العودة   منتدى بريدة > المنــــــــــــــــاسبات > منتدى رمضان

الملاحظات

منتدى رمضان منتدى خاص بشهر رمضان وكل مايتعلق بهذا الشهر من مواضيع

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 29-09-06, 09:23 pm   رقم المشاركة : 1
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Lightbulb :::: روح الـــــصيــــــام ::::


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إخوتي ... هنيئاً لنا جميعا دخول رمضان...جعلنا الله وإياكم ممن صامه وقامه إيمانا واحتسابا...

إن شهر رمضان ... مناسبة كبرى لتعويد النفس على العبادة والطاعة والصبر في عصر كثرت فيه فتن الضراء والسراء،
فذهاب البركة في الأوقات ، ونقصان عمل الطاعات وسلوكيات التمنع عن الخير هي من سمات عصور الفتن.
وغاية هذا الموضوع ، هي تذكير النفس والناس بروح الطاعات والعبادات في هذا الشهر الكريم.




[ 1 ]



استقبالك...( رمضان )...




لا شك أن الإنسان إذا عمل عملاً ، أو زار مكاناً ، أو اجتمع إلى شخص ، واستشعر أثناء ذلك أنه لن يعود إليه مرة أخرى ،
فإن ذلك الشعور يضاعف في نفسه شعوراً آخر بضرورة اغتنام تلك الفرصة التي قد لا تتكرر ،
ولهذا فإن الصحابة - رضوان الله عليهم - لما استمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى موعظة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، واستشعروا عمقها وشمولها ،
قالوا : ( كأنها موعظة مودع ، فأوصنا ) ، فاغتنموا الوداع لاستجماع وصية قد لا تتكرر مناسبتها.
ولما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وأحس أنه لن يلقى أمته في مثل ذلك الجمع في الدنيا مرة أخرى ،
جمع لهم من النصيحة في كلمات ، ما تفرق خلال دعوته في عقود وسنوات قائلاً: " لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا " .
إن هذا يدل على أن استشعار الوداع يعطي دافعاً قد لا يتوافر في عدمه،
ومن هنا ندرك السر في نصيحته صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه عندما قال له : " إذا قمت في صلاتك ، فصل صلاة مودع ".


تعالوا نتصور ...... رجلاً مخلصاً يصلي ركعات يعلم أنه يودع الدنيا بها ،
كيف ستكون في تمامها ... في خشوعها ... في شدة إخلاصها وصدق دعائها ..؟


إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا بهذا الهدي - والله أعلم – كيف نتخلص من آفة تحول العبادة إلى عادة ،
فلماذا لا نستحضر روح الوداع في عباداتنا كلها ، خاصةً وأننا إلى وداع في كل حال ؟ ،
إن رمضان يحل علينا ضيفاً مضيافاً ، يكرمنا إذا أكرمناه ، فتحل بحلوله البركات والخيرات ، يُقدم علينا ، فيقدِّم إلينا أصنافاً من الإتحافات والنفحات ...
ضيف لكنه مُضيف ، وربما يكون الواحد منا في ضيافته للمرة الأخيرة...! أو ربما ينزل هو في ضيافة غيرنا بعد أعمار قصيرة ... فهلا أكرمنا ضيفنا ...؟! وهلا تعرضنا لنفحات مضيفنا...؟!


إن استقبالنا لرمضان ، استقبال المودعين المغتنمين ، لا ينافي استقبالنا له ونحن فرحين مستبشرين ،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه برمضان ، بشرى التشوق لبركاته ، والتشوف لرحماته في كل ساعاته وأوقاته ،
فيقول لهم : " قد جاءكم رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حرم ".....
أعد التأمل في هذه الكلمات المملوءة بالمعاني ، وتخيل أن فرصة شهر هذه صفاته وتلك نفحاته ، لاحت لك فلم تغتنمها ، على أمل أنها ستعود وتعود ،
ولم تكن عبادتك فيها عبادة مودع حتى فاتتك أوقاتها وتجاوزتك رحماتها...! ألن تستحق وقتها أن توصف بأنك محروم ؟!


لقد كان سلفنا الكرام يترقبون الشهر متمنين تمامه لإتمام صيامه وقيامه متقلبين في أيامه بين الطاعات والعبادات فكان من دعائهم
- كما قال يحيى بن أبي كثير : (( اللهم سلمنا إلى رمضان ، وسلم لنا رمضان ، وتسلمه منا متقبلا )) . وكانوا - كما قال معلى بن الفضل – يدعون الله تعالى ، ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم ،
إن هذا الاستعداد الصادق لاستقبال الشهر وحسن ضيافته ، يدل على قلوب حية ، تعي عن الله كلماته في تعظيم الشهر ،
وتحمل عن الرسول صلى الله عليه وسلم هديه فيه ، يقول ابن رجب – رحمه الله - : ( بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه ، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ،
ثم مات الثالث على فراشه بعدهما ، فرؤي في النوم سابقاً لهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة ، وأدرك رمضان فصامه ، فو الذي نفسي بيده ، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض ".

