وقفت أمام الحضور ..
وضعت أقلامي
أسكت هاتفي الأخرس
ووضعت معطفي على الكرسي
ولم أقل أهلا بـ الحضور ..
لقد نسيتُ أبصار ترقبني
ونسيتُ مسامع تريد أن تسمعني
لقد ذهبتُ إلى نافذتي
وتوقفتُ عند نافذتي
ثم وقفتُ على نافذتي, أشاهد الأشجار المصلوبة
ولم أقل غير أهلاً بالحضور
هل أخبرتكن يا سيداتي أنني كنتُ في المقهى المقهور
هل أخبرتكن أني هناك قبل شروق النور ..
فلم يبقى من الأمل غير القهوة السوداء, لا يصحوا معها غير ذاكرة الألم, ولا يبقى معها أي أحلام .. أيها العاريات من كل الربيع, ليتني أتعلم منكن كيف تقهرن الشتاء ..
يا سيداتي, كم أنا مقهور
يا سيداتي لم تكن حتى من بين الحضور ..
هل أخبرتكن أنني لم أخبرها أنها أجمل الحضور ..
يا سيداتي يتسلل إلى عيناي صوتٌ ..
(هل نسيت الحضور؟ .. لست وحدك هنا فـ أنا من بين الحضور ..)
كم أنا ممزق يا سادتي الحضور, كم هو حرفي ممزق يا سادتي الحضور, كم هو صوتي ممزق يا سادتي الحضور
فـ لتعذروني أيها الحضور
فـ هي لم تكن من بين الحضور ..