🌕 سَببُ وَصْفِ مَن ذُكِرَ عنده النّبيُّ ﷺ ولم يُصَلِّ عليهِ بـ ( البخيل ) ! .
---✺✺✺---
قال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله - موضحًا هذا السبب : ( ِلأن مَن أحسن إِلَى العَبْد الْإِحْسَان الْعَظِيم ، وَحصل لَهُ بِهِ الْخَيْر الجسيم ، ثمَّ يذكر عِنْده وَلَا يثني عَلَيْهِ وَلَا يُبَالغ فِي مدحه ، وحمْده ، وتمجيده ؛ ويبدي ذَلِك ويعيده ، وَيعْتَذر مِن التَّقْصِير فِي الْقيام بشكره وَحقّه ، عدّه النَّاس بَخِيلاً لئيمًا كفورًا ! .
◈ فَكيف بِمن أدنى إحسانه إِلَى العَبْد ، يزِيد على أعظم إِحْسَان المخلوقين بَعضهم لبَعض ؛ الَّذِي بإحسانه حصل للْعَبد خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ، وَنَجَى من شَرّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ! ، الَّذِي لَا تتَصَوَّر الْقُلُوب حَقِيقَة نِعْمَته ، وإحسانه فضلاً عَن أَن يقوم بشكره ! .
أَلَيْسَ هَذَا الْمُنعم المُحسن أَحَقّ بِأَن يُعظم ، ويُثنى عَلَيْهِ ، ويُستفرغ الوسع فِي حَمده ومدحه إِذا ذُكر بَين الْمَلأ ، فَلا أقل من أَن يصلى عَلَيْهِ مرّة إِذا ذُكِر اسْمه ﷺ ! .
◈ قَالُوا : وَلِهَذَا دَعَا عَلَيْهِ النَّبِي ﷺ برغم أَنفه ! ؛ وَهُوَ أَن يلصق أَنفه بالرّغام ! ، وَهُوَ التُّرَاب ، لِأَنَّهُ لما ذُكِر عِنْده فَلم يصل عَلَيْهِ اسْتحقّ أَن يذلّه اللّه - تَعَالَى - ، ويلصق أَنفه بِالتُّرَابِ ! )* انتهى .
📌 المَصدر : «جَلاء الأفهام في فضل الصَّلاة على محمدٍ خيرِ الأنام» ، لابن القيِّم ، ص : 389 .
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ ، وعلى آله وصحبه أجمعين .