أتى رمضان مزرعة العباد
...................... لتطهير القلوب من الفساد
فـأد حـقوقه قـولاً وفـعلاً
..................... وزادك فاتـــخــذه لــلمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها
..................... تأوه نادماً يــوم الحــصــاد



تعال معنا نستحضر أحاسيس صيام المودعين ، لعلنا ندع بها دعة تتلف أيامنا ، وعِدَة من الأماني تضعف إيماننا ،
تعال نخص هذا الشهر الكريم بمزيد اعتناء وكأننا نصومه صيام مودع ! ..
تعالوا نقف مع أنفسنا هذه الوقفات لإخراج صيامنا من إلف العادة إلى روح العبادة :


* نصوم رمضان في كل عام ، وهمُّ أ:ثرنا أن يبرئ الذمة ، ويؤدي الفريضة...فليكن همنا لهذا العام تحقيق - نعم تحقيق - معنى صومه ( إيمانا واحتسابا ) ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا....... ، وهي كثيرة.

*نحرص كل عام على ختم القرآن مرات عديدة ...فلتكن إحدى ختمات هذا العام ، ختمة بتدبر وتأمل في معانيه ، بنية إقامة حدوده قبل سرد حروفه.

* يتزايد حرصنا أوائل الشهر على عدم تضييع الجماعة مع الإمام ، فليكن حرصنا هذا العام طوال الشهر على إدراك تكبيرة الإحرام.

* نخص في رمضان بمزيد من التوسعة على النفس والأهل من أطايب الدنيا الدانية ، فليتسع ذلك للتوسعة عليهم أغذية الروح العالية ، في كتاب يُقرأ ، أو شريط يُسمع ، أو لقاء يفيد.

* إذا أدخلنا السرور على أسرنا بهذا وذاك ، فلنوسع الدائرة هذا العام فندخل السرور على أسر أخرى ، أَسَرَت بعضها الأسِرَّة أو الأساور، في قيد مرض ، أو كيد عدو.

* نتصدق كل عام بقصد مساعدة المحتاجين ، فلنجعل من مقاصدنا هذا العام مساعدة أنفسنا التي بين أضلعنا في حاجتها إلى التخلص من نار الخطيئة ، بالإخلاص في الصدقات بنية مغفرة كل زلة وإطفاء كل خطيئة .

* نحرص على العمرة في رمضان لفضلها ، متطلعين لما بعدها ، فلنجعل عمرتنا هذا العام - إذا أذن الله
- لعمرنا الباقي ، فقد يكون آخر العهد بالبيت ذاك الطواف.

* نحرص وإياك على اكتساب العمل النافع لأنفسنا ، فليكن النفع متعدياً هذا العام ، بنصائح تسدى ، أو كتب تهدى ، لعل الله يكتب في صفائحنا حسنات قوم دللناهم على الخير فـ ( الدال على الخير كفاعله ).

* لنفسك وأهلك من دعائك النصيب الأوفى، فلتتخل عن هذا ( البخل ) في شهر الكرم ، فهناك الملايين من أهليك المسلمين يحتاجون إلى نصيب من دعائك الذي تؤمن عليه الملائكة قائلين : ( ولك بمثل ) .

* الجود محمود في رمضان ، وأنت أهله ببذلك القليل والكثير ، فليمتد جودك هذا العام إلى الإحسان لمن أساء ، وصلة من قطع ، وإعطاء من منع.

* لنكف عن الاعتكاف إلى الناس ونكتفي بالعكوف مع النفس لمحاسبتها ، فلربما يفجؤنا الموت فنعكف بالقبر ، فتحاسب أنفسنا فيه قبل أن نحاسبها.

* نحب التعبد بتفطير الصائمين ، فلنجرد هذه الطاعة من حب المحمدة ، أو دفع المذمة ، لأن البذل بالرياء لا يثيب صاحبه ، بل يصيب مقاتله ، إذ يعطي ولا يأخذ ، ويغرم ولا يغنم.

* قدر رمضان يتضاعف في ليلة القدر ، فهل قدرت في نفسك أنها ربما فاتتك في أعوام خالية ؟! فاغتنمها هذه المرة ، فقد لا تدركها في السنوات التالية.


** (( اللهم بارك لنا في رمضان وتقبل حسن استقبالنا له وأعنا على صيامه وقيامه واجعلنا فيه من الأتقياء الأنقياء العتقاء من النار ..... آآآمين )) **


إذا حصلت الفائدة من هذا الموضوع ،، وحاز على رضاكم
فسيكون هناك باذن الله وقفات يومية في رمضان
من كتاب روح الصيام ومعانيه

وتقبلوا تحيتي







قديم 29-09-06, 09:28 pm   رقم المشاركة : 2
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Lightbulb


[2]



... صيامك في رمضان ...



مع ضرورة اهتمام الصائم بروح الصيام ومعانيه ، فمن المهم أن لا يترك الاعتناء بأحكامه وأدلته وما يعين على حسن الإتباع فيه،
فكما يفتقد كثير من الناس الروح الدافعة لإحياء مقاصد تلك الفريضة ، فإن كثيراً منهم يفتقرون إلى معرفة الأحكام
التي تصحح تأديتها ، وتقوم إتمامها.


