دموع الندم
تردد في الحي صوت جميل ينبعث من مآذن الجامع الكبير‘انه صوت القارئ الذي أم المصلين لصلاة الترويح وحول الجامع احتشدت السيارات وتزاحمت مما يدل على كثرة المصلين فيه وبينما الحال كذلك أقبلت سيارة فاخره ودخلت المواقف أوقفها صاحبها
لكنه لم يخرج منها إنه شاب يافع ذو هيئه حسنه يظهر عليه مظاهر الترف 00
مرت دقائق وهذا الشاب في سيارته يلتفت وكأنما ينتظر أحدا عجبا لأمره مالذي يدور في ذهنه ؟
وما لذي يكنه في صدره إنه لم يقدم للصلاة مع المصلين في هذه الشعيرة المباركة 00 بل جاء يترصد لفتاه غافلة قد خدعها بالمها تفه
أمس وضرب معها موعدا يخلو بها أثناء صلاة والديها00 مرت الدقائق وهو ينتظر متلهفا للفاحشة- والعياذ بالله – أقلت فتاه من بعيد فطار قلبه من الفرح، فإذا بها فتاة محتشمة لبست القفازات والجوارب السوداء وماهي ألا لحظات حتى غابت من عينيه ودخلت مصلى النساء ، علم أنها ليست فريسته اللتي يريد واحترق من طول الانتظار ، وفجاءة وقفت سياره بجواره والتفت إليها الشاب وعرفها فهي ليست غريبة عليه، نزل رجل منها على عجله من أمره وانصرف إلي المسجد ، سار خطوات ثم توقف ، والتفت إلي الشاب فعرفه ، انهما زميلان في الوظيفة ، اقبل الرجل عليه وصافحه ورحب به ، وكان مما قال لقد أحسنت الاختيار أنا اقدم يوميا لصلاة مع هذا القارئ إنني اشعر بالخشوع معه جزاه الله خير 00صدقني سيعجبك !! واخذ بيدي زميله الشاب وهو يثني ويمدح 00 كل ذلك والشاب في حرج شديد ، وبسبب ارتباكه لم يستطع المراوغة بل دخل مع صاحبه ووقف يصلي مع المصلين وما عرف الصلاة منذ سنين ، وقف يستمع للقرآن وما سمعه منذ عدة أعوام بدا العرق يتصبب من جبينه ، وصار يفكر كيف سأخرج من هذه الورطة؟؟ إن خرجت من المسجد فان أمري سيفتضح ، وسوف أكون حديث الموظفين في عملي 00 فكر وتدبر، فلم يجد حل لمشكلته إلا البقاء 00 سلم أمره وصار يعد الدقائق ليخرج من هذا المـأزق ، وبينما هو كذلك إذ مر القارئ بآيات عن أحوال أهل الجنةوالنارفبكى وصار المصلون من حوله يبكون بكاء شديد منها ، عندها تذكر هذا الشاب قسوة قلبه واستشعر مدى تقصيره وكثرة معاصيه فلم يلبث إلا أن انفجر باكيا وهوى إلى الأرض سجادا يستغفر ربه ويتوب إليه 0
ياكــــــــثير العفــــو عمــــن كثــــــــر الــــــــذنب لديـــــــــه
جـــــــــاءك المـــــذنب ير جو الصفـــــح عـــن جرم يديـــــــه
أنــــــا ضـــــــيف وجـــــزاء الضــــــيف إحســـــان إليــــــه
العرض الشجري