.
.
إلى من لايهمني أمرهــا :
دعيني أحدق في كل الإتجاهات .. باحثةً عن أي مهربٍ يحتضن نظراتي ..
أنصتِ إليّ :
واستمعي إلي كما استمع يعقوب إلى من جاؤوه بدمٍ كذب .
دعيني أكذب , ولو لمرّةِ , دون أن أستشعرَ جريرةَ الكذب في حضرةِ الظلم 
يا أنتِ :
صدقيني حين أكذب بقولي أنني بخير ..
وأنني مازلت كما أنا ..
وأن هواياتي هي هي لم تتغير .. إلا أنني لم أعد أمارسها ..
وقهوتي هي هي بيد أني لم أعد أكسر أكوابي ..
,
دعيني أغمض عيني ... ,, أقبض يدي .. وأتفوه بغباء عما كنتِ تجهلينه ..
سأحدثُكِ عن أيام البرد التي قاسيتها في صغري ..
والدفء الذي لا أحسه إلا حينَ أرى ناراً تشتعل ..
سأخبرُكِ عن ليل الخوف ,, ذاك الذي وضع علاماته على خدي ..
والحنين , هل قاسيتِه يوماً ؟
هل استعذتِ مما لا تطيقينَهُ منه ..؟
,
سأبكي على عتباتِ أيام قضيتها وأنا أبحثٌ عني في عينيكِ ,,
أكنتِ تُحسين بالشفقةِ , ؟
ألم يؤلمُكِ حديثي الباكي ... وأنا أضعُفُ بين يديكِ وأنتِ تنظرين إلي نظرةَ لؤمٍ تخترق ماتبقّى من تماسكي ...؟!
أسرّكِ , أن لم أعد أنا ... أنا .. ؟
,
لو كنتُ أعلمُ بأن ألمي الصامت سيأخذُ مني عُمُراً لما تألمتُ بصمتْ
لماذا أنتِ صامته .؟
لماذا تبكين ..؟
آلآن ؟
آلآن وقد , كفرْتُ بما آمنتُ به من شريعة الصمت ...!
لاتبكين .. فـ دموعكِ ليست سوى ماء متسخ بمعاناة صغيرة مازالت سياط نظراتك
باقية الآثار ..
,
يا أنتِ :
لا أستطيع أن أغمض عيني أكثر من هذا .. 
دعيني أراني بعيداً عنكِ