أقبلت عليها ..
وانطلقت أساريرها قبل أن تنطلق كلماتها ..
"أنا أفضل طالبة في الصف ..
الأستاذة قالت ذلك ولقد صفقوا لي ..
كانت رسمت يدي أجمل رسمه "
..
" يدكِ ؟؟"
قالتها سديم بتساؤل أطلقت بعده عنان ضحكت استهتار طفولية بشعة في أرجاء الساحة..
تراجعت سارة ..
وانكفأت على نفسها خجلا ..
أشاحت ببصرها عن أختها ..
و طأطأت رأسها لتخفي دمعة لؤلؤية سقطت رغماً عنها ..
عادت أدراجها إلى الصف ..
وبأسلوب طفولي حاولت تناسي ما حدث وإن كان قد أحدث في نفسها جرح كبير ..
أكملت اليومي الدراسي بنشاط وحيوية ..
خرجت تنتظر وصول الحافلة على أحر من الجمر ..
و وصل الفرج ..
أنطلق صوت النداء معلناً عن وصول الحافلة ..
أسرعت إليها كي تصلها في أقرب وقت ..
لتحجز مقعداً مزدوجاً من المقاعد الأولى ..
وكعادتها ..
تصل أولى الطالبات هناك ..
انتظرت أختها ..
وأخيراً صعدت الحافلة ..
وقد حملت في يدها كيساً من الحلوى بدا من طريقة أكلها أنها فتاة لا تبالي بشيء ..
جلست على المقعد عند أختها ..
وقد أولتها ظهرها كي تمرح مع صويحباتها ..
من غير أن تقول لها كلمة شكر واحدة ..
أو حتى أعطتها " منديلاً " تمسح حبينها الذي بدا منه العرق واضحاً جليا إن لم تمسحه هي ..
أطلقت سارة نظرها على شوارع المدينة ..
تتفرج هنا وهناك ..
وفي وقت سير الحافلة وتوقفها بين الفينة والأخرى ..
أخرجت سارة كراسة رسمها ..
وبدأت تنظر إلى رسم يدها ..
بنشوة كنشوة انتصار معركة جاهدة ..
أخيراً وصلت الحافلة ..
نزلت سارة مسرعة مسرورة ..
مودعةً أجواء الأنفاس والحرارة الشديدة الذي يغطي الحافلة ..
بينما مازالت سديم سادرة في لعبها ..
فنزلت مغضبة..
وذلك بعدما نهرها السائق ..
دقت جرس الباب ..
وأنفتح ليظهر من خلفه ذاك الوجه الصغير المستدير ..
وجه "ماري" تلك الخادمة الآسيوية ..
دخلت سارة و قالت ...