العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 14-08-08, 10:18 pm   رقم المشاركة : 1
j l j-8-Jl
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : j l j-8-Jl غير متواجد حالياً
الـثـلاثـة الـذين تــعــطـلـوا


[align=justify]اختبارات الفصل الدراسي الثاني لها ثلاث أسابيع مخلصة و الحين حنا بعز القيظ و الحر عندنا بالسعودية له طعم غير خاصة وسط السعودية , وقت البراد اللي هو الليل وقت السمر - التعللة - الواحد إذا قعد و وطفت الكنديشة أو قضى الماء حقها بدا يتبعرص من الحر و السموم لو يحصل له طلع من جلده , أما النهار يا الله إن الشكوى لك من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الرابعة بعد العصر لو تجيب مقلاة وتحطها على التراب أضمن لك مقلق لحيمات ولا أروع منه بالدنيا , المفروض إن كل بيت بها الفترة يستغني عن القز و الفرن إلا يستغني عن الغاز كل أبوه و يحط له قطيعة زفلت بالحوش بس متر ابمتر و تقوم بالمهمة و زيادة ; لأن الزفلت أقوى حرارة من الغاز و اللي مو مصدق يطلع للشارع حافي الظهر شرط إن يبدا مخة يطبخ .
بها الجو و بأحد الليالي كان أخونا محمد جالس باستراحته مالالشيطان عليه طريق , كان جالس بالدكة و الكنديشة تشتغل وترج ; لأنها كانت مسندة على بلك و بقايا خشب و نصها مصنق , محمد من شد ما هو منفل حجاجة ومبسوط جالس بسروال السنة ما عنده مشكلة , هو خابر إن الليلة ما رايح يلفي عليه غريب , المهم هو جالس و يقلب بالقنوات الفضائية و بعد شوي تذكر يا الله الحين موعد المسلسل و بسرعة حط القناة اللي يجي بها المسلسل .
المسلسل كان مكسيكي مدبلج , و محمد و كل ربعة كانوا متابعينه و لا يمكن يفرطون بأي حلقة , حتى اللي تفوته أحد الحلقات ما يبلش ; لأن ربعه يحبونه فيسجلون له الحلقة ويشوفها لامنه فرغ , هذا كله بعد ما يكون قد عرف اللي صار و جرى من أحداث عبر الجوال من كثر ما يتصلون عليه و يعلمونه باللي شافوه , محمد من شدة المتابعة إندلقت خشته و بدا يهوجس , الأفكار بدت تتلاعب به تروح به شمال وجنوب بعيد وقريب - ألا والله متابعة للمسلسل - الحين حنا بالصيف و القعدة بذا الجو تقطع القلب و كل من أعرف سافر أو يبي يسافر , أنا لازم أدبر عمري و أصير مثل الناس و أسافر .
الفكرة انطبخت براس محمد و ومد إيده للصطل اللي ابيمينه و كان مليان ماء و طلع بيالة نفظها بقوة علشان يروح بقايا الماء عنها , مد إيده اليسرا لضغاط الزمزمية و رعصها بهدوء بدا الشاهي ينسكب بالبيالة و البخار يتصاعد من شدة الحرارة ; لأن ( الرفيق ) توه مزين الشاهي و الا الزمزمية ماهيب عادة تحتفظ بالحرارة , المهم محمد و أثناء صب الشاهي حصل حدث بالمسلسل رفع راسه يبي يشوف - انتم خابرين متابعته لا يمكن يفوت شيء - انتلت البيالة و انكب شوي من الشاهي على إيده , لكن محمد و لا كأنه صار شيء , اللهم حط إيده بصطل الماء اللي بجنبه على باله يغسلها محمد ماهيب عادته ما يتوجع و يتأفف لأنه بالمرة جوار لكن يبدو إن فيه شيء شاغل باله و امنسيه اللي هو به , رفع البيالة لم أثمه و ارتشف رشفة قوية من قوتها طلع لها صوت و ثمن نزل البيالة لم الأرض و بكل إصرار و عزم يحدث نفسه بصوت مسموع { مسافر هالصيف يعني مسافر } .
