أنتم الآن دخلتم وكلكم أمل أن تجدوا لدي ما يفيدكم
وحقيقة الأمر أن مالدي كثير
وما يستحق الكلام والكتابة قليل وقليل
وقد فكرت في أن أقص عليكم كل ما قرأت وما سمعت
ولكن تذكرت ما جاء في الأثر
كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
فاقتصرت على أن أحدثكم بقصة لعبد العزيز الرفاعي
وقعت له يوم أن كان في مكة
كان محباً للكتب ولكن لم يكن لديه من النقود ما يمكن أن يسد به رغبته
الجامحة في شراءها أو بعبارة أصح شراء بعضها ..
ومع ذلك ظل الرفاعي صادقاً في محبته للكتاب وهيامه به
فبمجرد أن استلم مرتبه الشهري << 70>> ريال
سعى إلى مكتبة رجل يقال له << قاسم >>
ووجد عنده المجلد الأول من مجلة << الرسالة >>
كان الرفاعي يأمل بأن يقتنيها في يوم من الأيام
سلمه << 25>> ريالا
أي قريبا من ربع مرتبه الشهري..
ثم ذهب إلى البيت ..
فلما اطمأن وسكنت روحه
أخذ يتصفح المجلد
فتح الصفحة الأولى
الذي فيها الإهداء
وإذا بها قد اجتثت من أصلها ..
لم يحزن كثيرا
فتح على صفحة من صفحات المجلة المهمة
وإذا هي الأخرى قد اجتثت ..
عاد إلى صاحب المكتبة كسيف البال
يريد أن يستعيد النقود ..
لكن البائع رفض رفضا قاطعا
ومع المحاولات سمح له أن يستبدل المجلة بقطعة أخرى
لكنه لم يجد من المجلات مايشفي غليله
عندئذ التفت وإذا<< بشحنة >> بطانيات مستعملة
معروضة للبيع ..
فقال لبائع الكتب أريد بطانية واحدة على أن تعيد لي<<6>> ريالات
رفض البائع وبشدة هذا الاقتراح ..
عندئذ تأبط الرفاعي البطانية ..
متجها إلى المنزل ..
ولما رأت أمه البطانية <<استغربت >> قائلة له
ما عسانا أن نفعل بهذه البطانية
ونحن في مكة
فمكة كما تعلمون صيفها دائم ..
رد الرفاعي بخجل سنستفيد منها عندما نصطاف في الطائف ,,,