بسم الله الرحمن الرحيم ..
والصلاة والسلام على سيد المرسلين , وبعد ..
المتأمل للواقع الذي نعيشه .. وظروف المقاطعة من بدايتها حتى ما وصلت إليه اليوم .. يدرك أن ما حصل وسيحصل .. هو إبتلاء من الله لعباده المؤمنين .. وكما قال تعالى : (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة )) ..
بدأت المقاطعة وتعاطف الأكثر معها .. واستمرت وتفعلت - بفضل من الله - سخر العدو في البداية .. وقلل من شأنها .. وتعاضد الكفار وتراحموا بشكل لافت وغير مستغرب على أهل ملة واحدة .. فالدول الأوربية تجتمع بسببها .. ثم رئيس دولة الكفر - أمريكا - يهاتف رئيس دولة الدنمرك - الساخرة بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم - ويعزيه ويواسيه ويؤكد وقوف أمريكا جميعاً معه وخاب وخسر !!
ومع ذلك استمرت المقاطعة .. وتأثرت دولة البقر .. شاءت أم أبت .. ووقعت الآيات المحكمات .. ورأيناها رأي العين .. في (( إنا كفيناك المستهزئين )) ..
في تفاعل (( نادر )) وتجاوب من الجميع .. ولا يلامون في ذلك .. فالكل يحب النبي صلى الله عليه وسلم .. والكل يتمنى نصرته .. والكل يسعى لذلك بلسانه وقلمه وفعله ..
وليس هذا بمستغرب .. من أمة الإسلام التي لم ولن تعدم الخير .. والنصرة والغيرة على مقام النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -
ولكن المستغرب .. والذي لم نحسب له حساب .. وقد نـُـعذر في ذلك .. لأننا حديثي عهد بالتصادم والمواجهة .. والحرب - إن صح التعبير - مع الكفار وإن كانت بصور مغايرة عن الحروب التقليدية ..
أننا نأمن جانب العدو .. ولا نلتفت لمكره ..
كما حدث منهم ولا يزال .. في محاولات ذكية لإحداث شق في صفوف المسلمين المتكاتفة .. والتي لا يزال تأثيرها قبيل وقت الخرق .. قوياً وفاعلاً .. وخسارة الشاتم في زيادة ..
وهذا ما يجب علينا - جميعاً - أن ننتبه له .. والأصل أننا لا نأمن جانب الكافر .. لا قوله ولا فعله .. حتى نستطيع أن نكون مؤثرين في جهادنا .. وحبنا .. ونصرة ديننا ..
ولعل البيان الذي أصدره علماء الأمة ( بن جبرين - البراك - الراجحي ) .. ومن نثق بعلمهم وأمانتهم - نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله - كفيل بأن يزيل الغبش عن أعين بعض الأحبة , فيعود من خالف إلى جادة الصواب .. ويتحرك الواقف الذي إلتبس عليه الأمر .. فنكون بذلك أهلا للنصرة .. وأهلاً للبقاء في هذه الحياة كرماء .. ننتقم ممن أخطأ وأستهزأ بقدوتنا - صلى الله عليه وسلم - ..
إن المرحلة الحالية والقادمة .. تحتاج من المسلمين وعياً أكثر .. وإعداداً أقوى .. فالعالم من حولنا يتغير .. والكل يعمل لتقوية نفسه .. وأسباب الأمان تضعف .. يوماً بعد يوم .
ولن يبقى إلا الأقوياء .. والقوي هو الذي يملك سلاحاً .. ويمن يملك سلاحاً لا يحق له أن يضعه ..
فهل تعلمون سلاحاً نستطيع أن ننصر به حبيبنا ومن نفديه بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا .. صلى الله عليه وسلم .. غير سلاح المقاطعة .. والذي أثبت الواقع لنا أثره .. حتى لا يكن لأحد مدخل في عدم رفعه .. والبحث عن غيره ؟
قيل لعنترة : كيف أصبحت شجاعاً وأنت تلاقي شجعاناً مثلك في كل حرب تخوضها ؟
قال : النصر صبر ساعه ..
فهل نصبر الآن وبعد جلاء الصورة .. ساعة وساعات .. نصرة وفداءً وحباً .. لأشرف مخلوق .. وأعز محبوب وطيء هذه البسيطة ؟