سيدي
أعتذر لك عن الماضي الذي كان ... فهو لم يكن بيدي ... ولا بيدك ... وأعتذر لك عن الحاضر الذي نحياه ... لأننا لا نستطيع أن نقرره ... لا أنا ولا أنت ... وأعتذر لك عن المستقبل الذي سيكون ... لأنه في علم الغيب ... وعلم الغيب لا يعلمه إلاّ الله وحده
سيدي
لن أمارس معك لعبة الصمت الطويلة ... حتى لا تسلبني لساني ... فليس بمقدوري التنازل عن صوتي وصراحتي ... وأظنك لن تحرج نفسك بسؤال الآخرين عن حالتي وظروف ولادتي ... إن كانت طبيعية أم لا
سيدي
ما أنا سوى فتاة عادية منذ بدء الخليقة ... ولادتي قيصرية ... وتنشئتي سليمة ... وثقافتي متواضعة ... وأحترم عائلتي ومن يحترمني ... وأكره الخوف وإنعدام الرؤيا ... وأعشق نور الشمس ورؤوس الجبال ونواصي الطرقات ... وأغضب من أن يغدر بي في زاوية طريق مهملة
سيدي
شاكرة لك على كل الحب الذي منحتني إياه ... وشاكرة لك على كل التضحيات التي قدمتها لي ... ولكني أرفض البقاء في قلبك ... وأرفض أن أبقى داخل أعماقك ... وأرفض كل شكوكك ... وأرفض أن أكون أسيرة لمن هم حولك ... وأرفض أن يكون مصير حياتي متعلق بكلمة أحدهم
سيدي
ما زال القطار سائراً بنا ولن يتوقف ... ما زال عقرب الثواني يتراكض خلف وأمام عقرب الدقائق ... وما زال القمر يدور حول الأرض ... والأرض تدور حول الشمس ...ولن يتوقف أي شيء عن الدوران سوى صدى أنفاسنا
لذا سيدي
هذا إعتذار لك عن الماضي والحاضر والمستقبل ... إعتذار لك عن الذي كان ... والذي يحدث الآن ... والذي سيكون في الأفق البعيد
اتمنى انه ينال اعجابكم
العرض العادي
