منذ ثلاث سنوات وأنا في كل نهاية سنه أنتظر ببالغ التأمل الفرج للقاء حبيبتي فكيف لي أن أُطرب مسمعي بصوتها الأغن من خلف الجدران فالبناء مشيد أحكم التشييد , وكيف لي أن أريح راحتي على راحتها وعيون الجند تنظر , وكيف لي أن أغفوا على صدرها ونطاق النظر المتاح لغضيض طرفها المكحول ...
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ..... إلا أغن غضيض الطرف مكحول كعب بن زهير
وحالي كسجين قيد بالأكبال وصفد حتى سالت عروق دم ساقيه من شدة الطوق فكتب دمه اسم حبيبته وأتى الحاجب وجنوده ماشياً بكل غرور وكبرياء ليطأ ما أمر قلبه أن يُكتـــب فقال بكل إذعان : على رسلك أيها الحاجب ومن معك من بهمة الأنعام ألا ترون حروف روحي ؟
قد حان لي أن أترجل لكم لأدافع عنها وإلا فسيروا على صدري وأكرموها ...
هدني السجن وأذى القيد ساقي ..... فتعاييت بجرحي ووثـــــــــــاقي عبدالله البردوني
سئمت عيشة البؤساء سئمت تأملات الإنتظار سئمت غربة الوداع أما آن لي أني أعزف على وتر اللقاء ... .
وأضعت الخطو في شوك الدجى .... والأسى والحزن والهم رفــــــــاقي عبدالله البردوني
سالت مدامعي على خدي فقرح تتابعها أحداقي فسال الدمع دماً وشكل بخطوطها الحمراء تضاريس جديدة بتقاسم وجهي بواديين أحمرين يصبان غيضهما على شفاهي فسُدت بهما تشققات جفاف شفاهي التي جف موردها من ثناياكي خلف القضبان ...
شفاه كما يتحدى الربيـــــــــع .... وجفن كما تتعرى المــــــــــــــدى غازي القصيبي