العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 18-02-03, 02:56 am   رقم المشاركة : 1
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً
الفراق يوجد أنى وجد الشك


الحياة ما هي إلا امتداد وصل الأحبة ، فلا يتلذذ بها إلا هم . وما سواهم فهو بين ملاحقة سيرها أو الاقتناع بما جادت به عليه . هذه الحياة مكان اجتماع لمن أراد أن يهنأ بالعيش بها . فالإنسان بما أوتي من حس يكيّف نفسه مع أطرها المختلفة . إن الإنسان ينام ليصحو على أنغام الحياة الحلوة فكم من شخص نام حزيناً واستيقظ وهو في قمة الفرح . فهو بذلك يجعل النوم حداً فاصلاً بين ظلم الحياة وبين عدلها . يستطيع هو أن يتدارك حزنه في يومه ذاك ولكنه يرى كما يرى غيره ممن وقع في مثل أزمته أن الحياة ما هي إلا أيام فإذا بكيت في يوم لابد أن تضحك في يوم غيره . وهذه حقيقة الحياة . فهي دموع توجب الضحك قبل البكاء .
يزداد تواجد الإنسان في الأماكن التي يحبها ، فإذا وجد حلمه المكاني جلس فيه لاعتقاده أن مجرد تحريك قدم له من ذلك المكان سيورثه ندماً . ومن هنا تجد أن الإنسان يألف المكان حتى لا يغادره . فهو منه وإليه تاركاً غيره وراء ظهره لا لكره لغيره وإنما حباً وخوفاً من ترك المكان الذي آلفه . فالمحب مثلاً يرى في محبوبه ما لا يراه غيره من الناس ، فهو باعتقاده الأجمل وجهاً والأجمل أخلاقاً . وهذه العقدة تظل لديه إلا أن يأت الموج الرهيب فإما أن تثبت تلك الصورة وإما أن تنزاح بمجرد هبوب رياح خفيفة ، فتنقشع الغمامة عن قلبه لينظر إلى غير ما أحب .
الشك في وجوده أزمة وفي غيابه أزمة . والتعامل معه صعب فهو كأبرة التخدير إذا قل لم يفد المريض وإن زاد أهلك المريض . وفي عالم الحب تزداد هذه الكلمة سواداً لكل مرتاديه من الجنسين . فالشك في نظرهم مستصغر الشرر لكل علاقة يكتنفها الحب . فإذا وجد الحب غاب الشك وإذا وجد الشك غاب الحب . هذه النظرة جعلت من الشك عدواً لدوداً لكل عاش هيمان .
إن مبعث الحب هو الارتياح النفسي وليس لأمور أخرى كجمال وغيره ، فمن ينظر لمثل تلك المظاهر هو إنسان لا يفرق بين المصلحة والحب . نعم قد يكون الجمال مثلاً منطلق الحب لكن لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال أساس الحب. فالمحب في أي وقت سألته من أين لك هذا القلب ؟ قال وهو يتنهد ألماً : قلبي كقلب كل عاشق ، قلوبنا مغلفة مظلمة صحت ذات يوم فوجدت ما ينوّر طرقاتها ويبعد غلافها فانسجمت لذلك وبدأت تدق وتدق إلى أن تأثرت به وأحبته .
رغم كل التضحيات في فضاءات الحب نجد أن هناك أناساً لم يعلموا ما الحب وهم بحقيقة الأمر أفضل من يمثّل الحب ، إنهم لا يبرزون تأثرهم بالحب ولكنهم يألمون في دواخلهم حتى تجد الشخص منهم يبدو كئيباً حزيناً فإذا سألته عن ذلك قال لك وبصوت يملؤه الشجن : أنا لا أحب .
الابتعاد عن حياة الحب أمر وارد في ظل عدم التوافق . فما داعي ذلك التوافق الروحي ؟ ليس هناك داعٍ للتوافق إلا الرضا فإن عدم الرضا بين المحبين كانت النكسة الموجعة لكل الأطراف المعنيين . وحيث أن الرضا يتمثل في أمور كثيرة نجده يظهر جلياً من ناحية الشك . فالموقد الحقيقي لثورات عالم الحب هو الشك . يستطيع كل عاشق المكوث في جنبات الحب ما لم يشك ولكن حينما يهجم عليه الشك لا يلبث غير وقت قليل ليهرب ويعلن الفراق !!!!!!
إذاً الفراق يوجد أنى وجد الشك فكل علاقة حب تنتهي بمجرد ظهور بوادر الشك فيها ، فلا العاشق يستطيع دفعه ولا من ينظر لحاله يستطيع ثنيه . سيعلن بالأخير أن الفراق هو الحل الأنسب للنسيان وهنا تنتهي الحياة في نظر كل عاشق .




التـــــــــــــــاج







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:42 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة