكن لتشعل الضيق في نَفْسِ غيرها
ابتسمت حينما كانت الدمعة أقرب .. فآثرت أن تريكم البسمة بهجة
وتخفي جمرة الدمعة
حتما .. ما تريدون أن تقول سوى _ الله يرحمه ويسكن روحة الجنة _
قلوبكم حجر !
نعمة أن ينسى المرء ما يعتريه ؛ لكني أجزم أنها لم تنسه
لكن ماذا ستفيد دمعاتها أمامكم
أحبت أن تخفيها عن الجميع وتظهرها في خلوتها
ألم ترحموها !
ألم تروا أطفالها ! كيف ستظل تبكي أمامهم وهي الأم !
بشر .. لن يرضيكم سوى ما تفعلوه بأيديكم
..::عفوا:... هل حشرتم أنفسكم في قلبها ؟
إذن ! دعوها تبتسم ..
واتركوا جرحا في قلبها يضطـــرم
وأدعو له بالفردوس ..
نور