تمتمات من أحاديث الروح ...

[الأمواج الباردة]

لكي نكون على مفخرةٍ وأعتزاز حقيقي بذواتنا ، يتوجب علينا تصحيح ما أعوج منها

بهدوءٍ تام ودون أثارة صوت أو جلبة ما ، حتى يوافق ظاهرنا باطننا ، ونكون على ثقة

تامه حين نتحدث عن ذواتنا أمام الأخرين ولا يخالجنا زعزعة أو خجل أو وجل .

[الأمواج الباردة]

( قلوبٌ كالألماس )


قد توصف بعض القلوب بأنها كالحجارة والصخرة
لشدة قسوتها وجفاءها

ولكن في الحقيقة ما دام هناك قلب ينبض ويخفق
وتضخ بعروقه وشرايينه الدماء
فهو قلب حي نابض بكل وجدانيات الحياة والأنسانية

فمعظم الصخور تكنز في مكنونها قطع ثمينه ونادرة
من نفائس ( الألماس ) التي تتفاوت في الحجم واللون !!
ويقدر ثمن كل ألماسه من تلك الألماسات بحسب براعة
كل يد في طريقة قص وتشكيل كل قطعة
لأظهار جمالها ومحاسنها للأخرين ..


فقبل أن نصدر الأحكام السريعة على معظم القلوب
علينا البحث الجيد وأمعان النظر في مكنونها
لربما نجد قلب كقطعة الألماس النادر الذي يحالفنا
الحظ بأمتلاكه لنكون من الأثرياء .

[الأمواج الباردة]

( صرخة ميلاد ألم )


نحن في هذة الحياة في صراعٍ وكفاح ونضال دائم مع المكان والزمان
ولقد اسرفنا واهدرنا الكثير والكثير من الوقت والجهد في هذا النضال
لأجل نيل المكأفاة من الحياة !


ولكن هيهات فهيهات
لم تقدم لنا الحياة من مكأفاة قط !
بل لم تقدم لنا غير المزيد والمزيد من الحظ العثر والتعيس
فقد سلبت منا كل ماهو مبهجُ ومفرحُ وجميل
وتركت لنا كل ماهو بشعُ و مؤلم ونكد


سلبت منا النوم والراحة .. وتركت لنا الأرق والتعب
سلبت منا أحساس السعادة .. وتركت لنا أحاسيس التعاسة
سلبت منا روح الأمل والتفاؤول .. وتركت لنا خيبة الترجي وهيكل الحسرات
سلبت منا الأمن والسكينة .. وتركت لنا الخوف والترويع
سلبت منا حلو الأيام والليالي .. وتركت لنا علقم ومّر الأزمان
والقائمة قد تطول وتطول بالكثير !!

و ياليت لنا من الزمن عودة عند أول صراع لنا من آجل الحياة والبقاء
لنعلن الأنسحاب والترجل الفوري من على منصة الحياة
قبل بدء السباق
ولنقدم التنازل التام عن نصيبنا من الحظ الوفير والأوفر
من مكافأت الحياة لبقية المتسابقين


وياليت لنا على وجه الخصوص من نكوص عند الحظة الأولى
من ميلادنا حين خرجنا من بطون أمهاتنا ونحن نطلق أول
صرخة لنا بالحياة ، صرخة التشبت والنضال من آجل الحياة
من آجل البقاء
لنلجم ونكتم أنفاس تلك الصرخااااات الساذجة

[الأمواج الباردة]

من الجميل والرائع المحافظة على قيمٍ وثوابت جليلة
قد جُبلنا عليها ولازمتنا طيلة رحلتنا بهذة الحياة
رغم تقلبات الجو والمناخات و وعورة التضاريس والطرقات
لأنها في الحقيقة تمنحُنا دوماً (شعور الرضى عن ذواتنا )
وأن لم نجد لنا الثناء والشكر من الأخرين
لا لشيءٍ أخر وأنما لأجل الثبات و المثابرة .

ومن المؤسف والمحزن في الوقت ذاتة حين نخسر كل ذلك
لمجرد مرور نسمة هواء خفيفة لأن البناء قد ضعف و وهن
وعاد رقيقاً كالورق ، ولأنه في الحقيقة قد صمد كثيراً وقاوم
طويلاً ،وكان آنذاك على مقدرةٍ تامة من مواصلة الكفاح و الصمود
قدماً ومن جديد نحو آفاقاً أعلى فقط ! لو وجد له القليل من الألتفات
والنظر الذي كله روحٌ وريحان .

