[align=center]بعد منتصف ليلة شتاء ممطرة في أحد شوارع مدينة عربية توقفت عربة عسكرية أمام مطعم المدينة وتم القبض على أحد زبائن المطعم, وضع رجال الأمن السلاسل في يديه وقدميه ووضعوه في العربة الحديدية الباردة, وذهبوا إلى مخفر المدينة .
مخفر المدينة في شارع من أجمل شوارع المدينة . توقفت العربة العسكرية الباردة يستقلها ضابط وأربعة من صفه وبين الحديد وأيديهم كان عزيز مكبلاً.
عزيز من هو عزيز؟ هل هو قاتل, مروج مخدرات, مغتصب طفلة أم هو مقامر؟
دخل رواد العربة إلى مخفر المدينة وزجوا بعزيز خلف القضبان حتى يفيق المحقق الكبير بعد شروق الشمس . هكذا أخبروا عزيز !
عزيز خلف قضبان فولاذية وفي يديه أصفاد حديدية وفي قدميه سلسلة حديدية, الحديد بارد والفولاذ أيضا بارد, وشروق الشمس هو المنقذ من برودة الحديد واستيقاظ المحقق الكبير ليجيب على سؤال لم يستطع عزيز أن يسأله لرواد العربة الحديدية .
عزيز يفكر في أشياء كثيرة, كيف يخبر أمه أنه سيقضي الليلة خارج البيت وكيف لا يجعلها لا تقلقل وكيف سيعرف أخيه أنه في مكان آمن, وكيف سيشرح لصاحب المطعم عن سوء الفهم الذي حدث ليلة الأمس؟ وكم هي أتعاب المحامي الذي سيرفع قضية رد الشرف ؟
طبعاً عزيز كان يبكي بحرقة وكانت أصفاد الحديد تؤذي عينيه حين يكفف الدموع - رائحة القهوة الساخنة - بدأت تتسلل إلى زنزانة عزيز والهدوء يكاد يكون مخيفاً . نهض عزيز من على الأرض الأسمنتية وصوت السلسلة الباردة لم يطغى على عبق القهوة, عزيز يتساءل هل هو المحقق الكبير أستيقظ من نومه؟ أم هم رواد العربة يحرسون المكان؟ من أين تأتي رائحة القهوة؟ نادي عزيز بصوت مُرهب باكي: سيدي .. سيدي ...... لا رد .. مرة أخرى ينادي: سيدي .. سيدي أنا هنا .. لكن الهدوء بات مهيمناً .
عزيز يبكي بكاء المرارة ويتراجع إلى ركن الزنزانة والألم يحطم قلبه ويسحق مشاعره, ارتمى عزيز على الأرض ووضع رأسه بين قدميه المثنيتين ولمها بيديه وبات يبكي ويبكي . لم يعد عزيز يفكر بالمحامي الذي سيرد له الشرف بل بالمحامي الذي سيخرجه من هنا ..
رائحة السجائر باتت تحيط بالزنزانة نهض بسرعة ونادي بصوت متألم: سيدي أنا هنا أرجوك يا سيدي أنا هنا في الزنزانة ... لا رد ..... عاد عزيز إلى ركن الزنزانة وارتمى على قطعة قماش متين محطماً كسيراً .
(الربع الأول) في اليوم العاشر ستقرؤون الربع الأخير , تحياتي[/align]