[align=center]
ظهرت مزاين الإبل على مسمى "الاحتفاظ بتراث الأجداد" ولو تسمت كل قبيلة باسمها ! – على حد قولهم- ، جمعت فيها – مزاين الإبل- العصبية القبلية ، والزجال الخرب ، الذي احتوت في حقيقة معناه ، تقييم القبائل في مدى عرقيتها بقيمتها في الإبل من البهائم ! ، مما ظهرت فيه على الخصوص قبيلة عتيبة التي تظن أنها على محاسن ظاهرة فيما أعدت من برامجها الخيرية ، وتجاهلت فيما زرعته من العصبيات القبلية التي ثأرت كل قبيلة بما في جعبتها ، فبداية بقبيلة بني تميم التي تُعد من أعرق القبائل العربية ، بدت تنظر بقالب الرحمة والإشفاق كعقل لمن يسوغ أفكار القبلية على هيئة بهائم مزينة! ، وغيرها من القبائل ممن ينقدون فعلة قبائل تُشهر قبيلتها بمدى البذخ والإسراف الذي يطرأ عليها في عرس حيواني مكبر ، فهل من المعقول تُصرف الأموال الطائلة من أجل شهرة بذلة! ، والعجب له أمكنة في هذا الموضوع فسأدع لك الخيرة فيه ولن تستطيع إدراك الكل ، فعندما أنكر علماؤنا مثل الشيخ بن منيع في قوله أنها بدعة ، أتت لذائع حارقة معهودة من جهلة السوء ، يرمون الشيخ بالجهل ، ومما يُوضح جهلهم قولهم : "أن الشيخ بن منيع يستخدم مكانته الدينية لتمويل مقالاته . . ." ! ، وأما نظر الشارع في هذا على إجماع العلماء أن هذا من الإسراف وإثارة العصبيات القبلية ناهيك عن قول الشيخ بن منيع أنها بدعة . .
ولو أنك تجولت في حقيقة قبيلة عتيبة لاشتماً لها ولا مزدرياً في ذاتها ، وإنما هو رد على من زعم حفظه لقبيلته من عتيبة بهذه الأهازيج! ، فقد خلطوا في الأنساب ، بداية بـ"الغزالي" حيث أصبح يُنسب إلى قبيلة عتيبة ، بعدما كان لا يمت إليهم بصلة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) . وقال بن عباس : "احفظوا أنسابكم لتصلوا به أرحامكم" ، فأين مدعي القبلية الشمطاء ، على غرار الأموال تُصرف الأنساب ، فيا عجب ! .
قال المؤرخ العلامة بن خلدون : " النسب فائدته هو الالتحام الذي يُوجب صلة الرحم حتى تقع المناصرة وما فوق هذا مستغنى عنه ، إذ النسب أمر وهمي لاحقيقة له ، ونفعه إنما هو في هذه الوصلة والالتحام ، والنسب إذا خرج عن الوضوح وصار من قبيل العلوم ذهبت فائدة الوهم فيه عن النفس ، وانتفت النعرة التي تحمل عيها العصبية فلا منفعة حينئذ" .
إذاً فلا نسب إن كان النسب للمباهاة والدعة والغرور ، وإنما هو لمعرفة من تنتمي له ، وإني جهدت محاولاً أن أتحدث بمنطق شرعي لا انحياز فيه ، ولو سردت من آرائي ما وسع القارئ قراءته ، ولا لوحة المفاتيح كتابته . .
أخيراً . . أعتذر لإخواننا من قبيلة عتيبة وغيرهم ، فالحب هو تجديد الإخلاص بالنصح بما يجب من واجبات وما ينتفي من منكرات ، فإن لهم محلاً فسيحاً في قلوبنا ، وشواهد عديدة في معاركنا ، وعقولاً نيرة في استيعاب أقوالنا ، فشكراً لكم على رحابة صدوركم معنا .
. عبدالله السنيدي من بني تميم .
.
[/align]