من بكره راح محمد بصحبة خويه صالح و شروا بعض الملابس التكميلية , و في طريق الرجعة قال محمد لصالح : أنا بصراحة عازم على ذا السفرية , بس عندي مشكلة بصيطة وتبي تنحل إن شاء الله , صالح يرد و عيونه طايره : محمد إذا بيدي حل أبشر , وشي مشكلتك , محمد لا الحل بيدي أنا بس ود تساعدن , صالح يرد وهو حاط إيده على صدره أنا كلي لك يا صقيقي , محمد يبتسم حتى تبين ضرسه المسوس , أجل ودن الحين لبيت أهلي على شان أجهز شنطتي و أغراضي و الوعد الليلة بالاستراحة , صالح يتحقرص وده يدري وش مشكلة محمد ,بس هو خابر صديقة إنه راعي مفاجآت , وصلوا بيت محمد و نزل من السيارة و ايدينه مليانة باغات حقات الأغراض و هو يسكر باب السيارة برجله و معطين صالح قفاه و يقول صالح لا تخلينا الليلة بالاستراحة .
لما صلى محمد العشاء بالمسجد اللي جنب بيتهم و هو طالع من المسجد سمع صوت محمد . . . محمد , وهو ما عطاه وجه , وده يروح للاستراحة بسرعة ما يبي أحد يقطعه , لكن اللي يناديه ملزم يبيه فكرر المناداة , التفت محمد على مضض و إذا اللي يناديه عبدالله ولد الجيران اللي له أشهر ما شافه و لاسمع طاريه , سلم عليه محمد بحرارة و امطخه مطختين على اليمين و على اليسار و هو ينشده يا عبدالله وينك وين أيامك مالك حس و لا رس , رد عبدالله يا رجال ماهنا إلا العافية حصلت لي وظيفة بمكة و رحت هناك , و على شان تكاليف الجية و الرجعة اللي تقطع الظهر أقلل الزيارة , تخيل الراتب ألفين و خمس مئة و التذكرة مع أجرة التكس بسبع مئة غير طراطيش المصاريف , يعني لو أبزور أهلي كل شهر راح أكثر من ثلث الراتب بس لزيارتي لأهلي , وشلون أبدفع الآجار وشلون أباكل واشرب وشلون ابلبس لا وقدامي عرس و غير وغير مير خلها على ربك , محمد هج أثمه يبي يهرج , قاطعه عبدالله بسرعة : لا تقول تعال بالسيارة أوفر لك , قسم بالله تخلص إجازتي بالطريق لا والمصيبة إن وزارة العمل تتفرج لا وإن طلع شيء فجعجعة و لا طحينا , أو يجيك القصيبي وحاط روحه جرسون لزوم المهايط قصدي لزوم التشجيع للشباب على العمل والأكل من عمل اليد وهو يدري إن راتبه ذاك المبلغ , غير المخصصات و أكثر مرافق الدولة تفتح له وغيره , محمد طاحت قاعته من الوحشة وسكت عبدالله , خلاص يكفي هرج أنت جاي من مكة خصيصا تبي تودين في ستين داهية , أنا ما كاري و لا لي دخل تراي ابسافر لا تخرب علي , ضحك عبدالله وقال لا تخاف أنا ما جبت شيء من راسي كل اللي قلته معروف و أبشرك تراه منشور بالجرايد المحلية , محمد والخوف ماليه ولو مالنا لزوم بذا الهرج كل ونم وانعم ولا عمرك تزورنا , و اسمع ترا الشباب يبي يتعشون الحين بالاستراحة و الكاتم الحين يتستس يعني امش معي خل نلحق على العشاء .
صالح رافع ثوبه و امدخله تحت ربقة السروال و الملعقة بيمينه و الملح بيساره و صوته و هو يهيجن واصل الدكة اللي قاعد بها خالد و عبدالإله و أحمد , صالح بعد ما تذوق عقود اللحمة كب الرز و طبق القدر و طلع لم الدكة و قال و هو ينزل ثوبه : خالد شف عن محمد وراوه صيف دق عليه و قل له : عشانا بعد ربع ساعة و لاحنب منتظرين أحد , و أنا أبروح أجيب ببس و سفن و ابرجع , صالح راح لم الدكان و بعد شوي رفع خالد التلفون يبي يدق على محمد وبها اللحظة دخل محمد و معه عبدالله , خالد بسم الله الرحمن الرحيم هذاني رافع التلفون أبكلمك وينك صيفت , رد محمد بكلام له مغزا عنده قطعن رجال ابن حلال و ثانيا وين صالح ما أشوفه أنا خابر انه المعزب مير نسيت أعرفكم على الرجال , هذا عبدالله ولد جيراننا و يشتغل بمكة كلهم ردوا و النعم , ثمن عرفه عليهم , بعد شوي دخل صالح و هو عجل مر من عند الدكة و قال : فلوا السفرة و صفوا الببس أبروح أنكب الرز , جاب صالح صحن الرز و يقول يانتم تبي تاكلون نثري و حط الصحن على السفرة و لما رفع راسه يبي يقول اقلطوا شاف عبدالله و ضحك و قال يا خزياه منك تراي ما شفتك مير العتب على محمد اللي ما قال لي على شان أضبط الشغل أزين و أزين , رد محمد : العتب أو الدرج , قم بس خل نتعشا ضحكوا و هم يقومون قال عبدالله : ما عقبك حسافة يا صالح .