وهاك - أخي الصائم - أهم تلك الأحكام ، مع ما يظهر فيها من حِكَم :



أولاً : يكفي في ثبوت دخول الشهر الكريم ، أن يخبر برؤية هلاله أو يشهد عليها واحد من المسلمين
وهذا من عدم التكلف في العبادة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويأمر المسلمين بالصيام ،
إذا رأى هلال رمضان واحد منهم ،،
وتحدث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن ذلك فقال : ( تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته ،
فصام وأمر الناس بصيامه ) .

والاكتفاء بخبر الواحد في ثبوت الرؤية هو مذهب الشافعي و الحنابلة وابن حزم ، وهو اختيار ابن تيمية وابن القيم ( رمهم الله جميعاً ).


ثانياً : رمضان شهر منفرد ، وهو كامل في الأجر ، وإن نقص في العدد ، ولتمييزه عما قبله وعما بعده ، شُرع قبله بيوم أو يومين ،
كما الإفطار أن صيام يوم العيد بعده حرام ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه " ،
بل لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بترك الصيام قبله بأسبوعين ، حتى يقبل الصائمون على صيامه بتشوق ،
فقال عليه الصلاة والسلام : " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " .



ثالثاً : من عِظَم أجر الصيام ، فإن رحمة الله اقتضت ألا يوجبه إلا على كل عاقل بالغ قادر ،
فلا يجب على فاقد العقل ولا على غير البالغ ، ولا على العاجز عن الصيام لمرض أو شيخوخة على أن يطعم مكان كل يوم مسكيناً .
وإعفاء غير القادرين على الصيام ، لا يعفيهم عن إجلال الشهر وعدم الإخلال بحرمته وكرامته واستغلال أوقاته فيما يستطاع من طاعات .
أما غير المسلم ، وغير العاقل لما يفعل، وكذا المرأة في حال توفر عذرها الشرعي ، فإن الصيام من هؤلاء غير صحيح وغير مثاب عليه،
فغير المسلم وغير العاقل لا صحة لصومهما لفقدهما شرط صحة النية ، وأما المرأة فبوسعها أن تكثر في شهر الصوم من أعمال الطاعات الأخرى ،
كاستماع القرآن وكذا الإكثار من الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء ، مع الإكثار من أعمال البر والصدقة.



رابعاً : لأن الصيام جوهره الاحتساب لله ، فلا بد من تجديد النية في ذلك ، ولهذا اشترطت تلك النية في كل ليلة ،
حتى يحصل القبول فعن حفصة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " ، ويكفي في النية هنا العموم ، فما لم ينو المرء الإفطار من ليلته ، فهو على نيته العامة في مواصلة الصيام كل ليلة .



خامساً : من بيت نية الصيام ففرضه لكي يصح صومه ، أن يمسك عن المفطرات ، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ،
فقد قال سبحانه : (( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ))ويوجب هذا الإمساك على الصائم ألا يجرح إمساكه بشيء من المفطرات.


سادساً :
من أفطر ناسياً أو مخطئاً ، فإن صيامه صحيح ولا يجب عليه القضاء ، فالنسيان معروف ،
وإن أكثر الناس من الأكل والشرب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم
فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه "
، والمخطئ : كحال من ظن أن الفجر لم يطلع فأكل بعد طلوعه ،
أو ظن أن الشمس غربت فأكل قبل أن تغرب ، أما من أفطر متعمداً من غير عذر ، فهو آثم إثماً عظيماً ،
وتجب عليه التوبة إلى الله ، ثم قضاء ما أفطره من أيام ، كما ذهب إليه الجمهور .



سابعاً :
من سافر فقد أباح الله له الفطر ، ولو لم يكن في سفره مشقة ، قال تعالى :
(( ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) ،
ولكن جواز الفطر في السفر لا يحرم الصيام فيه لمن راد أن يصوم ، فقد قال حمزة بن عمرو الأسلمي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر ، فهل علي جناح ؟ "
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه ".




ثامناً : من شق عليه الصوم في أيام معينة ، فيجوز له الفطر ، بل قد يجب إذا تحقق الضرر بالصيام ،
فقد رفع الله تعالى عن هذه الأمة الحرج (( وما جعل الله عليكم في الدين من حرج )) ومن أفطر للمشقة الشديدة ،
يقضي ما أفطره من الأيام إذا عوفي ، والحامل والمرضع يأخذان حكم المتضرر بالصيام ، إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما
لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحامل أو المرضع الصوم ".


تاسعاً : من عجز عن الصيام بشكل دائم ، كالشيخ الكبير والمرأة العجوز ، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ،
لا يجب عليهم الصوم ، ولكن يجب عليهم أن يطعموا مكان كل يوم مسكيناً ، فقد قرأ عبد الله ابن عباس - رضي الله عنه -
قوله تعالى : (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )) ، وقال : ( ليست بمنسوخة ، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ،
لا يستطيعان أن يصوما ، فليطعما مكان كل يوم مسكيناً ) .
ولكن إذا بلغ الشيخ أو العجوز من العمر مرحلة الهذيان وعدم التمييز ، فلا يجب عليهما الصيام ولا الإطعام ، لسقوط التكليف عنهما.




