اتى ابا عادل الى زوجته امل مغتبطاً مسروراً وفي يده برقية الموافقة على علاج ابنه عادل خارج الوطن وذلك بسبب انه مصاب بمرض تكسر في كريات الدم ويحتاج الى العلاج الخارجي ....
فحمدا الله على تلك المكرمة الكريمة وبداء الوالدين وابنهما عادل يستعدون للسفر خارج الوطن ...اتجها الى احدى الدول الاوربية لعلاج عادل ذو الست سنوات ومكثا هناك قرابة الثلاثة شهور .
والحمد لله عادل في تحسن كثير من فضل الله .
وبعد مرور الثلاثة شهور اخبر الاطباء ان عادل يستطيع ان يسافر الى الوطن الحبيب .
فتم اعداد التجهيزات للعودة الى الوطن وطيور الفرح تُغردُ فوق هذه الاسرة الُثلاثية الاطراف .
وقبل ان يحين موعد السفر بليلتين فقط اتصل ابا عادل على والديه يخبرهما ان عودتهما للوطن قد حانت وان وصولهما للوطن سيكون في يوم الُثلاثاء القادم ، وكان عادل يقول لجده ارغبُ في ان اراكَ في المطار ياجدي الحبيب انت وعمومتي !
فقال له جده : ابشر سوف نكونوا جميعنا في استقبالكم ان شاء الله ...
فبداء عادل ووالدته امل ووالده يستعدون لذلك اليوم الذي يسافرون فيه والامل يحدوهما والفرحة لاتسعهما بالعودة وباتمام شفاء ابنهما الوحيد .
وفي ليلة الاثنيين وبينما اباعادل قائمُ ُ يستعد لصلاة الفجر اراد ان يوقض زوجته ام عادل للصلاة معه ...
ام عادل ...ام عادل ...
فلم تُجبه !!
ام عادل ام عادل انهضي لصلاة الفجر ياحبيبتي !!
فلم تجبه ....واقترب منها وهز رأسها برفق !! ومن ثم حمل راسها على ذراعه وهزه فلم تجبه !!!!!!
فاحتظن راسها ووضعه في صدره ولكن..... عندئذ سقطت دموع اباعادل على صدر زوجته ونحرها لانه عرف ان نبظات قلبها صامتة وان نبضها متوقف !!
فاتصل بعد ذلك على استقبال الفندق وطلب منه احضار سيارة اسعاف من اجل الذهاب بها الى المتشفى الذي اكد وفاتها قبل ذلك الوقت بساعات اثر نوبة قلبية !!
وحين حان موعد السفر المتفق عليه اتجه عادل وابوه الى المطار وصعدا الطائرة وجلسا في مقعدين متجاورين ولكن المقعد الثالث كان خالياً !!
فقال عادل ابي ..اين وضعوا امي يا ابي ؟!
فقال ابا عادل ان امك الان في الطائرة نفسها ولكنها في مؤخرتها (( في مكان الشحن ))
عنده بكاء ابا عادل وابنه عادل على وضعهم في العودة الى الوطن حيث انهم اصبحوا اثنيين بعدما كانوا ثلاثة ....والله المستعان .
ولكن عفشهم زاد وزنه وحجمه وقلة حركته وزادة لوعته وصعب فراقه الذي جعل دموع الفرحة بشفاء عادل يعقبها دموعُ ُ انزلها فراق ام عادل ..