بعد ما قضوا من العشاء و عند المغسلة قال صالح لمحمد اللي بلشن بالتايد اللي عيا يروح من إديه : محمد وشي مشكلتك رد محمد : يا عجلك و قل صبرك أنت كم قعدت ببطن أمك صالح يرد بتهكم : أنا أصلا طالع من بيضة يا حبي لك , جلسوا بالدكة يسولفون و بعد فترة بدا عبدالله يناظر الساعة , قال له محمد : يا عبدالله أنا ما عندي نية أمشي و أنت خذ سيارتي و رح عليها و لبقها عند باب القراش حقكم و حط المفتاح فوق الاستبنة , راح عبدالله و بعد شوي راح أحمد و عبدالإله قال محمد : الحين صفى الجو أنا مشكلتي قروش السفرية وشلون أجيبهن , ضحك خالد و مدد رجليه و قال : هذي جديدة واحد يبي يسافر و هو ما وفر دراهم , صالح بكل حزم : محمد خل عنك هاالمثبط وش رايك في حل مشكلك , محمد يحرك اديه و يهرج الدراهم موجودة بس تبي من يجيبها , خالد خش بالدرجة عاد فسر لنا هااللغز , محمد بدا يشرح السالفة أنا أطلب أبو بادي خمسة آلاف ريال و الرجال ما معه جوال و بيته بالخلا و لا أدري متى يجي لم ديرتنا على شان أقابله , بالعربي أنا لازم أروح لمه ببيته و ودي تخاوونن , رد خالد و صالح :خلاص موافقين بس متى نمشي , محمد يفكر أحسن شيء نمشي عقب صلاة الفجر وقت البراد و إذا احتميت الشمس بالكثير الساعة تسع نصير عند أهلنا , اتفقوا على ذا الاقتراح و توكلوا على الله .
بعد ما صلوا الفجر دقوا سلف على وانيت غمارة محمد سواق و صالح عند الباب الأيمن و خالد بالوسط عند القير , على دربهم وقفوا عند محطة و عبوا بنزين و شروا قارورتين ماء و كملوا المشوار مية و خمسين كيلو زفلت , بعدين التفت محمد لم ربعه وش رايكم الحين قضى الزفلت و باقي ثلاثين كيلو صحراء تبون نمشي من عند العزاز و الأرض السهلة أو من عند النفود , ردوا لا تكفى نبي النفود ما ودنا تتكسر روسنا من المطبات , محمد طاعهم و مشى من عند النفود , بدا يطامر فوق روس النفد و من نقرة لنقرة , خالد وده يوسع صدر السواق و يشحذ همته على مواصلة المسير و التفت على صالح و بصوت مرتفع على شان يسمع محمد : صالح تصدق إن سواقنا هذا لو يشارك برالي داكار يا يطلع الأول أو الثاني و أنا أراهن على ذا الشيء , بصراحة محمد والم للزرق , محمد من الإنزراق بدا يعفرت بالموتر و ينحر الطعوس و يعلق على نفسه محمد يتجاوز المنعطف الأول محمد يواصل تقدمه بثقة , صالح التفت لم محمد و هو حمق و هارجه : محمد إلفقه تراك فغيت روسنا و امش زين لا أنزلك من السيارة , محمد ما سمع كلامه و بتل يلعب بالسيارة .
