نظرة إشراق ونظرة إشفاق
نرى الحياة جميلة عندما نكون سعداء
ونراها أجمل عندما نكون في قمة الفرح
فالدافع الحقيقي وراء إحساسنا بالحياة هو السعادة
فمنطلق إحساس كل إنسان هو تجرده من مسببات الاكتئاب والشعور بالحزن الدائم
فلا يتمكن أي إنسان كان من فرض قانون السعادة مطلقاً على كل مجريات حياته
إذ لابد من تذوّق مرارة الحزن
ولا تكتمل حلاوة الحياة إلا بجرعات الشعور الحزين
نستطيع أن نتعايش مع الوضع المزري ونستطيع التعايش كذلك مع الأوضاع الأخرى
فعندما نريد – مثلاً- أن نختبر دقة شعورنا بأي موقف نرى حقيقتنا تزداد وضوحاً للغير من غير قصد
فعندما نعزي إنساناً فقد عزيزاً له فإننا نقنع من حولنا بالحزن وقبل ذلك قد أقنعنا أنفسنا بذلك فصدّقنا وتلبسنا حالة الحزن
وبعدها وقد يكون الوقت غير قصير على ذلك الموقف الحزين نجد أننا في غمرة الأفراح عندما نسمع أخباراُ سارةً كقدوم مولود أو حصول مكرمة دنيوية .
إن كل إنسان يعلم هذا الكلام جيداً ولكن لماذا نحن هكذا ؟
أو ليكن السؤال أكثر شمولاً لماذا يفترض أن نقوم بتلك الأعمال ؟
فهل نستطيع أو يستطيع أي إنسان أن يقوم بأعمال غير تلك ؟
لا أظن الجواب سيكون بالإثبات لأن الطبيعة الإنسانية التي جبل الإنسان عليها تسير في ذلك الاتجاه
فلا يوجد تناقض في الشخصية
فالإنسان معرّض لكلا الحالتين وبأيهما كان سيفعل ما يمليه عليه ضميره في تلك الحالة
فالمسألة إذاً تنحصر في اتجاه واحد يسير ويتوافق مع الفطرة العفوية لكل إنسان
فالشعور بالحزن العميق أو الإحساس بالسعادة المطلقة ما هو إلا تعبير مرئي يشاهده الناس فيحكموا على الحالة
وينقاد منهم من ينقاد لها ويتبع صاحب الحالة بطريقة هادئة متماشية قد لا يحس الإنسان بها أثناء التأثر
************************************************** ****************************************
رؤيتنا للحياة رؤية صادقة تنبع من قلب يرى مشروعية الحياة لأي مخلوق وجد على ظهر الأرض لينعم بالعيش الحميد الذي يتخلله بعض المظاهر والصور المعتمة اللون ليصل مع غيره إلى حياة تكون أكثر إشراقاً وجمالاً .
تحياتي لكم