** (( اللهم فقهنا في ديننا ... وعلمنا ما ينفعنا ... وانفعنا بما علمتنا ... وزدنا علما ... آآآمين )) **


أتمنى أني ما طولت عليكم







قديم 29-09-06, 09:35 pm   رقم المشاركة : 3
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً

[ 3 ]


...قيامك في رمضان...



قيام الليل ( شرف المؤمن ) هذا ما تنزل به أمين السماء جبريل - عليه السلام - على أمين الأرض محمد عليه الصلاة والسلام حيث أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا محمد : عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ) . وقيام ليل رمضان ليس ككل ليل ، فقيام ليله شرف على شرف .


وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بالقرآن في ليالي رمضان ، ويحتفي جبريل به وبالقرآن في ليالي الشهر الكريم ، فيأتيه فيدارسه فيه ، كما جاء في الحديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ) وفي نهاية الحديث قال : ( وذلك كل ليلة ).


وكان السلف أيضاً يحتفون بالقرآن في ليالي رمضان ، فيقومون به فيها مالا يقومون في غيرها ، فكان بعضهم يختم القرآن كله في ليالي الشهر ، وبعضهم كان يختمه في كل عشر ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل ثلاث.


ولقيام ليالي رمضان خصوصية عن بقية ليالي العام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وقيامه إيمانا واحتساباً هو إحياء لياليه بالعبادة والقيام ، تصديقاً بالثواب ، وإخلاصاً في التقرب.


وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعض ليالي رمضان ، ثم ترك ذلك ، إشفاقاً على الأمة من فرض القيام عليها وقال : " خشيت أن تفرض عليكم " .


ولما أُمِن هذا الجانب بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي ، أمر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان ، فكان القارئ يقرأ بالمئين { السورة التي تحوى مئة آية أو نحوها } في الركعة ، حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام ، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.


وهذا بالطبع يتأتى ممن يتحملون ذلك من أهل الهمم العالية التي تقاصر عنها الناس في زماننا ، فالأمر في ذلك يرجع إلى طاقة الناس – مثلما – بين الإمام أحمد – رحمه الله - فعندما سئل عن الإطالة التي تستغرق الليل قال : ( في هذا مشقة على الناس ولا سيما في الليالي القصار ، وإنما الأمر على ما يتحمله الناس ) .


وقد قال الإمام أحمد لبعض أصحابه – وكان يصلي بهم في رمضان - : ( هؤلاء قوم ضعفاء ) يريد الرفق بهم في الإطالة ، فختم لهم صاحبه في ليلة سبع وعشرين .


ودل هذا على أن الختم في سبع وعشرين ليلة أو في ثلاثين ليلة يتناسب مع ( الضعفاء ) ، ولكن الضعف في زماننا تضاعف حتى وجدنا من يطالب الإمام بألا يزيد عن بضع آيات في الركعة ، فإذا صلى معه بعضهم هذا البضع ، انصرف بعد ركعتين أو أربع ، مؤثراً شويئات من لعاعات الدنيا وزخارفها الزائلة ، مع أن صبر هؤلاء - المصروفين – مع الإمام حتى يتم الليلة ، يضمن لهم ثواب قيام كل تلك الليلة ، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قام بأصحابه مرة إلى ثلث الليل ، ومرة إلى نصف الليل ، فقالوا : لو نفلتنا بقية ليلتنا ؟ فقال : " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف ، كتب له بقية ليلته ".


وهذه الفضيلة لا تكون إلا لمن قام مع الإمام حتى يتم قيامه . قال ابن رجب تعليقاً على ذلك الحديث : ( دل على أن قيام ثلث الليل أو نصفه يكتب به قيام ليلة ، لكن مع الإمام ، وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث ، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام )

إن قيام رمضان من روح الصيام ، وإذا كان الأئمة يرشدون إلى الرفق بالناس في إتمامه ، فإنهم لا يحجرون على من صلى وحده فأطال ، أو من صلى بغيره فأطاعوه و واطأوه في الاسترسال . قال ابن رجب ومن أراد أن يزيد القراءة ويطيل ، وكان يصلي لنفسه فليطول ما شاء ، وكذلك من صلى بجماعة يرضون بصلاته ).



