.. اذا لم تعجب ( بضم التاء ) بما يستحق الاعجاب .. فما الذي سيعجبك ؟
أتعجب الى حد الدهشة والذهول ب ( الانتخابات الأمريكية )
نظام انساني حضاري راقي رائع دقيق انسيابي رهيب جميل
خذ ما تجده في قاموس الكلام الانساني من صفات جميلة و اسكبها على
ما تراه من مشاهد الانتخابات الامركية .
..... الأمة الأمركية بولاياتها الأكثر من خمسين ... بشعوبها المختلطة التي
تتجاوز مئات الملايين .... اللاف المؤلفة من المهرجانات والمؤتمرات والدعايات
الانتخابية ......
والمتنافسون على كرسي الرئاسة .... عشرات ثم أحاد ثم شخصان فقط
كل هذا يسير بدقة بنظام بانسيابية بانسانية باحترام بروعة الروعة ...
و ترتقي .... ( ألأمة الأمريكية )
الى قمة الحضارة
الى قمة الانسانية
الى قمة المجد
في انتخاب ( رجل أسود ) للمنافسة على الرئاسة ..
تاركة الصاق تهمة العنصرية تهمة غبية تسكن وتعيش واقعا في حياة أولئك الذين يتهمونها .. .
فمن المستحيل أن تصل الأمة الامريكية الى هذا المستوى الانساني الحضاري المتقدم الا
بعد أن احترمت الانسان من حيث هو انسان ...
فرغم ما حدث لأمريكا من ضربة قاسية بعد تفجير مركز التجارة العالمي واتهم فيه المسلمين
يعيش عشرة مليون مسلم على أرضها معززين مكرمين وتنتشر المئات من مراكزهم الاسلامية في ارجاء
الأرض الأمركية ...
( بهذه الروعة ... بهذا النظام الانساني الحضاري الراقي استطاعت امريكا بتاريخ حديث لا يتجاوز
مئتي سنة من وجودها أن تصبح أعظم و أقوى الأمم على وجه الأرض )
وكل هذه الملايين والجهود و والأصوات ... من أجل ماذا ؟؟؟
من أجل أخطر نقطة .. أهم شي .. أعظم أمر .... في حياة الأمة ( السلطة وكرسي الرئاسة )
فمن سيتولى السلطة ... هو من سيدير حياة وشئون وأمور وحاضر ومستقبل الأمة بأكملها ..
( كرسي السلطة )
هذا الكرسي الذي من أجله ... أزهقت ملايين الأرواح المسلمة في تاريخ المسلمين
من أجل هذا الكرسي ...
قتل من الخلفاء الراشدين .... ثانيهم و ثالثهم و رابعهم
( معركة الجمل ) كانت استفتاحا اسلاميا لأنهار من الدماء و مئات بل الاف المعارك
الاسلامية الاسلامية من أجل ماذا .. ؟
من أجل كرسي السلطة . .....
ومن أجل هذه الفوضى العارمة ... ما استطاع المسلمين أن يرفعوا روؤسهم استقرارا وحضارة
حتى عادوا لينتكسوا من جديد في صفحات سوداء من التخلف والتناحر والضياع والسبب الرئيس في
ذلك هو .....
أنه لا يوجد في الاسلام ما يحدد لهم أسئلة مصيرية ليس لها جواب ..
من يلي أمر الأمة ؟؟؟
من له الحق في تولي السلطة ؟
كيف تنتقل السلطة منه الى غيره ؟
كيف تنتقل السلطة من غيره اليه ؟؟
كيف يحاسب غيره ؟ وكيف تحاسبه ( بضم التاء ) الأمة ؟
بسبب هذه الأسئلة الضائعة بلا جواب .... ضاع المسلمين ...
وتفرقوا بين سنة .. و شيعة .. وخوارج ... وممالك .. وولايات .. وأمارات .. و ...
وتاهوا وتعذبوا وتخلفوا في بحر من الخلافات والنزاعات والأحقاد .. التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد ..
((( هل يوجد في الدين الاسلامي نظام سياسي ))) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال حاول الكثير من المسلمين الأجابة عليه بلا فائدة فالحقيقة المرة أنه لا يوجد في
الاسلام نظام سياسي محدد المعالم . واضح الدقة . كامل الأسس .
ففي حين تجد في القران الكريم والحديث الشريف ما يحدد و يفصل الكثير من الأمور الأجتماعية
والاقتصادية .... !!!
لا تجد شيئا يحدد أو ينظم ( أهم و أخطر و أعظم ) مجال في حياة الناس ....
السياسة و الادارة و السلطة ... ما عدا أيه قرانية كريمة حيث يقول عز وجل :
( وأمرهم شورى بينهم ) ..
فهل نفهم من الأية الكريمة أن أمور الحكم وشئون السياسة تدخل في قول الرسول عليه الصلاة
والصلاة والسلام : ( أنتم أبصر بشئون دنياكم ) !!
وبناء على ما تقدم من كلام و استنتاج
(( لماذا نجد الاسلاميون في عصرنا يحاربون الدولة المدنية )) ؟؟
ويحاولون أقحام الدين في كل أمور الحياة ... مع أن دينهم لا يعطيهم برنامجا سياسيا
واضحا بديلا عن ( العلمانية السياسية ) ..