الفاضلة ( الذاهبة ) : اسمحي لي بوقفة , ثم همسة , لا عند صلب الموضوع فالموضوع جلى نفسه وأبان هدفه النبيل وأدى رسالته - سلم الله يمينك , وحماك -
وقفة
جعلت قولنا ( عيالي , أهلي ) كناية عن الزوجة شاهد مهانة واحتقار !
بينما هو الضد هو التقدير والإجلال بكل معانيه !
إننا نترك كلمة ( زوجتي ) لكونها لا تعني إلا ذاك الشخص الخاضع لجناح الرجل , نستبدل بها ( أهل ) ( عيال ) لنعلن أن الزوجة هي الكل فهي أهل البيت كلهم , وأي تقدير لها أكثر من جعلها هي الكل , والبيت دونها كأن لا أهل فيه ولا ولد
نحن أسضا نقول ( أهلي ) و ( عيالي ) لنكني عن نفاستها في نفوسنا , فهي الغالية نصون حتى وصفها ونظن بذكره لأي أحد إلا الخاصة الغالين
ولتعلمي صفاء اللسان العربي , وخفايا القصد النبيل - كنبل العربي - من هذه الألقاب , وجميل هذه المعاني السامية الشاهدة على إجلال قدر المرأة في نفس العربي , فإليك كلام الله الذي نزل على أفصح حرف قاله العرب
قال الله تعالى : { فلما قضى موسى الإجل وسار بأهله . . . } المراد الزوجة الطاهرة الكريمة على نبي الله وعليها اليلام من أهل بيت كرام
قال الله تعالى : { فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين . . . } وما عهدنا إبراهيم عليه وأهل بيته سلام ربي قد أنجب ولدا عندما جاءته الملائكة , لذا بشّروه بإسحاق
قال الله تعالى : { فما جزاء من أراد بأهلك سوءا . . . } وكلنا يعلم أن ( زوجة ) العزيز تعني نفسها ولا أحد غيرها .
هذا لفظ القرآن كلام الله كنّى عن الزوجة بالأهل إكراما وإجلالا !
فلتفرح كل أخت كريمة بهذا التبجيل الذي غرسه الله في فطر العرب ولله الحمد , ومنه الفضل والمنة
ثم همسة في أذنك وكل بنات بلدي :
قلت ِ في رأس الموضوع :
" نعم .. لا حقوق للمرأة في بلادي .. !
لا حرية .. لا هواء .. لا رأي .. الكل يتأمر عليها .. الكل أفضل منها .. الكل يستحي من ذكر اسمها ..
معي أهلي .. عيالي .. يا عيالي .. هكذا يلقبوننا .. حرمة : أعزكم الله !
مهما بلغت من منصب و علم و جمال .. تبقى أم الركب السود المقموعة .. ! "
أنتن والله العظيم في النفوس - إذا جد الجد وزال وقت الهزل - أغلى من نساء الأرض , لا نقصا في قدر غيركن , بل هي المحبة والولاء والعشرة , وهل تهون هذه المعاني
لو طلبنا ذات الدين فأكثركن هي
أو بحثنا عن عفة الخلق ففيكن
إن بحثنا عن خفة الروح فمن طينتكن
من أراد سوداء وجد , أو سمراء ففيكن أو بيضاء فكثير , جمالكن قد نوّعه الله , لونا وتقاسيما وجسما
ماذا يريد السعودي غير هذا .
عرفناكن من قديم , وشرفنا بكن وقد قال العالم كله قولته في حجابكن وترفعكن عن الرذيلة
وإن قلت هذا فلا أُغفـِـل أن لكل قاعدة شواذ , وإنما الحكم للعموم والمعيار ( الظاهرة ) السائدة
فقط لست أدري لمَ كثرة الشكاية والتباكي من حالكن ؟!
والله إن غير السعودي إن لم يكن مثل حال السعودي في معاملة المرأة فهو أسوأ
فقط لنذر الخلط بين القوامة الحقة , وبين التسلط والجبروت , أو بين حقوق المرأة وبين إبطال مبدأ القوامة والوصاية الشرعية
لم أقل بدعا , فالأرقام شاهدة هنا وهناك , والإحصاءات تقطع قول كل خطيب