إن للقيام روحاً ، كما أن للصيام روحاً ، وروح القيام هي الخشوع والخضوع والإخبات ، وقد كان صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام ( لا يمر بآية تخويف إلى وقف وتعوذ ، ولا بآية رحمة إلى وقف وسأل) وكثير من الأئمة في التراويح يصلون صلاة لا يعقلونها ، ولا يطمئنون في ركوعها ولا في سجودها ، مع أن الطمأنينة ركن فيها ، والخشوع وحضور القلب بين يدي الله هو مقصودها ، ومثل هذا لا يحصل في العجلة ، فتقصير القراءة مع الخشوع في الركوع والسجود أولى من طول القراءة مع العجلة المكروهة ، وصلاة عشر ركعات مع طول القراءة والطمأنينة ، أولى من عشرين ركعة مع العجلة المكروهة ، لأن لب الصلاة وروحها هو إقبال القلب على الله عز وجل ، ورب قليل خير من كثير ، وكذلك ترتيل القراءة أفضل من السرعة ، والسرعة المباحة هي التي لا يحصل معها إسقاط شيء من الحروف ، فإن أسقط بعض الحروف لأجل السرعة لم يجز ذلك له ، وينهى عنه ، وإذا قرأ قراءة بينة ينتفع بها المصلون خلفه فحسن .


أخي الصائم القائم ، استحضر عند قيامك ، أنك تمتثل لقول الله تعالى : (( وقوموا لله قانتين )) ، فالقيام وحده في الصلاة لا يكفي ما لم يكن القلب قانتاً لله فيه ، وتذكر وأنت تطيل القيام بين يدي الله ، وقوف الناس في القيامة ، في يوم كن مقداره خمسين ألف سنة ، وقيامك يوم قيامتك سيقصر ويسهل بمقدار طول قيامك لله في حياتك.


إن الله تعالى ينزل إذا مضي شطر الليل أو ثلثاه إلى سماء الدنيا - كما ثبت في الحديث - فيقول : (( هل من سائل يُعطى ، هل من داع يستجاب له ، هل من مستغفر يغفر له ، حتى ينفجر الصبح )).


وليل المسلمين تحول في عصرنا إلى نهار ، بعضه عمار ، وأكثره دمار ، فلا تفوت ساعات التنزل الإلهي في ليالي رمضان ، كفواتها في بقية ليالي العام ، وسل نفسك أخي ، أين ستكون في ثلث الليل هذا ... هل في لقاء مع الله ؟...أم في نوم عن مناجاة الله ؟ ... أم في سهر على معصية الله؟!....


قيل لابن مسعود - رضي الله عنه - ( ما نستطيع قيام الليل ! ) قال : ( أقعدتكم ذنوبكم ) ، وقال الفضيل بن عياض : ( إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار ، فاعلم أنك محروم ، قيدتك خطيئتك ).



** ((اللهم أحسن قيامنا بين يديك في الدنيا لِحُسن قيامنا يوم العرض عليك في الآخرة .. وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ... آآآمين )) **




وتقبلوا تحيتي

أختكم

$%$-الفتاكه-$%$







قديم 29-09-06, 09:44 pm   رقم المشاركة : 4
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Lightbulb


[ 4 ]


... إخلاصك في رمضان ...


تجريد نيتك لله ، وتوحيد وجهتك إلى الله ، لتحقيق عبوديتك له ، ابتغاءً لمرضاته وإرادة لثوابه - عز وجل -
كلها معانٍ تدل على الإخلاص المشترط في الأعمال ، فالإخلاص كلمة عظيمة ومعنىً كبير لا يُقبل العمل دونه ،
بل يشترط في كل عمل أن يكون قائماً على الإخلاص والإتباع ،
فقد قال تعالى : " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " ، قال الفضيل بن عياض في معنى " أحسن عملا " : ( أخلصه وأصوبه ، فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ..... ) والخالص إذا كان لله عز وجل ، والصواب إذا كان على السنة .



فلا بد من توجيه إرادتنا في العمل نحو الإخلاص لله تعالى بنية التقرب إليه واحتساب الأجر عليه ، فإرادة الله والدار الآخرة ، هي أجلُّ أعمال القلوب ، كما أن إرادة غير الله - من دناءات الدنيا الدانية - هي أقبح أعمال القلوب ،
قال تعالى : " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب "
وقال – عز من قائل - : " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا "
وقال : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهو فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون "

إن هذه الآيات وأمثالها ، تدل على أن الأصل في كل عمل هو تلك الإرادة أو النية ، حيث تحسب الأعمال بها وتنصب الموازين لأجلها ، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر المشهور : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " .


إن العمل مهما كان قليلا ، فإن الإنسان يجازى به ويضاعف أجره عليه بإخلاص النية كما قال عليه الصلاة والسلام : " إنك لن تنفق نفقة تبغي بها وجه الله إلا أُثِبت عليها ، حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك "
وأما الأعمال الكبيرة فإن النوايا أيضاً هي التي ترفعها إلى عالي الدرجات أو تنزل بها إلى سافل الدركات ،
فقد يكون العمل عظيماً ولكن ترك الإخلاص وتجافيه يجعل هلكة الإنسان فيه

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول من يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد ، فأُتي به ، فعرّفه نعمه فعرفها ، قال فما علمت فيها ، قال : قاتلت فيك حتى استشهد ، قال كذبتَ ، وكلنك قاتلت ليقال جريء ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، ، فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأُتي بع ، فعرّفه نعمه فعرها ، قال : فما عملت فيها ، قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ولكنك أنفقت ليقال هو جواد ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ".


