كنتِ لي بيتًا حين كان كل شيء باردًا،
وملجأً حين كانت الحياة مؤلمة.
بين ذراعيكِ تعلمتُ
أن الحب ليس بالضرورة امتلاكًا،
وأن الحب أحيانًا
يبقى معلقًا بين روحين
لم تلتقيا قط،
لكنهما لم تنسيا بعضهما أبدًا.
لا يزال اسمك ينبض في صدري،
كهمسٍ مقدس،
كقصيدةٍ لا تنتهي،
كجرحٍ تعلم أن يصبح لحنًا.
فرغم أن البعد
سلبنا الوعود
إلا أنك تبقى تلك الفكرة العذبة
التي تعود حين يصمت العقل.
كيف يُمكن التراجع عن حبٍّ كهذا،
حبٍّ وُلِدَ بعد فوضى،
حين كانت الأنقاضُ موطنًا
ومع ذلك لا يزال الحنانُ مُتفتحًا؟
هناك حبٌّ لا يموت،
بل يتغيّر شكله فقط،
فيصبح هواءً، ذكرى،
نورًا يُرافق دون أن يُلامس.
ورغم أنك تبتعد اليوم،
أعلم أن جزءًا منك
لا يزال يبحث عني بصمت،
كما أبحث عنك في الريح.
لأن هناك أرواحًا
لا تودع بعضها أبدًا،
تتعرف على بعضها البعض بعيدًا عن الجلد،
بعيدًا عن الزمن،
بعيدًا عن الحياة.