وعاد أبا ليمونه بطلته البهية داعياً قلبي لجولة غاب الكترونية مررنا خلالها بأشجار كثيفة متجاورة تكاد ثمارها أن تكون متداخلة ثمارٌ تفاوتت مابين الرائعة الملفتة والعفنة المتدلية على وشك السقوط ...
ومن بين هذه الأشجار كان هناك بيت كبير الحجم وهن الخيوط تتربع داخله أنثى عنكبوت سوداء ارتعبت من حدة نظراتها ..
نظرت الى صاحبي متسائلة مابال هذه السوداء متضخمة بهذا الشكل متلبسةً جنون عظمةٍ بشع وبيتها مرعب تتزاحم ت فيه العيون مسلوبة القوى..
خُيل لي انه كتب على باب بيتها ((إن الداخل هنا مفقود والخارج مولود))..
أجابني أبا ليمونة كعادته بإجابة وافيه تنم عن عمق فكري وحنكة لا محدودة و بنظرات لا تخلو من شفقة على حال هذه الأنثى قائلاً: عزيزتي إن هذه زوج تحارب زوجها وأم تدمر ولدها ثم سكت برهه وأطرق واجماً ...
هنا قصة دامية البطل فيها إبليس ويعاونه ابن خبيث وحبل كيده إمرأه جاهلة تشعل ناراً في جوف ابنها وتزعم انها تدفيه وترميه في قاع البئر زاعمةً سُقياه
قصةٌ مخضبةً بالسواد كسواد هذه الأنثى .. ليس هناك منتصر فالكل خاسر .. هي امرأة لا تعرف السعادة ولا الهدوء تترك معالي الأمور وتجعل من الحبة قنطاراً فأضحى بيتها مهدوم وعقلها مخروم وزوجها مقتول وابنها محروم ..
قلت له بربك كفى أكل هذا الأسى هنا ... وبين حنايا هذه السوداء والتي تدعي انها ام للجميع وحاويةً لهم ..
طلبت منه الرجوع بعد ان اعترتني رجفات من الرعب أبيت على إثرها إكمال المسير خشية أن أتوغل في هذا البيت وأصبح احدى ضحاياه بعد ان أوصاني صديقي أن أتلو قوله تعالى (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
وداعاً أبا ليمونه ..... أراك في مكان آخر وأمام بيت عامر بالحب والود والتفاهم