لا تظن - أخي الصائم - أخي القائم - أن الإخلاص أمره هين ، فإن معول الأعمال عليه ، ومصائر العباد راجعة إليه ، فمن عالج النية نجا ، ومن تعجلها لدنياه هلك ، قال سهل التستري : ( ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص ، لأن النفس ليس لها فيها نصيب ) ، وقال يوسف بن الحسين الرازي : ( أعز شيء في الدنيا الإخلاص ، وكم اجتهدت في إسقاط الرياء عن قلبي ، وكأنه ينبت فيه على لون آخر )

وكان من دعاء مطرِّف بن عبد الله : ( اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ، ثم عدت فيه ، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أفِ به ، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت ) .

وقال سفيان الثوري : ( ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي ، لأنها تتقلب علي ) . وقال يوسف بن أسباط : ( تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد ).


لقد كانوا يكابدون قلوبهم في القليل والكثير ، مخافة أن يذهب عد الإخلاص بالقليل والكثير.

لا تتعجب من هذه اليقظة ، فقد عرف القوم أن استحضار روح الإخلاص لله في العمل يضاعف الأجر ، وقد كانوا أحرص ما يكونون على هذا الاستثمار لزيادة الأجور ، قال يحيى بن كثير : ( تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل ) ، وقال داود الطائي : ( رأيت الخير كله يجمعه حسن النية ، وكفاك به خيراً وإن لم تنْصَب ) ، وقال ابن المبارك : ( رب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية ).

قبول أعمالك كلها في رمضان وفي غير رمضان لن يكون الجزاء فيه إلا على قدر النية والاحتساب ، وهما عين الإخلاص فالصيام والقيام وإحياء ليلة القدر وتلاوة القرآن وغير ذلك من أمر الدين ، يشترط فيه هذا الإخلاص وذلك الاحتساب ، " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " ،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام رمضان : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .
وقال : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .
وقال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "

ومعنى ( إيمانا ) : اعتقاداً بأن ذلك التكليف حق ، و ( احتساباً ) : أي طلباً للثواب عليه من الله لا يقصد رؤية الناس، ومن رجا الثواب من الله وحده جادت نفسه وطابت بفعل الطاعة .


فاحرص أخي الصائم على حراسة عبادتك وطاعتك ونقها من الرياء والعُجب ومراقبة الخلق ، فكل ما لا يراد به وجه الله عز وجل يضمحل ، كما قال الربيع بن خثيم .


يقول ابن الجوزي – رحمه الله - : ( انظر يا مسكين ... إذا قطعت نهارك بالعطش والجوع ، وأحييت ليلك بطول السجود والركوع ، إنك فيما تظن صائم ...!! وأنت في جهالتك جازم ... أين أنت من التواضع والخضوع ، أين أنت من الذلة لمولاك والخضوع ، أتحسب أنك عند الله من أهل الصيام الفائزين في شهر رمضان ؟! كلا والله حتى تخلص النية وتجردها ، وتطهر الطوية وتجودها ، وتجتنب الأعمال الدنية ولا ترِدها )


** (( اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ، واجعلها لك خالصة ، وأعنا على صيام شهرنا إيمانا واحتسابا .... آآآمين )) **


تقبلوا تحيتي

أختكم...$%$-الفتاكه-$%$







قديم 29-09-06, 09:49 pm   رقم المشاركة : 5
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Lightbulb


[ 5 ]


... إتباعك في رمضان ...



مثلما يشترط الإخلاص لله في العمل حتى يكون مقبولاً عند الله ، فكذلك يشترط الإتباع فيه لكي يكون مرضياً عنده سبحانه ، فكل عمل أو عبادة لا تستمد من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مردودة ، وليس لصاحبها ثواب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا فهو رد " .

فصحة الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم هي لقاح الإخلاص ، فإذا اجتمعا أثمرا إصلاح العمل وقبوله والاعتداد به ، قال تعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ".


والصواب كله في إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو أكمل الهدي ، وخير الهدي ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته : " إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها " ، وإتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بتصديق خبره ، وطاعة أمره ، واجتناب نهيه وزجره ، وذلك في الاعتقاد والعبادة والسلوك .


وصدق النية في إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم موجب لمحبة الله تعالى ومغفرته سبحانه ، فهو القائل : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " ، وفي رمضان أنت مدعو للبرهنة على محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم بحسن إتباعك له لتصوم كما يصوم مثلما تصلي كما يصلي.

وللرسول صلى الله عليه وسلم هدي كامل في شهر الصيام ، فكن من المهتدين به ، المتبعين له ، فالهداية في إتباعه عليه الصلاة والسلام .. " واتبعوه لعلكم تهتدون " .

وقد أورد الإمام ابن القيم – رحمه الله – هدي رسول الله في شهر الصيام مفصلاً ، وننقله عنه هنا مجملاً.


فأصغ له أذنيك واجعله نصب عينيك مستكثراً من نية الإقبال على الطاعة وإن كنت مثلي قليل البضاعة ، فنية المؤمن خير من عمله ، لأنه لا ينوي إلا الكمال ، وقلما يجيء عمله على الكمال :



* كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، الإكثار من أنواع العبادات ، وكان أجود الناس فيه ، يكثر من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف ، وكان يخص رمضان من الاجتهاد ملا يخص غيره من الشهور.



