- 4 -
بعد السلام على خالد سألته مباشرة : هل صحيح انك تنوي الذهاب الى العراق ..
فرمق خالد اخيه بنظرة من شرر ثم جاوبني / ربما
اخو خالد / بل مصر على الذهاب
فقلت / خالد هل أذن لك والديك ..؟
خالد / سوف يأذنون
قلت / و إذا لم يأذنوا لك ..؟
خالد / إذا لم يأذنوا يجوز أن تذهب حسب رأي أغلبية جمهور العلماء عندما يكون الجهاد واجبا
و بعد نقاش طويل حول وجوب الجهاد وحول العلماء و فتاويهم و بعد قذف أكثر من عالم أثناء الأجتماع ..
قلت / يا خالد.. هل بعد أن فتح الله على قلبك و أنار الله بصيرتك و بدلا من أن تدخل الى قلب أمك السرور بهذا الألتزام تفاجئها بأنك ستهاجر و ربما بعدها لن تعود ..!!
يا.. خالد و هل الدين فقط جهاد لماذا لا تجاهد بوالديك ..
يا.. خالد هل العراق برجالاته و صراعاته الطويله بحاجة لشاب بصغر سنك ..
يا.. خالد أنا لست ضد الجهاد و معاذ الله أن أكون كذلك و لكن إن بقيت هنا أرى أنك سوف تخدم دينك و والديك و أهلك أكثر بكثير من أن ترمي نفسك بساحة لا تعرف من معك و من ضدك و كأنك تتشاجر مع مجموعة من الرجال في وسط الليل لا تعلم أين و متى تأتيك الضربة القادمة..
يا.. خالد فوق هذا كله لا يعرف الحكم الشرعي الفصل بهذا الموضوع في مثل حالتك ..
- كنت أتحدث و خالد يستمع بدون أن يرد علي -
ثم سلمت عليه و خرجت و تركنا أخيه عنده ..
و قلت لصاحبي و نحن عائدون للمكان الذي جئنا منه لا أتوقع أن يذهب ربما يكون مجرد تفكير لردة فعل الالتزام فكثيرا ما نسمع عن أشخاص في بداية التزامهم نجد أنهم يكونوا متشددين إلى ابعد حد و تجد الكثير من امور حياتهم تتغير بصورة مفاجئة و هي ردة الفعل التي قصدتها عند حديثي مع صاحبي ..
- 5 -
بعد إجتماعي السابق بكم يوم تفاجأت بحضور اخو خالد عندي قائلا أريدك على انفراد ..
قلت : خير إن شاء الله
قال : خالد ذهب الى العراق
قلت : نعمممممممممممم ..!!
قال : و ذهب معه وليد
قلت : من وليد ؟
قال : وليييد ال...
قلت : وليد ما غيره متى و كيف و ش الموضوع ؟؟؟
قال : وليد باع سيارته اللكزس و مشى و معهم صالح
و اللي موهقهم واحد ( أبن ستين xxxx ) اسمه سعد
قلت : راحوا سوا
قال : وليد و خالد هالحين هم هناك بالعراق و صالح مختفي له كم يوم و سعد يتندح و يتبطح هنا
---
أم وليد التي لم تنم لمدة ثلاثة أيام بسبب غياب ابنها عن البيت ..
و ابو وليد الذي لم يترك مركزا للشرطة و لا مستشفى إلا سأل عن ابنه ..
لم يتوقعا ولو للحظة واحدة أن يتم الاتصال عليهما من رجل مجهول ليقول لهما أن ابنكما وصل للعراق و أنه بصحة جيدة ..
سقطت أم وليد مغشيا عليها من هول الصدمة و لم تفارق فراش المرض لأسابيع طويلة أمدت لشهور بسبب حرقتها على فقدان ابنها ..
وليد كان الأمل و الحب الكبير لأمه و كان يعلم جيدا أن امه لن تقاوم الصدمة عندما يخبرها انه هناك فأوكل المهمه لغيره لكي يخبر أهله عنه بدلا من الاتصال ..
الحال لا يختلف عند والدة خالد و إن كانت الصدمة أخف قليلا من أم وليد و ذلك بسبب اعتيادها على غياب ابنها عن البيت كثيرا حيث كان يمتد غيابه احيانا لفترة تصل الى اسابيع ..
بعد كم أسبوع وصل نبأ القبض على صالح على الحدود السعودية ..
يتبع ..