[الأمواج الباردة]

( تصدعااات منشقة )

كثيراً من الأوقات أشعر وكأني داخل كرة زجاجية
ألقي بها القدر خارج نطاق جاذبية الكرة الأرضية
تسبح وتدور بالفضاء دون وجهه .. دون غاية .. دون أرادة .

وتارة أشعر وكأني في حالة غيبوبة تامة لم أفق منها بعد
حتى أتمكن من الأستيعاب ومن ثم التفاعل والتجاوب
مع حقيقة واقعي الملموس .

وتارة آخرى أشعر وكأني أغرق في أعماق بحرٍ مظلم
تغشاني فيه الأمواج التي كالطود العظيم
حتى لم أدرك حقيقة وجودي لعتمةِ كل ماحولي .

وتارة آخيرة أشعر وكأن روحي قد فارقت جسدي
بينما كنتُ أغط في نومٍ عميق وحين صحوتُ
بقيت جسد بلا روح ،بينما حملت ريح عاصف
روحي وطارت بها في الأجواء عالياً
حتى توارت بالأفق ، ومن ثم تهبط بها لتعلق في غصنِ
شجرة عملاقة كانت تقبع على حافة جرف هار
ولم تجد لها من مسعفٍ لعله يخلصها من نازلتها
وتتمكن من العودة إلى جسدي الميت الواهن .

[الأمواج الباردة]

(تخيلاااات خاطئة )

لأول زماني وحداثة سني خيل إلي أن الدنيا تشابه في الحال والوصف
امرأة صبية فائقة الحسن والجمال ، تخطو خطاها بحذرٍ شديد وثقة جديرة بالاهتمام
نحو قمم السعادة والأمان ..

وأمام وصفها يقف الشعراء والكتاب عاجزين عن التعبير
ولربما تخونهم الكلمات والعبارات في وصفها
ويكونوا من المقصرين الخاذلين بحقها


ولكن الآن وبعد مرور ما يقارب الثلاثون عاماً من عمري
أدركتُ ولتو حقيقة هذه الدنيا التي غفل عنها من غفل ممن هم تحت
وطئه سكرة الأيام والحياة لاهون ساهون في مغانيها وغرر بهم
التكاثر في المالِ والبنون


أدركتُ كم هي في منتهى القبح والدناءة ، تماثل في الحالِ والوصف امرأة
عجوز شمطاء أمضت حياتها وهي تتعربد في وحول الرذيلة والخطيئة
متنقلة مابين أزقة المدينة وشوارعها وحاناتها ، حتى ذبل لونها وأصفر
وذهب حسنها وجمالها ، وامتلئ وجهها بالتجاعيد المتعرجة
وابيضت عيناها ، واشتعل رأسها بالشيب الأبيض الذي مال لونه إلى الرمادي الشاحب
وتآكلت سنها حتى سقط منها ما سقط من النواجذ والأنياب
وأهملت أظفارها وطالت حتى عادت كمخالب السعلات التي قيل عنها من عجائب الدنيا السبعة
وانحنى ظهرها وتقوس حتى عاد كالعرجون القديم ، ووهن منها العظم والجسد
حتى تكالبت عليها الأوجاع والسقوم معلنة بذلك اقتراب الآجل


ومن يمعن النظر إليها من المارة العقلاء لقال :
( تباً لكِ أيتها الدنيا الفانية ،وطوبى لمن أصلح سريرته وعلانيته فيكِ ، وطوبى لمن مات وسكن المقابر )

[الأمواج الباردة]

(كلمة و معنى )

1ـ الأمل

بريقٌ خافت ربما نصطنعة لخداع ذواتنا بغرض المضي
نحو عتبة الغد المنتظرونسيان آلم الحظه وحزن الماضي .

2ـ السعادة

كالسراب نسارع بالخطى نحوها وهي تبتعد عنا بالمسافات
الطويلة ، ولعلنا غفلنا أو تغافلنا على أن منبعها الحقيقي
من داخل ذواتنا لا من الخارج .

3ـ الوفاء

الوفاء وما أدراك مالوفاء فلعل بعض الحيوانات التي ضرب
بها الأمثال الحميدة والقصص الرائعة في عالم الوفاء
مثل ( الفرس والكلب ) تقدس هذا المفهوم بل وتحترمة
كثيراً على غرار الكثير من بني البشر الجاحد للعشرة
والناكر للمعروف .

