(لا أعلم إلى أي طريق أنا ذاهب ..
ولكنني أعرف تماماً ما أنا ذاهب عنه ..)
يا سيدي القبطان ..
أرجوك أن لا تخشاني
فـ أنا لم أعد محصن بالدروع
ولم أعد أجيد تصويب الرماح
سيدي القبطان ..
لا يجدر بك أن تخشاني
فـ أنا لم أعد مثقلا بالأمتعة
فـ ليس معي أي أمتعة
ولم أعد أسافر برفقة الكتب والروايات
ولم تعد تعليقات الرصاص من هواياتي
آن لك أن لا تخشاني ..
لقد اعتزلت السياسة
واعتزلت الكياسة
وتركت أفكاري كـ قشور بيض الأفاعي
وتركت عشقي وغذائي
ولم يعد أوكسجين المعمورة يرويني
ثم يا سيدي القبطان ..
أنا لا أريد من سفينتك مقصورة اسكندافية
ولا أريد النوم على سرير أندلسي
ولا أريد خزانة زانيّة
فـ لست أرتدي ملابس ثمينة
ولا حذاء ثمين
ولا اريد حساء ساخنا
ولا اريد شطائر فرنسية
ولا اريد شكولاتة سويسرية
ولا اريد قهوة روما
أنا لا أريد غير بقايا شراع ممزق
يخيف ليل المحيط ويخنق أنفاس الحيتان
هل لنا أن نبحر يا سيدي ..
لا أريد إلا أن تبعدني عن هذا العالم
فقط أبعدني عن هذا العالم
فـ هذا العالم لم يعد مضيافاً
فــ وداعاً يا أعزائي
وداعاً يا أصدقاء الواحة
مطار جون اف كينيدي - نيويورك
28-02-2009