الانتظار الآخر
هاهي الأيام تجري وتتسابق ، وأنا في حالة ترقب وانتظار . إنني أحس بسرعة انقضائها وتعجلها في إبعادي عن أيامنا الجميلة . ولا أدري فقد تكون تلك الأيام الخوالي أجمل ما سيمر عليّ من أيام كانت بالفعل طويلة وكثيرة الظلال. إنني الآن أعد في اليوم آلاف الكلمات التي تبين لك حالتي ولكن سرعان ما يذهب ذلك اليوم ليحل غيره ثم أقوم بإعادة تشكيل كلمات تليق بمقدمك المنتظر . إنني تعاملت مع كل الكلمات التي أستطيع بها تجاوز أزمتي وضيقي ولكنني في الوقت نفسه لم أستطع أن أتعامل مع الكلمات التي تصف لي انتظارك . وحتى يومي هذا وأنا أبحث عن بضع كلمات أسد بها رمقي وأحيي بها عظامي من سقم الانتظار . إنني في حالة تأهب قصوى لأي عامل خارجي يدلني عليك فقد جهزت جميع أفكاري ووضعتها في حالة الاستعداد والتأهب . سيدتي هل تدركين فيم أعاني من آلام الفرقة والابتعاد ، فأنت وضعتيني في موقف للانتظار ولم تسمحي لمشاعري بهد ما تبقى من آثار عامرة فيها ، بل أعدتي الأمل من جديد ، ووعدتيني بالجميل المنتظر . فأنا أحاول الانتظار وأدرب نفسي على المفاجأة حتى وإن كانت من العيار الثقيل . ما أريده منك هو إعلامي وإعتاق ما أخذتيه مني من حب وأشواق عظيمة . إنني يا عزيزتي أساير الأيام واطمئن نفسي فيها بوفائك والتزام حضورك ، ودائماً ما يسألني قلبي لماذا تجعليني في انتظار دامس وحياة مليئة بالأمل الزائف. وكنت دائماً أجيبه بأن حبيبتي ستفي بعهدها مهما طال الزمن أو قصر ، وإنني على علم مسبق بوفائها . وأنا يا عزيزتي سأنتظر ربيع حياتي معك حتى وإن طالت الشهور والأيام . وإنني أعدك بأنني سأبذل الكثير من أجل إبقاء صورتك الجميلة في ذهني كما هي صورة يملؤها التفاؤل ويغمرها الحنان . وإليك سأتجه مسرعاً حتى إذا اطمأننت بوجودك قربي سأزيل الحواجز النفسية ، وسأخبر جميع أعضائي بأنني انتصرت عليها لأنني وبكل أنفة وعزة استطعت الاحتفاظ بالجوهرة التي طالما حلمت بالقرب منها ، فكيف وهي بمعصمي . حبيبتي سأنتظر قدومك حتى وإن رأيت في مقلتيك شقاوتي.