و هم على ذا الحال و بأحد النقر طفت السيارة فجأة استغربوا و بدوا يتناظرون و كل واحد يقول وش جانا , قال محمد : ماهنا إلا العافية سيارتي أعرفها لها طواري الحين تشتغل , لحظات و كلهم مسكتين ثمن حط محمد إيده على المفتاح و ابرمه بدت السيارة تدق بس ما تشتغل , محمد طارت عيونه و هو يقول : غريبة و ماهيب عادتها تبطي ما تشتغل , ضحك خالد و يناظر بخبث و يقول أنت متأكد يا شيخ محمد , محمد كنه ما سمع شيء و بتل يدق سلف , صالح عنده خلفية ميكانيكية تمشي الحال حول من السيارة و اتجه لم قدام السيارة و طق الكبوت بقوة , محمد ما تحمل ذا التصرف بس ما له وجه يرد و فتح الكبوت , نزل محمد و خالد من السيارة و بدوا يتفرجون على صالح و هو يحبرش و يهندس بالسيارة , صالح جادع راسه بالكبوت و يفكك و يمزع من ها الأسلاك و أخر شيء و بعد خمس دقايق رفع راسه و قال ما لكم سنع البليتين خربان , قالوا له : و الحل , رد لازم بليتين جديد .
جلسوا الثلاثة يفكرون و الساعة الحين سبع و الشمس بدت تحتمي و الخلا ما به الوالي قال خالد : ها الوقت وقت رعي ولابد إن شاء الله يبي يطيح بنا أحد من هالرعيان و أنا أبجلس و أمدد و أنتم فكروا , صالح نفسه براس خشمه و يرد عليه إييه اجلس هو أنت أصلا فيك مخ على شان تقدر تفكر , الوضع ما يسمح بالمزح و خفة الدم و التميلح بس كل واحد من حر ما به يجدع هرج , الثلاثة ما جابوا طاري للماء و لا كان بحسابهم , هم يفكرون بالسيارة و كيف يصلحونها و بعد معهم تالي قارورة مع قارورة كاملة , خالد جالس و مدد ومن كثر ما سحب رجلينه يلاحق الظلال صار تقل كورة و لا عنده استعداد يتحرك , محمد راح و رقى فوق الطعس و يتلفت لعله يشوف أحد أو يشوفه أحد و اثر الدنيا خلي ما حولك أحد ألا رمال متكومة و لا به شيء يتحرك أو ينغش , الحياة هنا معدومة حتى الرمث و هو الرمث صاير غريب بين هالنفد , رفع راسه للسماء وش يشوف السماء زرقاء و لا به أي أثر للخيال و الشمس بالمره حارة , تلفت يا رب يجي أحد أي شيء أي كائن حي بس شيء يوسع صدري , دار على نفسه ما يشوف إلا الأفق كأن السماء طبقت على الأرض و منعت أي شيء يدخل , رجع لم ربعه لقاهم متسدحين على حافة السيارة يبون الظلال قال لهم : الحين الساعة ثمان و ربع و لا شفنا شيء خل نمشي حتى نوصل الزفلت رد عليه صالح : الدنيا حر لو تمشي لك خمسة كيلو عجزت تكمل من التعب و العطش و حنا ما بقي معنا من الماء إلا هاللي بالقارورة , اجلس بس و يبي يصير خير إن شاء الله .
جلس الثلاثة عند السيارة و يلحقون الظلال , والظلال يروح شوي شوي , خالد ما هرج أبد لأنه شوي عصبي و لا وده يفور دمه و يوجع راسه , أما صالح و محمد يسولفون بكل شيء من علوم و أخبار حتى الكشتات سولفوا بها و كيف إن ذا المكان لو تجيه بالشتاء كأنك في جنة ما ودك تطلع منه أبد , و بعرض السواليف إلتفت عليهم خالد و قال : ما ودكم تهجدون ترا إصراف الهرج يبي طاقة وحنا ما عندنا شيء , ناظره محمد و هز براسه و كمل السواليف .