* كان من هديه أن يعجل الفطر ، ويحض على ذلك ، وكان يحث على السحور ويؤخره ، ويرغب في تأخيره ، ويقول : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " .
وكان من هديه الفطر بالتمر ، فإن لم يجد ، فعلى الماء ، وكان يقول : " من وجد تمراً فليفطر عليه ، ومن لا ، فليفطر على ماء فإنه طهور " ،
وكان يفطر قبل أن يصلي ، وعند فطره يثني على الله ويرجوه فيقول : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ".


* كان من هديه أن يجتهد في الدعاء والتضرع والرغبة إلى الله ، استجابة لمنادي رمضان ( يا باغي الخير أقبل ).


*
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يستاك وهو صائم ، وكان يصب الماء على رأسه في صيامه من العطش أو من الحر ، وكان يتمضمض ويستنشق وهو صائم ، ولكنه منع الصائم من المبالغة في الاستنشاق ، وقد سأله لقيط بن صبرة قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء ، قال : " أسبغ الوضوء ، وخلل الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ".


*
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدع قيام الليل حضراً ولا سفراً ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع ، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة ، وكان قيامه صلى الله عليه وسلم بالليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة ) .





فاغتنم أخي الكريم كل أوقات شهرك ، بل كل ساعات عمرك في إثبات محبتك لله ، بإتباعك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


** (( اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقرنا إلى حبك ، واجعل إتباعنا لرسولك دليل صدق على حبك ..... آآآمين )) **


أختكم..$%$-الفتاكه-$%$







قديم 29-09-06, 09:54 pm   رقم المشاركة : 6
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Thumbs up


[ 6 ]



... أوقاتك في رمضان ...


رمضان زمن شريف ، فحرمته الزمانية كمحرمة الحرم المكانية ، وقد استمد حرمته ومكانته من نزول كلام الله تعالى فيه ، قال سبحانه : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " .
فحق لشهر تنزلت فيه آيات الهداية والبيان لكل بني الإنسان ، أن تكون لأوقاته حرمتها وعظمتها عندهم جمعياً ، فالكتب السماوية قد تنزلت فيه ، فهي بينات الهدى والفرقان المنزلة قبل القرآن ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده حديث وائلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان " .


ولهذا فإن للزمان في رمضان خصوصية وقيمة ، فمن أضاع أوقاته فقد قصر وظلم نفسه ، ولم ينصفها في شهر من العام ، وإضاعة أوقات رمضان تقاس عليها - مع الفارق في الخسارة – ضياع أوقات العمر ، فمن قصر في رمضان فهو في بقية عمره أ:ثر تقصيراً ، وإذا غفل عن تصرف أوقاته ، وضياع ساعاته فهو دليل على ذهوله عن ملاحظة مراحل سفره ، بين انطلاقه أو وصوله فراقب مسيرة عمرك ، وقارنه بمسيرة شهرك وقضاء وقتك فيها لتعلم أين أنت.


يقول ابن القيم رحمه الله : ( العبد من حيث استقرت قدمه في هذه الدار ، فهو مسافر إلى ربه ، ومدة سفره هي عمره ، والأيام الليالي مراحل فلا يزال يطويها حتى ينتهي السفر ، فالكيس لا يزال مهتماً بقطع المراحل فيما يقربه إلى الله ، ليجد ما قدم حاضراً ، ثم الناس منقسمون إلى أقسام ، منهم من قطعها متزوداً بما يقربه إلى دار الشقاء من الكفر وأنواع المعاصي ، ومنهم من قطعها سائراً فيها إلى الله وإلى دار السلام ، وهم ثلاثة أقسام : سابقون أدوا الفرائض وأكثروا من النوافل بأنواعها ، وترك المحارم والمكروهات وفضول المباحات ، ومقتصدون أدوا الفرائض وتركوا المحارم ، ومنهم الظالم لنفسه الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، وهم في ذلك متفاوتون تفاوتاً عظيماً )

وأنت أخي الصائم تستطيع أن تسائل أوقات شهرك عن سنوات دهرك ، وتستعلم من حياتك في رمضان عن مسيرتك في بقية الأزمان ، فسل نفسك فيه ، هل أنت فيه من السابقين ، أم من المقتصدين ، أم من الظالمين لأنفسهم ، المضيعين لشهرهم ودهرهم ؟!


فإن كنت في شهرك وبقية عمرك من السابقين " فروح وريحان وجنة نعيم " ، وإن كنت فيه من المقتصدين أصحاب اليمين " فسلام لك من أصحاب اليمين " وأما إن كنت من الظالمين المضيعين لساعاته وأوقاته ، فعجل بالرجوع ، وأسرع بالتوبة ، قبل أن يكون رمضان لك خصماً والقرآن لك خصيماً ، يقول ابن رجب رحمه الله منادياً من أضاع أوقاته في رمضان وهو لما سواها في الغالب أضيع : ( يا من ضيع عمره في غير طاعة ، يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه ، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئس البضاعة ، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان ، كيف ترجو من جعلته خصمك يوم الشفاعة ؟ ).