4ـ الحب

نجدهُ مكتوبٌ في بطون قصائد الشعراء و متون رسائل
العشاق ، ولكن في الحقيقة لا نراهُ لأنه ممنوعٌ من الدخول
إلى قلوب التعساء أهل الشقاوه .

5ـ الصداقة

نغمٌ حزين تشتكي من حال الكثير منا بعد أن حفت( بالمصالح
المشتركة والتناسي والجفاء ).

6ـ المناصب

لعبة قذرة يتهافت عليها الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة
الذين تتحكم بهم نزعات (الخيانة والأنتقام والأستهتار ).

7ـ الذكريات والخيال

نعمتان آلهيه فهما ملاذ الهاربين من حياة الواقع القاسية
البائسة المريرة .
> شيء ببلاش ولله الحمد والمنه متى ماندخل ونخرج <

8ـ القانون

مثل اللام الشمسية عندما تكتب ولا تنطق
فالقانون يكتب ويدرس في المدارس والجامعات
ولكن لا يطبق على أراضي الواقع

يعني بالمختصر :
( قوانين نظرية لا تخضع إلى التطبيق والعمل )

[الأمواج الباردة]

9ـ الصراحة

قول الصراحة غالباً ماتنم عن ذوات منصفة ، لا تأخذها في الله
لومت لائم ولو كانت على الأم و الأب والصاحبة والولد والعشيرة
التي تأويه ، ومع ذلك يندرون محبيه ويكثرون مبغضيه .

وفي المقابل : هناك شرذمة من القوم من ينتهز هذا المفهوم
في صالحه ويقوم بتوظيفه التوظيف القذر لمسائل أوحسابات شخصية
محاولاً بذلك تكسير المجاديف وإفلاس الآخر من كل ماهو حسنُ وجميل .

10ـ الحرية

نسيمُ عليل وعبير زهرٌ عتيق الرائحة وشعاع شمسُ ساطعة
ولكنها مجرد أحساس لا يشم ولا يلمس ولا يدرك حقيقتها إلا من زج
به خلف قضبان غير ملموسة للعيان .

11ـ الفشل

يشكل أو ربما يورث لدى صاحب الهمة والعزيمة مصلٌ مضاد
لأي فشل آخر يسمى مصل ( التحدي) يقود صاحبة وبكل
سهولة إلى غايتهُ المنشودة .

12ـ العدالة

أزهقت روح العدالة بسيف الحاكم ومطرقة القاضي وسوط الجلاد
وملعقة الجارية ، عندما أثقلت حتى مالت أحدى كفيتي الميزان
بموازين أصحاب الذوات وعلية القوم من الأثرياء والأقوياء
على موازين عامة البشر والشعب من البسطاء والضعفاء .

* * * * *
ولا ننسى بأن( المساواة في الظلم عدالة )
فالمساوة في الظلم مطلباً تأمله جميعاً لكي لا يكون هناك المزيد والمزيد من الغبن والقهر والظلم

فا أنعدام العدالة + تجاهل العطاء والبذل = يورث حالة من الإحباط القاتل ويخلق للفرد سلبيات بلا حدود على صعيد المجتمع أو على المستوى الشخصي .

فكان الله في العون !!

[الأمواج الباردة]

[IMG][/IMG]

(دعوة مفتوحة )

مشهد تمثيلي قد لا يتجاوز الخمس دقائق على بعضها
ولكنه ترك بداخلي أحساس فضيع ومؤلم !

كان عبارة عن شيخٌ كهل أرمل يعيش بمفردة داخل شقته المتهالكة
بعد أن تركة أولادة منذ مايقارب العشر سنوات ، وأخذ ذلك الشيخ بتجهيز
مائدة عشائه والمكونة من رغيف خبز والقليل من الأرز والبطاطس مع كوب ماء

وفجأة يسطو عليه شاب مسلح يهدده بالقتل أن لم يجد عنده ما يسرقه
ولكن ذلك الشيخ وبحكمته البالغة وطيبة قلبة أستطاع من تهدئه غضب ذلك الشاب المنفعل
حتى اقنعهُ بتناول العشاء معه ، ومن ثم بدء ذلك الشيخ بإعطاء الشاب بعض المواعظ
والنصائح ،وطلب منه العوده إليه في كل مره يجد نفسه فيها ويشاركة الطعام ، ومن ثم أنصرف ذلك الشاب وهو ندمانٍ خجل
والمحزن في الأمر أن في كل ليلة يعد ذلك الشيخ الطعام تحسبن لمقدم ذلك الضيف الذي سبق وعرض عليه طلب الدعوة المفتوحة
ولكن ذلك الضيف لم يعد مرة آخرى ..