الحين الشمس صارت بكبد السماء و الحر بلغ مبلغه و انعدم الظل و لا حولك أحد ,الثلاثة بدأ عليهم التعب و العطش و قلت حيلتهم و ما لقوا ظلال إلا كود يتسدحون حدر السيارة , الأرض تبوخ من شدة الحر , والشمس تشوي العصفور , والثلاثة على حالهم متبطحين حدر السيارة , صالح بالمره عطشان و يكلم نفسه بصوت مسموع وش ذا الحالة معقولة ما فيه بدو ما فيه رعيان بذا البر , رد محمد إلا به و مليان بعد بس حنا مصلطين ما جانا أحد , زالت الشمس و بدا الظلال يطلع من جهة الشرق و الثلاثه على حالهم متسدحين حدر السيارة , طلعوا و تعفروا وصلوا الظهر , خالد أكثر واحد منهم واضح عليه التعب ما يقدر يتحرك , ريقه ناشف , عيونه ما يقدر يفتحها , حالته تكسر الخاطر , صالح متشائم و بدا يهوجس و عينه على خالد الوحد كم يقدر يعيش بدون ماء في مثل هالجو يعني إذا مات خالد كم يبي لي و أموت بعده , إذا متنا وشلون يبي يلقانا أحد , لو لقانا أحد وشلون يعرفوننا أهلنا وحنا بس هياكل عظمية قد أكل الدود ما كساها من لحم و أحرقتها الشمس حتى تفتتت , صالح تعوذ من الشيطان و قال لنفسه بهالهواجيس أبموت نفسي و أنا حي , بصراحة صالح معذور لو فكر بالموت ; لأن الموقف ما يحتمل غير الموت لكل ما هو حي , أصلا ما به هنا حياة , الأرض دافور بريمس يحرق و لا تشوف لهب , الشمس ترسل الحمو و لا به شيء ياقي , ربعنا بهالمكان ما لهم موقع من الإعراب ; لأنهم حياة و المكان موت و الحياة ما تجتمع مع الموت ( الموت أقوى بالدنيا )أما محمد فكان أكثرهم جلد و تحمل - يمكن لأنه هو راعي الحاجة - و ما هرج أبد عن التعب و العطش , سالفته تذكروا يوم القيامة .
الثلاثة على ذا الحال حتى غابت الشمس , صلوا المغرب و العشاء و بعد الصلاة جلسوا يتشاورون وش يسوون , على عدد الدقايق لهم راي , خالد يهرج و صوته ما يسمع : يا عيال حنا الحين ما عندنا شيء نخسره عطونا أي شيء فيه أمل يخلينا نعيش و حنا نسويه , خالد المسكين ما يدري إن الوضع ما يقبل إلا أمرين إما المشي حتى ياصلون الزفلت أو القعود بمحلهم حتى يجيهم أحد , بصراحة هم فاتت عليهم هالنقطة و كثروا من الإقتراحات و الحلول و ما دريوا إلا و العين مظلمه و الدنيا خرمس و بدا صالح يتنافظ من الخوف و يقول : الظهر أقول إني أبموت عطش لكن الوضع تغير شكلي أبموت على ذمة ذيب أو شيء من السباع , رد محمد : يا ليت الذيب يجي على شان يخاوينا تراي أسمع كثير من الشعراء يقولون إنهم قد خاووا ذيب .
الدنيا ليل فوقه ليل و الواحد يالله يميز صاحبه و الدنيا خرمس إلا من صوتهم , السماء تتبالص من كثرة النجوم , و ربعنا يالله تشيلهم رجلينهم من التعب و العطش لكنهم اتخذوا قرار بالمسير إلى الزفلت , شدوا حيلهم و توكلوا على الله , تشاوروا في تحديد الوجهة و بسرعة توصل لقرار و بدوا يمشون , السواليف معدومة الواحد عساه يحرك رجلينه يعني الواحد ما يقدر يحرك حنكه .
بعد ما مشوا بشوي رقوا أحد الطعوس و شافوا شيء يبلص من بعيد دققوا النظر وأثره نور , قال محمد خل نروح لم ذا النور تراه على بعده أقرب من الزفلت و ثانيا عسانا أن نجد على النور هدى , جازت لهم الفكرة و توجهوا لم النور , ربعنا عقب النور جتهم طاقة وبدوا يسرعون بخطواتهم - يمكن النور ذا صار بالنسبة لهم هو الحياة - حتى إن خالد تخرفع وطاح على الأرض لكن هذا ما ثناه عن تكملة المشي , النور بدا يقرب لكن المعالم ما وضحت و الشباب كل ما يقرب النور تزيد همتهم .
