الساعة كانت تشير إلى الثانية ليلا حينما أدار محرك سيارته
انتظر برهة قبل أن يتحرك من مكانه، الأفكار الكثيرة تخنق أنفاسه
زفرات ساخنة تتسابق للخروج من صدره، يشعر بثقل كبير في رأسه
صداع يأتي ويذهب، يقبض بيديه على مقود السيارة بعنف.. وهو يهم بالرجوع إلى الخلف خارجا من باب منزله
يسير للخلف.. أو تسير به السيارة، هو لايشعر بأن لديه قدرة على تحريك نفسه فكيف سيحرك السيارة.!؟
حينما اكتمل خروج السيارة خارج فناء المنزل، وقبل أن يضغط بيده على ريموت الباب الكهربائي
وقف ليتأمل الداخل، المسطحات الخضراء لم تكن جميلة في عينيه هذه الليلة كما هي كل يوم
شعر بغصة حارقة.. ابتلع ريقه، همهم مع نفس ثقيل صعد به إلى أعلى روحه..
أدار سيارته نحو الأمام، قادها دون أن يعرف إلى أين يذهب، فقط يريد أن (يتنفس)
كما كان يردد كثيرا، كان يشعر أن قيادة السيارة تمنحه القدرة على التفكير السليم
كما تجعله يشعر بالراحة لأنه يفكر بشكل جيد، لكن هذا اليوم مختلف، حتى وهو يسير في طريق طويل
كان يشعر بالاختناق، يفتح نافذة السيارة ليقطع عليه صوت الهواء المنبعث من الخارج حبل أفكاره..!
هو لايفكر بحل، إنما مأساة تعتمل داخل روحه..!
أخرج من جيبه ورقة صفراء، رفعها أمام عينيه وهو لايكاد يرى ما أمامه
تنبه.. وقال : ليت ذلك يحدث..!
لقد فكر بأنه يمكنه أن يصطدم بالشاحنة التي أمامه، لم يكره ذلك
ربما عده خلاصا من آلام روحه، أومأ برأسه إلى الأسفل
زفر زفرة ساخنة ثم قال:
- هل يمكن أن يحدث لي هذا..؟ هل حان وقت سداد الديون التي في ذمتي للآخرين..؟ كنت البادئ.. كنت الظالم.. لكني لم أتخيل أن أكون الضحية..!
أومأ برأسه يمينا ويسارا، ضرب بيده اليمنى مقود السيارة وهو يجمعها بشدة
صاح وكأنما يريد إيصال صوته آلاف الأميال..
- أنا غير.. ..!!!
فتح الورقة الصفراء التي كانت بيده، كانت السيارة تسير بسرعة منخفضة في طريق شبه خال، وقعت عيناه على.....
- كلامك يطربني حبيبي.. أنت أجمل إنسان في الوجود..!!
احتقن وجهه، عض على أسنانه، حرك ذقنه بعنف وهو يقرأ الجملة الأخيرة
رددها بصوت عال
: الوجوووووووود…؟؟ الوجووود..؟
عاد إلى الورقة مرة أخرى، شعر أن قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة خفقانه
حينما لمح وجوه مبتسمة بعد تلك العبارة.. ووردة حمراء أسفل منها.. قرأ
رمز الحياة:- حياتي.. اقسم بالله أني لا أكذب عليك إن قلت لك أنك أعز إنسانة علي في الدنيا..
الأسيرة:- تسلم ياعمري.. والله عارفة هالشي من غير ماتحلف..!
لم يستطع أن يكمل ذلك الحوار، جمع بقبضته الورقة الصفراء ورماها في المقعد المجاور، شعر أنه يكاد يجن ...
- معقولة أن تقول هي هذا الكلام..؟ أين حبها ووفائها لي..؟ لو فعلته مليون امرأة في الدنيا لما انتظرت أن تفعله سلوى..! ثم من هو هذا الذي تتحادث معه..؟ كيف سحرها وسلب لب قلبها..؟ متى.. وكيف.. ولمااااااذا..؟ ثم هل بهذه السهولة تقع في عشقه وغرامه..؟ لم أكن أتوقع أن تكون بمثل هذا الاندفاع والضعف..
للحكايــة بقيـــــة.............