نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ... مشارك

[عاشق الخير]

في العصور الماضية و القرون السابقة وقبل ان يشع نور الاسلام وبعد أن انطفأ نور الديانات السماوية السابقة
انتشرت في تلك الحقبة موجة عارمة من الجهل و الظلال عصفت بهم في اوكار الظلام و حولتهم لمجرد تابعين
يأخذون قناعاتهم ممن سبقوهم
( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ )
فعبدو الصنم و الحجر و الخشب و الشجر وذبحوا للاصنام والازلام
وطغت عليهم الجاهلية و العصبية و العنصرية وعبادة الأوثان .
ثم شع نور الاسلام و بعث خير الانام ليخرج الناس من ظلام الجاهلية الى نور الاسلام
ويحول العادات الجاهلية الى عبادات و شرائع يعتز بها المسلم و يفخر بها
فتمم مكارم الاخلاق و دعا الناس لعبادة الله وحده لا شريك له الواحد الاحد المستحق للعبادة دون سواه .
وحرر المرأة من رق الجاهلية بعد ان كانت متعا كبقية الامتعة يمتلكونها و يتصرفون بها
وحرموها حقها في الورث فلا ترث .
بل تجاوز ظلمهم لها أن دفنوها وهي طفلة صغيره خوفا من العار و الخزي
كما يدعون
فــــ ( بأيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) .
فجاء الاسلام فحرَّر المرأة من أغلال الجاهلية، ورفع من شأنها وأكرمها بالقرآن والسنة،
وجعلها في كثير من الآيات مثلاً يقتدى وسيرة تحتذى.
( وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
ثم تعاقبت الاجيال على توارث تلك العبادات و الالتزام بها و الحث عليها حتى وصلت الينا بحبل متين
وروايات منقحه تناوب على ايصالها رجال ثقات نعرف نسبهم و صدقهم ممن عاشرهم و تحدث عنهم ..
فهل جاء اليوم الذي نعود فيه بتفكيرنا وافعالنا لتلك الحقبة الزمنية الجاهلة ..
انفخر بالعصبية الجاهلية وندعوا لها بعد ان الغى الاسلام كل الحواجز بين المسلمين !!
اندعوا للحمية ونحن امة واحد لا فرق فيها بين غني وفقير الا بالتقوى !!
انقرأ الإلحاد و السخرية بالخالق و نترك من يفعل ذلك بإسم الحرية و الفكر !!
أنسمع من ينتقص من الرسول الكريم و الصحابة الكرام ثم لا نملك سوى السكوت !!
أتتخلى المرأة عن مكانتها و تخالط الرجال و تجالسهم باسم العمل و الوظيفة !!
اتترك المرأة لباسها الشرعي وتتعرى باسم الموضة و حسن اختيار اللباس !!
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
انحمل اسم الاسلام و نحن من افراده ثم نتخلى عنه لتكون افعالنا افعال الجاهلية ..
يا قوم يقول الفاروق عمر
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )
فلا والله لم يكن الاسلام يوما طريقا للتخلف
ولا داعياً للعودة للظلام و الجاهلية
ولا سدا أمام التطور و التعلم و الانفتاح .
ولا حارما النفس من ملذات الحياة والاستمتاع بها ..
لكنه وضع حدودا و محرمات
واباح امورا و شرعها
و أطلق لكل شخص حريته
في فعل ما يريد مالم يكن فيه هلاكه و خسرانه ..
((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ))

فهل نترك تلك المكانة و الرفعة
لنعود لجاهليتهم المقيتة !!