بعد ما مشوا مشيا حثيثا و لفترة طويلة شوي وصلوا مصدر النور , واثره تريك و بجنبه خيمة صغيرة من نوع ( حمار ) و بجنب الخيمة امراح غنم , ربعنا سلموا ما أحد رد السلام , بعد لحظات طلع لهم زول آدمي من وسط الظلام و يقترب لمهم شوي شوي و هم ما يميزونه حتى وصلهم , طلع رجال سوداني يشتغل راعي , طلبوا منه ماء ; لأنهم ما يقوون يهرجون من العطش , الراعي جاب مطارة الماء , أول واحد شرب خالد , مسك الطاسة و رفعها لم أثمه شفط أول جغمة و بلعها بدت الكرشة تتشتش ( صوت الماء إذا صبيته على شيء حار تششش ) , الشباب طرقعوا من الماء حتى رويوا , مير صالح انبهت عجز يتنفس , بعد ما شربوا الماء محمد قص على الراعي سالفتهم , قال الراعي الحل تنامون عندي حتى يجي المعزب الصبح وهو يدبركم , وافقوا على الفكرة - غصب عليهم ما عندهم خيار آخر - صالح قال للراعي : الله لا يهنك ما عندك أكل ترانا مره جوعانين , قام الراعي و جاب قطع متنوعة و أصناف مشكلة من الخبز محطوطات بباغة بيضاء مكتوب عليها بندة وجاب مع هالباغة طابوق تونة و جبن مثلث , ربعنا سموا بالله و قرشوا كل شيء و لا بقوا العود , ثم تسدحوا و ناموا .
بعد ما طلع الفجر قام الراعي وأذن للصلاة و قومهم توضوا و صلوا الفجر , قام الراعي يزين الغنم و يرضع البهم و هم يتفرجون عليه , قال الراعي : هذا المعزب وصل و يبي يدبركم , الشباب تلفتوا ما شافوا شيء , قالوا شكل ذا الراعي بلش بنا يبينا نطس أو مخه ملحوس من الشموس و الحرور , وبعد لحظات بدت سيارة تبين من بعيد و ناحرتهم , وصلت السيارة و إذا ببسطها رجال صاقع لطمة و عيونه يالله تبين , سلم عليهم و راح للراعي و كلمه و رجع لمهم , رحب و هلا بالشباب و نشدهم عن حالهم , قصوا سالفتهم عليه , قال : الحمد لله على السلامة و أنتم الحين تبي تتغدون عندي و بعده نروح لسيارتكم , الشباب رفضوا الموضوع نهائيا , و قالوا له إذا ودك تكسب فينا معروف ما ننساه لك أبد , إذا أنت تعرف أبو بادي ودنا لمه و جزاك الله خير , الرجال كان يعرف أبو بادي و يدل بيته , في الأخير استجاب لطلبهم لأنهم كانوا مصرين عليه و وداهم لم بيت أبو بادي .
وصل الأربعة بيت أبو بادي و كان جالس و مزين القهوة قلطوا عنده و تقهووا , إلتفت أبو بادي لم محمد و قال : حيا الله محمد و ربعه ردوا الله يحييك و يبقيك , وبدوا يسلفون , قصوا سالفتهم , وفي عرض السواليف استاذن الرجال وراح , فرح محمد و على طول قال : أبو بادي كل اللي صار على شاني محتاج دراهم و إذا تقدر تعطيني اللي أبي منك افترا ودي , رد أبو بادي : أبشر بس بعد ما تتغدون عندي , إعتذر محمد وشرح له الوضع , قال صالح : يا أبو بادي سيارتنا تبي بليتين وش رايك نروح نصلحها , قال أبو بادي خلاص بس خل أروح أدور بليتين , راح و بعد شوي رجع و معه البليتين , بصراحة ما أدري من وين جابه , المهم قام أبو بادي ودق سلف ركبوا معه الشباب و بلشوا وشلون يلقون السيارة , قال صالح : نروح لم خيمة الراعي ثم انتتبع اثرنا حتى نوصل للسيار , الفكرة زينة و أبو بادي يقول : الله يستر لا يكون الأثر انمحى , وما يلام بذا الشيء , الجو به هواء , و التراب بذا الأرض خفيف و من الرمال المتحركة ( اللي في جغرافيا صف خامس ) , الجماعة توكلوا على الله وراحوا لم الخيمة , وصلوها و أثر الراعي ماهوب موجود و المراح ما به إلا البهم , نزل خالد من السيارة و معه صالح وبدوا يتشوفون الأرض و يدورون أثرهم حتى لقوه , قال أبو بادي : حطوا اعيونكم على الأثر و أنا أبسوق و وجهون , الأثر متعب أحيانا يكون واضح و احيانا تطق أكبدهم ابتدويره , و بعد تعب و جهد وصلوا السيارة .
