[align=center][align=center]بعد أن خاننى الفرح
وركلنى فجأة فطردنى
أبعدنى إلى خارج البستان
الآن .. أعلن استسلامي
أرتمي على فراش الملح
بجسدى المنهك
وجروحي الغائره
أتقلب بين يميناً ويساراً
لأملأ جراحي بالملح
طمعاً فى عذابٍ أكثر
فى آلامٍ أكثر
ما أطول هذا الليل
أظافره تنهشني
دقات الساعة مطارق مدببه
ترطم رأسي فتشجها نصفين
ونشيد الفجر غاب عن مسامعى
أنتظر الصبح فلا يأتى
بل الصبح أتى منذ ساعات
لكن لا فرق بينهما .. ليلي وصباحي
صباح الألم على قلبي
صباح الجُرح يكبلني
من لهذا القلب دائم الجرح ؟
أتراه يظل العمر وحيداً ؟
أتراه يظل يماطل الموت
ويحسب أنه ما زال حياً
يتخبط فى ظلمته وحيداً
يمضي إلى حتفه ملتفاً بأكفانِ الواقع
يجرجر أذيال الخيبة من مدينة إلى مدينة
ترفضه كل الأبواب
تلعنه كل الأسوار
يُحرم من في الأشجار
فيحمل أشيائه القليله
ويرحل من من بلدٍ إلى بلد
قائده .. سراب
راحلته .. عذاب
ما زلت أغص نوماً فى صمتِ الأموات
والأيام تنساب من بين أناملي
تنفرط كحبات لؤلؤ سوداء
تتبعثر ..
تتفرق ..
تتشتت ..
ويعود العقد ليلتحم من جديد
لكي ينفرط أخيراً .
شموعى تحرق بسهدي دموعى
ويعتصر القلب ألماً لحالي
كنت أعلم أن الجراح مؤلمه
لكن لم أعلمها بمثل هذا الألم
تباً لعقلي الغر القاصر
كعقل طفل يمد يديه فى نارٍ مشتعله
ثم يصرخ بعدها من شدة الألم
ويعود ليغمس كفيه فى اللهب
وكأنه ينتشي بالعذاب القاتل
فلا النار تنطفئ .. ولا الطفل يتعلم معنى الألم
لماذا الألم يدك مدينتي
لماذا يستبيح أسوارى
يقتلنى فى اليومِ آلاف المرات
ضحكاتى منقوصه
وأنفاسي الساخنة تخنقنى
يقترب الموت من قلبي
يهمس له بدنوه منى
يطلى جدران حجرتى بسوادٍ كئيب
فيتركها حزينة مثلى
اعجبني /
للكاتب : مصطفى المصري
[/align][/align]