.
.
تعبتُ من السيرِ منذُ البِداءَ وأعلمُ أنَّ هناكَ انتهاء
وقدْ لا أريدُ المماتَ لأني أخافُ العذابَ وربَّ السماء
ولكنْ إلهي .. فؤادي يحارُ ودمعي من القهرِ صاغَ النداء
أُحِسُّ بِبُغْضٍ لكلِ الحياةِ وبُغضي يُزَيَّن بالاحتفاء
يقولونَ عني "بأني ملاكٌ وقلبٌ رقيقٌ وعمرٌ مُضاء"
يقولونَ أني "بقلبِ الكثيرِ أعيشُ ويلْقَونَ مِنِّي السناء"
يقولون أني "التِمَاعَةِ حُبٍ وضَحْكَاتُ قَلْبِي تَهُزُّ الفَضَاء
وفرْحي وسعدي يَضُمُّ الجميعَ بفَيضِ حنانٍ وبُغْضِ جفاء"!!!
وما يعلمُ الناسُ عَنِّي ولكنْ شعوري يُنافي شعورَ الوفاء
وما في ضميري سوادٌ وبؤسٌ ولكنْ يظنونَ فيَّ الصفاء
فمنْ لي بِوَهْجِ شِهابٍ كَليلٍ لعلَّ الظلامَ بِعُمْقِي يُضاء
,
أُحِسُّ بِأني سَأَقْضِي وأنِّيْ قضيتُ الحياةَ بدونِ ارتقاء
فأبكي لأني سَأشْتاقُ يومًا لأوقاتِ ذِكْرٍ وطِيْبِ دُعاء
ولكنَّ قَلْبِي - وآآهٍ - بقلبِيْ صُنُوفٌ مِن الحُزْنِ والانزواء
لماذا ؟؟ وأسأَلُ كَيْفَ النجاةُ ، وآهٍ.. وماذا يُفيدُ البكاء
دُمُوعٌ تُسَطِّرُ عَنِّي مَقَالِيْ ونَفْسِيْ تُنَازِعُ تَرْجُو البَقَاء
وآلامُ عقْلِي تُدَمِّرُ رأسِيْ وتَنْشُبُ فِيْهِ بِسُمِّ العَدَاء
وإني أُحِسُّ بِروحِيْ تَدَاعَتْ وحانَ الوداعُ قُبَيْلَ اللِّقَاء
فمنْ ذا أكونُ بهذي الحياةِ إذا كنتُ نقشًا بصفحةِ ماء
.
.