[الأمواج الباردة]

( سبحان الله العظيم )

هذه صورة مقربة لنجم ملتهب



وهذه صورة للقمر



وهذه صورة آخرى للقمر



ملاحظة :

هناك اكتشاف علمي يشير إلى أن النجوم كأي كائن حي آخر فهي تمر بمراحل عمريه مختلفة
( ولاده ثم طفوله ثم شباب ثم شيخوخه حتى يموت فيحترق ليعود رماد يتطاير بالفضاء )


سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته

[الأمواج الباردة]

(همساااااااتــــي إليك يـــــــــاورد )



ياورد ساكن في أعالي الجبال

هنيا لك وأنا لك من الحساد

عايشٌ بالبراري والجو لك خالي

وما دونك ودون السحايب غيمٌ مكدر

واما أنا مثل غارٌ خلا جوفه ونجلا

وغدا مسكنٌ للريح وكل الأوهام

وعاتب الهم والجرح وشكي عليهم

(بالله) أخلو سبيلي وحِلو وثاقي

وافتكر بعد طول الأيام والليالي

أنّ الهم( لي) وهو رفيق دربي

[الأمواج الباردة]

(أزهار الغدر )

حين تلبث في هذه الحياة من العمرِ المديد وأنت مع أشخاصُ
الكذب والافتراء والخديعة والنميمة والتفرقة بين الناس
ديدنه وسلوته صباحاً ومساءٍ ، حتى زكمت منهم أنفك
وأمتلئ جوفك قيحاً وقرحاً وربما يوصلونك إلى مرحلةٍ من
الإحباط والفتور عن مواصلة الحياة أو الاستمرارية فيها
لذا تلجأ هرباً إلى الاعتزال والاعتكاف في كنف الوحدة والصمت
بعيداً عن مخالطة الناس ، ومجادلتهم حول قيل وقال وفلان وعلان !

وتمر الأيام والسنون وأنت على تلك الحالة المزرية وحيداً عليلٍ ملول
وبينما يبدأ منسوب القرح يقل تدريجياً تستبشر في هذه الحياة خيراً
ومع أشراقة شمس يوم جديد ينبت في حقلك الأجدب مجموعة
من الأزهار البرية الجميلة منقطعة النظير عن غيرها ومن ثم تحاول
جاهداً في مداراتها ورعايتها بل وسقيها بالماء الزلال النقي
لأبقاءها على تلك الهيئة من الحسن والجمال والسحر
الذي خيل إليك بأنها ستدخل عليك البهجة والسرور، وتجلي
عنك درن وعذابات الأيام والحياة !!

وما أن تدنوا منها لتشتم عبيرها إذا ينبعث لك منها ريحُ نتن كريه
يحمل بين بتلاتة تركيزاً عالٍ من السموم الفتاكة التي سرعان ماتستشري
بجسدك المغدور به فترديك قتيلاً في ظروفٍ غامضة بلا جروحٍ أو نزف دماء .

[الأمواج الباردة]

( الأعتذار ضامد الجرااااح )


الاعتذار دواء ساحر وعجيب ، وذو أثر يمنن به الله عز وجل
لدى معظم الذوات السوية السامة الطاهرة
فهو سريع المفعول في تطيب وتضميد الجراح


وفي المقابل : هناك ذوات والعياذ بالله يملؤها الحقد الدفين
غير متسامحة ولا تقبل بالاعتذار بالبته
بل لا يهدأ لها من بال إلا بعد ( الانتقام )
وأن كان بالمثل فهي نعماء لكون الكفة متعادلة ومتساوية
بل ربما قد يزيد عن المثل بالكثير غير المنصف !!


كلمة آآآآآخيرة :

( أن الإفراط في قبول الأعذار المتكررة عن أخطأ متكررة
من شخص بعينة ، قد يجلب إلينا المذلة والمهانة ونكون
محل سخرية وتسلية له ولآخرون من بعده )

[الأمواج الباردة]

إذا لم يجبرك أحد ما في يوم من الأيام

على قول بعض الأعترافات والحقائق

فلا داعي إلى أفشاءها للآخرين

لربما تقودك إلى السقوط نحو الهاوية

فينطبق عليك المثل القائل :

( إلى حتفي مشت قدمي ) .

[الأمواج الباردة]