السيارة كانت على حالها و الغريب إن الإديتر كان مهرب شوي من الماء فيبدوا إن السيارة كانت تصيح كل الليل من الخوف و الوحدة بذا المكان , حول صالح و ركب البليتين وصك الكبوت , ثم ركب ورى الطارة وسما بالله ودق سلف قالت السيارة : اجغاغاغاغاغا اجغاغاغاغا و أبشركم اشتغلت السيارة وبدت تتحرك من مكانها , محمد إنفلت كشرته لما وصلت إذانه و يقول : سيارتي أعرفها ما تخيب الظن , رد خالد بعنف : اص بس هذي سيارة عساها ما تشتغل إذا وصلنا أهلنا .
صالح لف بالسيارة حتى وقفها بجنب سيارة أبو بادي محمد قال لصالح : صالح لا تحول خلك تسوق السيارة و خالد يجي معك و الحقونا لم بيت أبو بادي , فهمها خالد و هي طايره و راح يركب بالسيارة مع صالح , الآن إختلا محمد بابو بادي و صاروا لحالهم بالسيارة و هم رايحين لم بيت أبو بادي و صالح يلحقهم و خالد معه , قال أبو بادي : والله يا محمد حقك و واجب إني أرده لك بس بصراحة والله الحين ما عندي فلوس نقدية قد حقك اللي عندي وش رايك أعطيك قدها غنم , محمد ضاق صدره أنا جاي و تعبان ابي دراهم وبقدرة قادر يقتلبن غنم والله مصيبة لكن العوض و لا القطيعة و يمكن في يوم من الأيام أصير تاجر ماشية يشار إلي بالبنان - طولها شوي بالهواجيس - قال محمد : خلاص موافق رد أبو بادي على بركة الله .
بعد ذا اللي صار أبو بادي بدال ما يروح لم بيته راح لم الغنم بالمرعى و لبق عندهن ولبق بجنبه صالح , قام أبو بادي ونقى سبع طليان سمان و ركبوهن بسيارة محمد و احزموهن زين , قال أبو بادي و هو صادق : شف يا محمد الطليان ذولي يسون خمس آلاف و يمكن أكثر شوي لو تبيعهن على مهل , رد محمد : ما عقبك حسافة و الحين نستأذنك نبي نروح لم أهلنا .
ربعنا ركبوا السيارة و هاالمرة صالح اللي يسوق و محمد عند الباب الأيمن ( حلوه ذي - الباب الأيمن مفتوح - وتراها ما لها دخل بالسالفة بس إني تذكرت الميتين و اربعين ) وخالد بالوسط , لما وصلوا الديرة في حدود الساعة احدعش إلا ربع قال محمد : صالح لا توقف إلا بسوق الغنم خل نخلص من اللي معنا و استلم الدراهم و اسمع قرقشتها بيدي , خالد رفض بشدة , ما عطوه وجه و راحوا لم السوق و عرضوا الطليان للي يبي يشرون , بصراحة الطليان طيبة و الواحد منها يسوى سبع مية , لكن ربعنا ما عندهم صبر على شان يبيعونها تفريد فقرروا يبيعونها جملة الواحد بست مية وخمسين , و ما أمداهم يقررون إلا و جاي ذاك الدلال وشراها و عطا محمد كامل المبلغ أربع آلاف و خمس مية و خمسين .
محمد كيف بالدراهم صح إنها نقصت عن اللي في باله أربع مية و خمسين و هالمبلغ به سكن ليلتين لكن محمد ما نشد عنها ما دام إنه يبي يقدر يسافر , قام محمد وركب ورى الطارة ودق سلف و قال : يالله بسرعة اركبوا , ركب خالد و بعده صالح و وداهم لم بيوتهم ثم راح لبيتهم و نام من صلاة الظهر حتى صلاة العصر مع أصيف مسجد , قام العصر وجهز شنطته و حطها بالسيارة و راح لم الاستراحة وبعد المغرب جاء صديقه عبدالعزيز اللي يبي يتخاوى هو و إياه قام محمد بسرعة و قال : لا تطفي السيارة و لا تنزل منها مشينا ما عندنا وقت , شال شنطته و حطها بالسيارة , وامسكوا درب البلد المقصود . [/align]







التوقيع

[align=center]السعادة مـثـل الفراشة كلـما لحـقـتـها تـبـتـعـد أكـثـر فكن زهـرة تأتي إلـيـك[/align]

رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:55 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة