فمن تكلم على الهيئة بظلم ،و تهجم عليها ، و حاول التقليل من شأنها فهو:
1ـ إما منحرف فكرياً ، ملوثٌ ذهنياً ، منتكس فطرة ، معوج القبلة ، تجده ينادي بالحرية المطلقة ، ويرى أن الهيئة تتدخل في الخصوصيات ، و تتعدي على الحقوق ، و تظلم الناس ، وهذا الصنف يطول الحديث عنهم ، وتركهم أولى من الخوض والمناقشة
2ـ والصنف الآخر الذين يتكلمون على الهيئة هم الذين تجرعوا سياطها ، و كانت لهم سوابق سيئة مع الهيئات ، و تجدهم قد قبضت عليهم في قضايا أخلاقية ، فَوَلَّدَ ذلك عندهم كرهاً للهيئات ، و رجال الحِسْبَة المصلحين .
بل إن أحد الذين كتبوا عن الهيئات ، و تهجموا عليها قبل أيام ، ذكر في مقاله إنه قد قبض على ثلاثة من أقاربه ، بدعوى الاشتباه ، و إني أقول له لا تُرْجِع اللومَ على الهيئات ، فإنهم يقابلون الطيب والخبيث ، والصالح والفاسد ، ولو كانوا يقبضون على الذين يلتزمون الآداب ، لكان أهل الالتزام هم أول ضحايا الهيئات ، و لَمَسَّهم عظيم الضرر منها ، و لَنَتَجَ عن ذلك وقوف المجتمع عن بكرة أبيه ضد الهيئات و رجالها .
مع أنني متأكد ، أن الهيئة لا تَقْبِض على أحدٍ اعتباطاً ، و لكن هناك قرائن و دلائل تسوق إلى ذلك .
3 ـأما الصنف الأخير فهم السذج من الناس ، الذين يتبعون كل ناعق و ناهق ،فهؤلاء لن نتحدث معهم ، لأنهم ليسوا أهلاً للنقاش ، ولا يملكون ما يُنَاقَشُون فيه .
إننا لا نبرأ أفراد الهيئة ولا نقول بعصمتهم و نقر بوجود الأخطاء لكن المعالجة لا تكون بالتشفي و تصفية الحسابات و إخراج الضغائن و ترويج الشائعات و الأكاذيب وإنما بالصدق و الموضوعية والشفافية و هذا ما لا يعترض عليه أحد .منقول من (سبق)