إننا نبتلى في رمضان بالاختيار بين هدى الله عز وجل وهَدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين نزوات النفس ونزعات الهوى ، فالله لا يغلبنك أهل الأهواء على رأس مالك الذي هو دقائق عمرك.



أعطيت ملكاً فسس ما أنت مالكه
........................... من لم يسس ملكه فالملك قاتله
وبادر العمر فالساعات تنهبه
........................... وما انقضى بعضه لم يبق كامله
وليس ينفع بعد الموت عض يد
........................... من نادم ولو انبتت أنامله



إن في رمضان تلوح فرصة نادرة لمريدي اغتنام الأوقات واستثمار الأعمار ، فرمضان عمر قصير ، وأجل محدود ، له بداية منتظرة ونهاية معروفة ، وهو نموذج حي مصغر للعمر التكليفي للإنسان ، فالإنسان له عمر تكليفي خصصت أوقاته للطاعات في أوقاتها ، وعمر وظيفي جعل عوناً على تلك الأوقات ، وخصص للمنامات وقضاء الحاجات الإنسانية الطبيعية والجبلية ، وكذا شهر رمضان في نموذجه المصغر ، فإذا نحن أضعنا عمرنا التكليفي فيه وسويناه بعمرنا الوظيفي ، فقد غبنّا أنفسنا وظلمنا أرواحنا إذ لم ننصفها من أجسادنا ، وهو ما يتكرر بشكل أكثر في بقية العمر ، مع توافر الصحة والفراغ ، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ " .

يقول ابن الجوزي رحمه الله في معنى هذا الحديث ( قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً للشغل بالمعاش ، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة ، فهو المغبون ، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة ، فمن استغل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ، ومن استغلها في معصية الله فهو المغبون ، لأن الفراغ يعقبه الشغل ، والصحة يعقبها السقم ).


إن رمضان ميزان ومقياس نقيس به مدى الغبن الحاصل في الأعمار والأوقات ، فهناك من يغبن في العشر الأول من شهره ، على أمل أن ينشط في أوسطه أو آخره ، فيقصر في نوال الفضل ، وهناك من ينشط في أوله ، ويكسل في الشهر كله ، فيخرج منه كما دخل فيه ، بل ربما أسوأ مما دخل فيه ، لأنه هجر القرآن في شهر القرآن ، وأفطر قلبه وإن صام بجسده ، ونام عن القيام والعبادة ، وأقام شهر الطاعة في سهر الغفلة .


يا مذهبا ساعات عمر مالها
......................... عوض وليس لفوتها إرجاع
أنفقت عمرك في الخسارة وإنه
......................... وجع ستأتي بعده أوجاع



كما أن رمضان مقياس وميزان ، نعرف بهما المنزلة التي نحب أن نضع أنفسنا فيها في سائر عمرنا ، ولا شك أن منزلة السابقين هي التي تشرئب إليها الأفئدة ، وتمتد إليها الأعناق ، فيمكننا أن نعرض أنفسنا لها ، ونعرض أنفسنا عليها ، أداء للفرائض كاملة ، وإكثارا من النوافل مع اجتناب المحرمات وترك المكروهات ، لعلنا نظفر بالجوار الكريم في فردوس الجنان.


** (( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا .. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا .. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير .. والموت راحة لنا من كل شر .. آآآمين )) **


تحياتي

اختكم(( $%$-الفتاكه-$%$ ))







قديم 30-09-06, 02:25 am   رقم المشاركة : 7
%*ساري نجد*%
عضو محترف
 
الصورة الرمزية %*ساري نجد*%





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : %*ساري نجد*% غير متواجد حالياً

مشكووووووووره

اختي وماقصرتي

والله لا يحرمنا جهودك وابدعاتك

وجزالك الله كل خير


تقبلي مروري







قديم 30-09-06, 02:27 am   رقم المشاركة : 8
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً
Talking


اقتباس:
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة %*ساري نجد*% 
   مشكووووووووره
اختي وماقصرتي
والله لا يحرمنا جهودك وابدعاتك
وجزالك الله كل خير
تقبلي مروري

الــعــفــووو
ومشكور على المرور والتواصل الدائم






قديم 30-09-06, 04:20 am   رقم المشاركة : 9
the tiger
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية the tiger





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : the tiger غير متواجد حالياً

الله يكتب خطواتك وتعبك ووقتك كله حسنااااااااااات

ويجازيكي عننا الف خير ...


صحيح موظوع يشاد فيييييييييه







قديم 30-09-06, 04:29 am   رقم المشاركة : 10
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً

اقتباس:
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the tiger 
   الله يكتب خطواتك وتعبك ووقتك كله حسنااااااااااات
ويجازيكي عننا الف خير ...
صحيح موظوع يشاد فيييييييييه

مشكوور ويجزيك الف خير على مرورك الكريم






موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 12:58 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة