سلام الله عليكم ورحمته وبركاته :
هذه كلمات مرصوفة هي ما تمخّض عنه فكري وعاطفتي بعدما اتصل بي نبأ استشهاد الشيخ أحمد ياسين ـ رحمه الله وتقبله شهيداً عنده ـ ، وهي في رثائه واستنهاض همم الأمة الإسلامية التي لا زالت تغطّ في نوم عميق !!
حــــامـــي الحـــمــــى
كُشفَ الغطاءُ وأُظهرَ المكنون
فإلامَ ـ يا أهلَ الإباءِ ـ نهون ؟!
وإلامَ نُوطأ بالعذابِ كأننا
نارٌ وغاراتُ العِدى ( بنزين ) ؟!!
هل جاءكم ـ أهلَ الكرامة ـ أنه
تركَ الحياةَ مودِّعاً ( ياسين ) ؟!
أرداه مِن بعدِ الصلاة بخسّةٍ
ونذالةٍ كلبُ العِدى ( شارون ) !
تبّاً لما اجترحَتْ يداك، ولعنةً
تمشي وراءك أيها الملعون !
نبأٌ تزلزلتِ الجبالُ لوقعه
بل كادَ يعقلُ شأنَه المجنون !!
فانظرْ إلى تلك الشوارع والورى
تدعو : ( إلى الفردوس يا ياسين ) !
والصدرُ يخنُقه الزفيرُ من الجَوى
وكأنّ دمعَ المقلتين مَعين
لا تعجبنّ لما أتوه فإنهم
كانوا كذاكَ ، وحقدُهم مدفون !
ألهم عقولٌ يفقهون بها ، وهل
يدرون أن السيئاتِ ديون ؟!
إن تسألِ التاريخَ عنهم لا يقلْ
إلا : ( همُ الأوباءُ والطاعون ) !
قومٌ إذا نزلوا مكاناً أفسدوا
ما فيه حقداً ، والجنونُ فنون !
ما بال قومي صامتين ، أما لهم
حسٌّ رحيمٌ أو نُهىً أو دين ؟!!
أو كلما جاء اليهودُ بفَعلة
قالوا : ( لِما فعلَ اليهودُ نَدين ) ؟!!
مليونُ مليونٍ صحاحٌ رُجّحٌ
يحمي حماهم مُقعَدٌ مِسكين !!!
وإذا تخاذلتِ الرجالُ عن الوغى
برزت لنا وسْط الظلام عيون
ياسينُ ، ما أدراك ما ياسينُ
رجلٌ يكافئ فعلَه مليون !!!
حملَ اللواءَ على اليهود بهمّةٍ
وأراهمُ الإقدامَ ، كيف يكون !!
بطلٌ هو الرمزُ المُنيفُ ، وحسبُه
أن الجهادَ بذكره مقرون !!
يا أيها الشيخُ المبجّلُ : إنه
عادت لنا بجهادِكم ( حطّين )
أهلَ الكرامة : كفكفوا عبراتِكم
إن البكاءَ من الرجال مَشين
أ وَما يصيبكم الحياء ، وأنتم
تتوجّعون وعزّكم مسجون ؟!
هذا هو القدسُ الشريفُ ودمعُه
متدفّق ، وفؤادُه محزون !
وبكلّ ناحيةٍ لسانٌ يشتكي
فيؤمّنُ الرمّانُ والزيتون !
فتنٌ على فتنٍ تضِجّ بأرضنا
إن الذليلَ بأرضِه مفتون
والعالمُ الجبّارُ يرقب صامتاً
ولهم إذا مُسّ اليهودُ شؤون !!
متجردون عن المعالي كلّها
لا يعدلون ، ورأيُهم مأفون
2 / 2 / 1425 هـ
كتبها :
أبـــــــــوس
* ومن رأى أن طريقة الكتابة هذه ليست بجيدة فأنا مستعدّ أن أكتبها كتابة أفقية ، ولا تدعوني من نقدكم وآرائكم !