زيارات المشرفين
تمر الشهور لا نشاهد فيها مشرفا واحدا ،
ويأتي أسبوع تشاهد فيه عشرة مشرفين .
المشرف إذا أرسل لمدرسة عذفاء اعتبر في انتداب
ويوفر له جيب موديل جديد ويوفر له سائق
ويعطى إجازة اليوم الذي بعده ،
من أجل هذا أغلب زيارات المشرفين كانت يوم الثلاثاء
حتى يكون يوم الأربعاء إجازة ويشبك مع الخميس والجمعة ،
وتكثر زياراتهم وقت الأمطار والربيع ( ما هي لله ) .
،،،،
ومع هذا بعضهم يقدر وضع المعلمين الذي هم عليه ،
ويشجعهم بكلمات ترفع من معنوياتهم ،
ويعطيهم الملاحظات بشكل مؤدب لا يزيد همومهم بل يخففها عنهم ،
والبعض يطالبهم بما يطالب به المعلمين الموجودين في المدن
بل ربما أكثر ، وكأنه يريد أن يفش غيضه
من الطريق ووعورته بالمعلم المسكين ، المغلوب على أمره .
،،،
-الحطب
- من الأشياء التي نقضي وقت فراغنا بها ، جمع الحطب ،
وخاصة إن النفود يكثر فيه الأرطى والغضى ،
وكنت أحرص على نقله لوالدي العزيز في الرياض ،
لأني أشعر بأنني أسعده بهذه الخدمة
بالرغم من خطورة الاحتطاب والعقوبات المترتبة عليه
إلا أنني نقلته للرياض ربما أربع مرات تقريبا ،
كنت أشعر بسرعة الخفقان عند كل نقطة تفتيش .
،،،
-الإبل
البادية في النفود الكبير أغلبهم يرعون الإبل ،
بعد البرد وبعد أن أعتدل الجو ،
كنا نحرص على الذهاب للإبل المجاورة لعذفا ، وكان ذلك شبه يومي إما قبيل المغرب أو مع الشروق ،
نجلس عندها ونشاهدها ونشرب حليبها ،
كنا نشعر بالمتعة في ذلك ، أحيانا نجد عندها الراعي أو صاحب الإبل أو أحد أبنائه ، وكانوا يحتفون بنا ،
ونجلس نتسامر عند الإبل وسكون الليل يحيط بالمكان والنجوم تجمل السماء في منظر بديع لا نستطيع أن نشاهده في المدن .
،،،،،،
-حفل الزواج
من أهم الأحداث في عذفاء وقتها أنهم عزمونا لحفل الزواج مرتين ،
المرة الأولى لم نستطع الحضور والمرة الثانية حرصنا على الحضور ،
تلبية لطلبهم و حب اطلاع على عاداتهم في الزواجات ،
وبهرنا بما قدموه في الزواج من اهتمام لم نتوقعه ،
فقد بنو خيام كبيرة تجملها العقود المتناثرة ،
وبعد ذلك قدموا برنامج ابتدأ بقراءة القرآن وكلمة أصحاب الحفل
وبعدها أقيمت أمسية جميلة شارك فيها بعض شعراء القرية ومنهم
مديرنا سالم بن مطلق ، وهي المرة الأولى التي عرفت بأنه شاعر ،
وبعد البرنامج قدموا العشاء
وبعد العشاء قاموا برقصتهم المشهورة السامري .
،،،،،،
-شركة تنقيب الزيت
في آخر العام كنا نشاهد سيارات كبيرة ومخيمات كبيرة
لشركة تنقيب الزيت في النفود الكبير ،
ولم نذهب لها إلا بعد ما استقر بهم الأمر غرب عفاء
لمسافة 15 كلم تقريبا ، كنا بعدها نزورهم العصر
لنلعب كرة الطائرة معهم ،
وبعد المغرب نسامرهم
بشرب القهوة والشاي والسواليف ومرة تعشينا معهم ،
والشركة فيها تقريبا 8 من السعوديين ، والبقية من شرق آسيا ،
والشركة على ما نسمع أنها صينية .
-التلفاز
بما أنه كان يسلب أوقاتنا كثيرا وخاصة عندما نكون في البيت ،
أحببت أن أفرد له موضوع هنا ، فقد كنا أكثر ما نشاهد
الأخبار والقنوات الشعبية وأحيانا القنوات الدينية ،
حتى إني أذكر إن حسن المكاوي غضب مرة
من كثرت ما نشاهد القنوات الشعبية والإبل ليصرخ بنا قائلا :
النياق شايفينها بث حي هنا وش نبي فيها بالتلفزيون .
،،،
أذكر أيضا أننا كنا نتابع الرياضة وإذا قلت الرياضة فحتما أنني أعني كرة القدم ، فقد كنت أشاهد إنفعال بعض الزملاء ، وتراشقهم بالتعليقات بعد كل مباراة .
وحول هذه النقطة أذكر أنني كنت أستثير بعض الزملاء المتعصبين لفريق معين مستغربا الحالة التي يصلون أليها بسبب التعصب ،
ويبدو لي أنني بالغت في استثارتهم مرة ،
لأشاهد علامات الغضب على وجوههم ويأمروني بعدها
بالخروج أو السكوت .
على قولتهم الفاضي يعمل القاضي ، كل هذا بأسباب الفراغ .
،،،
كنا نحرص أيضا على مشاهدة شاعر المليون ،
والتعاطف مع بعض الشعراء المشاركين فيه ،
وشاهدنا الأموال المهدرة بسبب هذا البرنامج ،
ومساهمته في إحياء النعرات الجاهلية .
،،،،
وإذا ملينا من جدران الأسمنت ، خرجنا بجوار البيت وشبينا النار وكملنا السمرة
-عرعر
زرت عرعر أو على الأصح زرت زملاء خاصين لي
في عرعر وكانت هذه الزيارة مرتين ،
وعرعر تبعد تقريبا عن سكاكا 150 كلم ،
تستقبلك بمسجد كبير وهو مسجد الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود
وقد كان تحفة معمارية لا مثيل لها في الشمال ،
وقبل المسجد يستقبلك جسر يشعرك أنك في مدينة
من مصاف الرياض ولكن الحقيقة أنها الواجهة فقط ،
فعند دخولك لعرعر ومعرفتها على حقيقتها
ستعرف أنها مدينة صغيرة تفتقر لكثير من الخدمات ،
والحق يقال كانت أكبر مما تصورت
واستطيع أن أطلق عليها عاصمة الحدود الشمالية ،
بالرغم من أنني لم أشاهد تبوك ولا طريف
ولا بقية مدن الحدود الشمالية .
،،،،