📖 *الصَّبرُ علَى طَاعَةِ الله عَزَّ وجَلَّ، هُوَ أعلَى أنَواعِ الصَّبرِ، وأكمَلُ مِنْ الصَّبرِ علَى اجْتِنَابِ الْمُحرَّمَاتِ وأفضَلُ .*
---✺✺✺---
◻ قال الله تعالَى : *﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... ﴾* إلى آخرها [ سورة الكهف، آية : 28 ].
قال الإمام عبد الرَّحمٰن السِّعْدِي -رحمه الله تعالى- في « تفسيره، ص : 475 » على هذه الآية : ( والصَّبر الْمَذكُورُ في هَذِه الآيَةِ، هُوَ الصَّبرُ علَى طَاعَةِ الله، الَّذِي هُوَ أعلَى أنَواعِ الصَّبرِ، وَبِتَمَامِه تَتِمُّ بَاقِي الأَقسَامِ ) انتهى .
💠 وقال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله- في كتابه: « مدارج السالكين، 156/2 »، عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ( وكان يقول: « الصَّبرُ علَى أداءِ الطَّاعاتِ : أكمَلُ مِنْ الصَّبرِ علَى اجْتِنَابِ الْمُحرَّمَاتِ وأفضَلُ، فَإِنَّ مَصْلَحَةَ فِعلِ الطَّاعَةِ : أَحَبُّ إِلَى الشَّارِع مِن مَصْلَحَةِ تَرْكِ الْمَعصِيَةِ، ومَفْسَدَةَ عَدمِ الطَّاعَةِ: أَبغضُ إليه وأكرَهُ مِن مَفْسَدَةِ وُجودِ الْمَعصِيَةِ »؛ وله -رحمه الله- في ذلك مُصَنَّفٌ قَرَّرَه فيه بنحوٍ مِن عشرين وَجْهًا ) انتهى .
💠 وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في « مجموع فتاويه، ج : 20، ص : 85-158 » اثنين وعشرين وَجهًا في بيانِ أنَّ جِنسَ فِعلِ الْمَأمورِ به أعظَمُ مِنْ جِنسِ تَركِ الْمَنهِيِّ عنه، وأنَّ جِنسَ تَركِ الْمَأمُورِ به أعظَمُ مِنْ جِنسِ فِعلِ الْمَنْهِيِّ عَنه .
💠 وقال ابنُ القيِّمِ في « الفوائد، ص : 119 » : ( هَذِه مَسْأَلَةٌ عَظِيمَةٌ لَـهَا شَأْنٌ، وَهِيَ : أَنَّ تَرْكَ الْأَوَامِرِ أعظَمُ عِنْدَ الله مِنِ ارْتِكَاب الْمَناهِي؛ وَذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ عَدِيدَةٍ ) انتهَى، ثم ذكَرَ ابنُ القَيِّمِ واحِدًا وعشرين وَجهًا في ذلك. راجِعْهَا في الْمَصدرِ الْمذكُورِ : ص : 119-128.
والحَمد لله رَب العالَمين .